هو الميلاد.. عبد صبري أبو ربيع |
في العاشر من محرم الميلاد اقبل تدق طبول الميلاد والحسين يولد من جديد على صدره قلادة من زمرد والميلاد كل عام يتجدد والدماء كالحناء على جبينه الأسعد تلملمت كل العظام والرضيع على الصدر يتنهد كأنه الورد الأحمر يرفرف كالطائر الذبيح كلا .. كلا يا يزيد عن الحق لا نحيد والركب يولد من جديد ثلة من الأقمار والبنود بين تلال وذؤبان وحقد آل سفيان والركب يسير والنزف القمري يشرق من بين الشرايين يصنع كربلاء وقبب خضراء قبباً من ذهب تفوح مسكا وعنبر والأكف تزدحم والعيون والزحف ليس له أول ولا آخر والنزف لا زال مستمر واه من حفنة زرعت منهج الشر من اجل كرسي ينكرون وحيا وذكر هيهات منا الذلة لسنا كالعبيد وتدق طبول الميلاد من جديد ... ومن العلقمي ينهض العباس يفتش عن كفيه وعن عيون سكينة وزينب ... والنزف في الشرايين لا ينضب ... ويطلع من بين الصفوف الأكبر بين يديه لحما مقطع والقاسم لا زال يصلح شسع نعله والذئاب عليه تتجمع قسما لا يرهبهم الموت ولا جراحهم تتوجع والميلاد في العاشر من محرم صحبة أوفياء كلهم حزم وللموت الزؤام وبالشهادة تحلم والركب لا زال يسير ويتقدم كلما اقبل محرم تطلع علينا الأقمار والدماء على رؤوسهم معلم كلا يا يزيد فالركب لا يتحطم في العاشر من محرم ينتصر الدم وعابس لا سيف ولا دروع مقدام يشق الجموع والدماء من الشرايين عطرا تضوع ويح ولدي وهب الحياة لا تعود وزفت يوم ميلادها بعمود من حديد يفلق رأسها الودود وفي العاشر من محرم تضج السماء بالنواح ويتناثر الدم كالزمرد فوق رؤوس الشهداء يصنع من الطفوف كربلاء ... صرخة بوجه الظالمين ولا زال النزيف مستمرا في الشرايين وصوت السجاد ولبوة الطفوف تهز عروش المجرمين |