المناضل القس " لوثر " والحلم.. Ihave a dream

هناك العديد من القادة والعظماء غيّروا مجرى التأريخ ، ولهم دور بارزٌ وحضورٌ موثّقْ على جعل البشرية تتطور وتزدهر ، وضحوا بأوقاتهم وحياتهم من أجل خدمة العِلمْ والبشرية ، لولاهم لما كنا نعيش هذه الحياة الحالية وستذكرهم الأجيال القادمة بكل فخرٍ وأعتزاز، وحققوا أهداف  وطموحات البشرية لكي يعيشوا حيا ةً أفضل ، وسنعرض قامة شامخة من هؤلاء العظماء الذي جمع كل صفات القيادة والصمود والصبر والتحدي هو " مارتن لوثر كنج " زعيم امريكي من أصول أفريقية ألذي أنهى التمييز العنصري ضد السود عام 1964.

ولد في 15-1-1929 ، وتمّ أغتيالهُ في 4نيسان 1968 ، وهو ناشط سياسي أنساني من المطالبين بأنهاء التمييز العنصري ضد السود سنة 1964 وفي هذهِ السنة بالذات حصل على جائزة نوبل للسلام ، وهو من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الأنسان ، رفض العنف بكل أشكالهِ لذا أصبح صمام أمان لأندفاعات الزنوج من خلال صبرهِ ولطفهِ وحكمتهِ وتحفّظهِ حتى أنهُ لم يؤيدهُ قادة السود الحربيين، واخذوا يتحدونهُ عام 1965 

نضالهُ من أجل الحرية

مهد طريقهُ النضالي لتحقيق ( الحلم ) وهو رفع الحواجزالعنصرية بين السود والبيض بنشر ثقافة تقبل الآخر بغض النظر عن لونهِ أو عرقهِ ، وهي رسالة سلام ومحبة ألى الجميع ، وأنتهج في رسم خارطتهِ السياسية طريقين ، الأول / الطريق المدني : وهو  **تبديل الكراهية تجاه البيض بالشعور ب( المظلومية) ، أي ركز غضبهُ على الظلم بدل كراهية شخص بعينهِ. ** أستعمل سلاح العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير . ** تأثر بكتابات ثورو(وهو هنري ديفيد ثورو، مؤرخ وفيلسوف ومؤلف أمريكي ، وداع لأنهاء العبودية وداع للعصيان المدني ) وغاندي ( الزعيم المسالم الهندي). ** المقاومة السلمية لدى لوثر تعني المقاومة التي تعتمد على اللاعنف . ** من أقوالهِ المأثورة : أترك الذعر ولا تدع للذعر أنْ يملي عليك شيئاً. ** وفي سنة 1957 وأمام نصب لنكولن التذكارية ألقى خطبة حماسية وهاجم الحزبين الجمهوري والديمقراطي وردد صيحتهُ المشهورة{ أعطونا حق الأنتخاب} ونجحتْ مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين . ** وفي 1964 صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي العام نفسهً حصل لوثر من مجلة التايم على لقب رجل العام ، وحصل على جائزة نوبل للسلام ---- 

الثاني / بحكم كونهِ قس في الكنيسة المعمدانية أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية ( وهي حركة هدفتْ للحصول على الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين ) ، وهو قديس خدم الكنيسة المعمدانية وأصبح أستاذاً في كلية اللاهوت ، لذا كان يردد قول السيد المسيح {أحبْ أعداءك ، وأطلب الرحمة لمن يلعنونك ، أدعوا الله لآولئك الذين يسيئون معاملتك } وأتبع لوثر البرتستانتية التي تعني الأحتجاج فأجرى تغيرات  في الكنيسة المسيحية والتي سُجِلتْ باسمهِ في التأريخ الكنسي ب( الأصلاح الديني اللوثري ) الذي يقوم على البرتستانتية وتوجيه أنتقادات عديدة الى الكاثوليكية: 1- أنتقد الكنيسة الكاثوليكية ب95 بند منها  (صكوك الغفران ، شراكة مريم في الخلاص ، شفاعة القديسين ، سلطة البابا ). 2- الكتاب المقدس فقط وليس البابوية . 3- عدم الأعتراف بسلطة البابا وصكوك الغفران ، وطقوس الكنيسة الكاثوليكية . 4- بطلان بيع صكوك الغفران ، وشراء رجال الدين المناصب العليا كالمطران والكاردينال وصولاً ألى البابا ، وهذا التغيير أو الأصلاح الديني الذي فتح أمامهُ آفاق التحرر من القيود الكنسية والبابوية الكاثوليكية .

ونال ضريبة المصلحين ورسل البشرية بالأنتقام منهُ وأغتيالهِ 1968 من أعداء الحياة  وفي مقدمتهم اليمين برئاسة مدير مكتب التحقيقات الفدرالية ( أدكار هوز ) وأتهموه بأنهُ زير نساء وعميل للشيوعيين لأسقاطهِ بديماغوجية مقيتةٍ ، يعتبر كثيرون أنّ رسالة لوثر كنج قد تحققت ، وأنّ التفرقة العنصرية أنتهت اليوم الذي فاز فيه باراك أوباما الأنتخابات الرئاسية في 20 يناير 2009 بوجود رجل من أصول أفريقية---- المجد للوثر وتحية أكبار لدافعي ضريبة الحياة من أجل أسعاد البشرية .

عبد الجبار نوري / السويد

3-11-2014

المراجع/ *عشرون أغتيالاًغيرتْ وجه العالم- لي ديفيز . * ألف شخصية عظيمة ترجمة د/ مازن طليمات .* مشاهير العالم/ دار الرشيد