في غرفة الثقافة العراقية على الشبكة العنكبوتية التي يشرف عليها الدكتور الفاضل خير الله سعيد , طلب مني موضوع محاضرة لتدوينها في جدوله المُعد لشهر حزيران (2011م), فقلت : عن الجواهري , إذ سبق أن نشرت في عدة مواقع عراقية وعربية الحلقة الأولى عن شاعر العرب الأكبر , وأوسمتها ( الجواهري... عمرٌ يمرُّ كومضة الأحلام ِ...!! قصيدتي عن الجواهري والذكريات ) , وإذا بدكتورنا العزيزتحت وطأة طموحه الكبير , و أيضا - على أغلب الظن - لفتح جميع الأبواب أمامي - فالرجل مؤرخ وناقد وأديب , يعرف دقائق الأمور - يضع عنوانا ضخما مفتوحا , لم أستطع استيعابه بأجمعه , ولا الإلمام بكليته , آلا وهو( الجواهري : حياته وشعره ) , كيف ؟! الجواهري قضى قرنا من الزمان في هذه الحياة , القرن العشرين كلـه - أو كاد - من ألفه الى يائه , ووضع عشرين ألف بيت من الشعر , وأنا القائل : ( عشرون ألفاً صففتْ أبياتها ) , ثم ماذا ؟ لا يوجدعندي ديوان الجواهري سوى ( ذكرياته ) , الجزء الأول , وذكرياتي عنه , ومما حفظت من أشعاره , والشبكة العنكبوتية بغثـّها وغثيثها! , المهم عُقدت الندوة الأدبية , وألقيتُ ما ألقيت من كلام , ولم أنسَ أن أذكـّر المستمعين الكرام , إنني أسير على سواحل محيط الجواهري العملاق , عملاق بمتانة إسلوبه , وقوة بيانه , وحباكة ديباجته , وسمو بلاغته , ووضوح عبارته, وحيوية نبضه , وشدة إنفعاله لحظة سكب خوالجه وعوالجه , وبروز ظاهرة (الأنا) الفنية العالية المحببة سيان بتحدياتها الصارخة , أو عند سكب آلامها النائحة في شعره , وشعره غزير الإنتاج حتى أنّه بلغ قمة عالية بين شعراء الأمة على امتداد تاريخ أدبها ,فإذا تجاوزنا الشعر الجاهلي الذي دون بعضه القليل بعد قرنين من ظهوره - ولا أقول ولادته ونشأته - , فما - مما وصلنا - في عصري صدر الإسلام والأموي ما يستحق عنده الوقوف للمقارنة نتاجا به , الا أنّ الفرزدق (ت 114هـ ) له حوالي (7235 بيتا) , وجرير ( أيضا 114هـ) , وله (5640 بيتا) ,فخلفا لنا مجلدات ديوانيهما الرائعين , نعم ! في العصر العباسي ترك لنا أبو نؤاس شعرأ غزيرا ( ما يقارب اثني عشر ألف بيت ), بالرغم من قصر الفترة التي عاشها في هذه الحياة ,على أغلب ظني بين ( 142- 200 هـ ) , ولا أميل لأي رواية أخرى , وابن الرومي ( 221 - 283 هـ) , وصلنا شعره سليما معافيا أقرب الى التمام , فسبق الأولين ولآخرين في كثرة النظم , فبلغ قمة القمم (30515بيتا) , وهو غزير ممتع أي امتاع ,فالرجل قضى حياته شاعرا شاعرا لحظة لحظة , فما حياته الا الشعر, و للمقارنة السريعة , من بعد جاء المتنبي (ت 354هـ) , له ( 5578 بيتا) , فالشريف الرضي (ت 406 هـ) , له (13832بيتا) , ومهيار الديلمي (428 هـ ) , له ( 22525 بيتا ) , وأبو العلاء المعري ( 449 هـ) , وأبيات شعره ما يقارب (13515 بيتا ) , ثم في العصر الحديث ,ونأخذ تاريخ الوفاة بالميلادي, للظروف المرحلية , لأحمد شوقي (ت 1932م) حوالي ( 11336 بيتا) , وخليل مطران (ت 1949م) , وله (23187 بيتا ,لم ندرج الشعر التالف أو المتلوف , ولا شعرالملحمات الدينية , أو الأرجوزات التعليمية , فالجواهري - مما يتضح على الأغلب - يأتي ضمن الاسماء الخمسة الأوائل في غزارة الإنتاج من بين كل شعراء العرب منذ عصرهم الجاهلي الى يومهم هذا .
