هـي حُـب الـذات المـَـرضـي ... حُب الـذات شئ طبيعي عند الأنسان ، لابل ضـروري .. كل شخص لابد أن يـُحب نفـسه و يرضـى عنها لكي يستطيع أن يـرتقي بذاتـهِ ..!
لـكن النرجسية حالة مرضية تعكس أضطرابات نفسية و عقلية و عدم القدرة على التكـيّف الأيجابـي مع الآخــرين ..!
-
أصل كلمة ( الـنرجسية ) : جاءت مِن أسطورة يونانية تقول : أن هناك شاب أسمهُ نـرسيس .. كان جميلاً و فاتناً .. وقعت بـحـبّـه الفتيات و الفتيان معاً .. و في أحد الأيام وقف على جدول ماء رقـراق صافِ .. و لمّا همّ بشرب الماء من الجدول ، رأى صورتـه في الماء ، فانبهـر لجمال الصورة .. و استغرق نرسيس فى التفكير و هو مُنكب على تأمل صورته فى الماء لأيام و أيام .. و فجأه استولت عليه فكره مرعبه فراح يهمس لصورته و هو منحن فوق الماء : ( ياللمصيبه اخاف ان اكون قد وقعت فى حُبّ نفسى ، فأنتَ انا بالذات .. اننى أُحبّ نفسى ..!! ) .
و استمر على هذا الحال حتّى انزرعت ساقاه في ضفة النهر و صارتا جذوراً ..!
و صار شعره طويلاً مُجعداً .. و وجهه الشاحب و شعره الأصفر صارا تويجات بيضاء وصفراء .. لقد صار زهرة النرسيس ( النرجس ) التي تنمو على ضفاف الأنهار و تنحني تراقب صورتها في الماء ..! و من هذه الأسطورة سُمّيت الـزهرة التي تميل نحو الماء عندما تنمو بـ ( النرجس ) ..!
-
هذا الفتى الأسطوري ، الذي ألهم الكثير من الشعراء و الكتّاب والفنانين و الفلاسفة، و مِنهم العالم النمساوي سيغموند فرويد .. فقد رأى فرويد شبهاً بين شخصية نرسيس و بين الأنا السيكولوجي ، الذي بدلاً من أن يتخذ شخصاً موضوعاً لـِحُـبّه ، يُحبُّ نفسه على الدوام ... و هكذا، أصبحت الشخصية النرجسية بالمعنى الفرويدي، هي : ( المُعبرة عن أنا الفرد المريضة بالأنانية ، و الغرور ، و التعالي ، و التغطرس الزائف ، و الشعور الطاووسي بالأهمية المُتوَهمة ، و حُب النَفْس بشكل عُصابي و شاذ ...!!! ).