مسكت الجزء الأول من كتاب (ذكرياتي ) لجواهرنا الجواهري , وقلبت ورقتي العنوان فإذا به صدر ذكرياته بمقولة لحكيم صيني تقول :"وُلدوا فتعذّبوا فماتوا " , لابدَ أن هذه الفكرة راودته فترة طويلة , بل تخمرت في ذهنه, وزُرعت في دمه حتى آمن بها قناعة لا تتزعزع , فجعلها الكلمة الأولى لكتابه الموعود , ولكن... جزما , أبعاد المقولة , واتجاهاتها الفكرية , وفلسفتها الحياتية , متابينة في عقلي الرجلين , فالتطابق محال, ومدلولها واسع على أية حال , وله أن يحلل أبعادها كما يشاء , و (ابن الرومي ) ( ت 283هـ / 896م) ,قد سبق الرجلين بما ذهبا إليه:
لِما تؤذن الدنيا به من صروفها ****يكون بكاء الطفل ِساعـة ّ يولدُ
وإلا فما يبكيـــــــه منها وإنـّها **** لأفسحُ مما كــــــان فيهِ وأرغدُ
إذا أبصر الدنيا أستهلَّ كأنّـــهُ******بما سوف يلقى من أذاها يهدّدُ
وللنفسِ أحوالٌ تظلّ كأنـّــــها ***** تشاهدُ فيها كلَّ غيبٍ سيشـــــهدُ
المهم وُلدوا نعم وُلدوا , وإنما الولادة هل هي قدر محتوم , مقيدة في سجل معلوم ,أم عقبى ملاقحة عابرة لمصادفة غابرة ؟ , فالرجلان تركا لغز وجود نائب الفاعل في المبني للمجهول لتعليل العقول , والعقول حقول ! , وعلى العموم , الحياة لم تعطِ عهدا للحكيم الصيني ولاللشاعرالعربي ,ولا لغيرهما , كيف ستكون , ولا تبالي بأحدٍ كي تقول له: ممنون !! سُعد أم تعذب , والمسألة فيها نظر , فالحياة لذة وألم , صحة وسقم , رخاء وعدم .وصاحبنا هو الأدرى بذلك ,ففي قصيدته (سجين قبرص), يطل علينا بقوله :
هي الحياة ُ باحلاءٍ وإمرار ِ***تمضي شعاعاً كزند القادح ِ الواري
أمّا في حكمته الصينية , فواضح لي ولك , ما أراد من المفرادات الثلاث الا ( فتعذبوا) , لماذا ؟ لأنه - بغريزته الفنية - رام ما لا يُستطاع إليه سبيلا , جمع النقيضين اللذة والثورة , الحنان والرفق بالخاصة , والحقد والألم من أجل العامة , وطلب من زمنه - كمتنبيه - " ما ليس يبلغه من نفسه الزمن" , ,فوقع في صراع الأضداد , وطغى على شعره التشاؤم , والكآبة , وعدم الرضا ,والتبرم :
عجيبٌ أمركَ الرجراجُ *** لا جنفــــــاً ولا صددا
تضيقُ بعيشــــــةٍ رغدٍ *** وتهوى العيشةَ الرغدا
وتخشى الــزهدَ تعشقهُ *** وتعشـــقُ كلَّ من زهدا
ولا تقوى مصـــــامدةً ***وتعبـــــدُ كلَّ من صمدا
ومنذ ثورة النجف على الأنكليز ( 1917م ),وحصارها الشهير - وثورة العشرين من بعدها - , وكان حينها شاباً يافعا , ارتسمت في ذهنه صورة لا تـُمحى , تخيلها شاخصة بعين الآخر , وعكسها ألينا من فوران دمه الذي لم يبرّده غليله , ولو بعد عشر سنوات منها , أقرأ معي ما يقوله في قصيدته ( الدم يتكلم ) :
لو سألنا تلك الدمــــــاءَ لقالت *** وهي تغلي حماسة ً واندفاعــا
ملأ اللهُ دوركم من خيـــــــالي *** شبحاً مرعباً يهزُّ النخــــــاعا
وغدوتم لهول ما يعتريـــــــكم *** تنكرون الأبصار والأسمـاعا
تحسبون الورى عقاربَ خضراً ** وترون الدروب ملآى ضباعا
والليالي كلحاءَ لا نجمَ فيـــــها *** وتمرُّ الأيــــــام سوداً سراعا
هل هذه الرؤية المتشائمة , هي رؤية الإنسان الجلاد المرتعب الخائف للإنسان الثائر المنتفض المستشهد , -والعكس صحيح في معادلة صراع الحياة - أم نظرة الجواهري السوداوية المستديمة المتأملة والمتألمة للحياة كلّها على طول الخط ؟ القضية تطول , وما انا بدارس , ولا باحث في حياة الجواهري ,وشاعريته وشعره , وانما نظرات عابرة على أعتاب (ذكرياته), وأعني عدّة أوراق , سبقت فصوله المفصلة ,مهما يكن من أمر, ما تنتظر منه أن يرى الدنيا بعد مصرع أخيه جعفر في معركة الجسر ( 27 كانون الثاني 1948م) ,غير ما ذكره عنها موريا بكلمة (جسر ٍ) من النكد في (تنويمته للجياع ) , التي نظمها بعد ثلاث سنوات ( آذار 1951م) من الحدث الجلل ؟ :
نامي فما الدنيا سوى *** "جسر ٍ" على نكدٍ مقام ِ
و أترك إليك محيط الجواهري لتغوص فيه مرارا وتكرارا , لقد خلفنا الموت خلفنا ناسين أو متناسين , والموت حقٌّ لا ينسانا , قدم إليهما , فاستقبلاه مرغمين طائعين , أو كما يقول جواهرينا :
وأنَّ الحياةّ حصيدُ الممات ***وأنَّ الشروقَ أخو المغربِ !
وقفا الرجلان عنده حيث وقف العقل المحسوس المحدود من قبل , وكان يعنيان شأن الحياة الدنيا , وما عساهما أن يفعلا غير ما فعلا , الجواهري - ولا أدري بالآخر - بطبيعة الحال يكثرمن ذكر الله في شعره , وتـُعدُّ قصيدته عن الإمام الحسين (ع) من أروع الشعر العربي , والرجل ليس بحاجة الى شهاداتنا , ولا يحفل بها ,فلماذا الإطالة ؟!!الآن صرخ في أذني ببيتين من الشعر, هازّاً بيديه مستهزئا ! :
دعِ الدهر يذهبْ على رسلهِ***وسرْ أنتَ وحدكَ في مذهبِ
ولا تحتفـــلْ بكتاباتـــــــــهِ *** أردْ أنتَ مـا تشتهى يُكتبِ !
ثم أردفني هامساً مع نفسه ببيت قاله في ثمانياته (نيسان 1986م) ,ومضى الى رحمة ربّه :
اللهمَّ عفوكَ إننّي برمٌ*** ولقد يُدسُّ الظلمُ في البرم ِ
إنن رجاء إقلب ورقة الحكمة ,واقرأ الإهداء الذي كتبه الشاعر بخط ّ يده اعتزازاً وتقديرا واهتماما وحبّاً : " أُهديه إلى من هم أعز علي من صفو الحياة إلى كلِّ مَن ودعّني من اهل بيتي وإلى كلِّ مَن اقام " .
وضعت لك خطـّاً تحت الجملة التي أروم التأمل فيها (بين هم والحياة ) , فالشاعر رغم التشكي والتبرم والتشاؤم , بل حتى الكآبة المرسومة على تقاطيع وحهه ,هو رقيق الطبع جدا , كشاعر مرهف الحسِّ , يفيض قلبه بالحنان والحب ِّ,والعاطفة الصادقة :
جربيني منْ قبل ِأنْ تزدريني *** وإذا ما ذممتني فاهجـريني
ويقيناً ستندمين علــــــى أنّكِ *** منْ قبلُ كنتِ لــمْ تعـرفيني
لا تقيسي على ملامحِ وجهي *** وتقـــاطيعهِ جميعَ شــؤوني
أنا لي في الحياةِ طبـعٌ رقيقٌ*** يتنافى ولونَ وجهي الحزينِ
ومن الطبيعي أنْ يكون أهله الأقربون أقرب إليهِ من حيث معاملتهم بالرّقة واللطف والحب , فهم الأغلون , ففكرة (الإهداء) مختزنة في وعيه لأهله , ووردت في مقدمة ديوانه المطبوع عام (1961م) , حين كتب قائلا : " إلى قطع متناثرة من نفسي هنا وهناك ...أهدي ديواناً, هو خير ما أهديته في حياتي كلـّها , وقد لا أقدر أن أهدي إليهم شيئاً بعده " , و ( صيغة الإهداء ) - أيضاً - ليست بجديدة على ذهنه , وكان قد ضمنها في قصيدته (بريد الغربة ) , التي نظمها (1965م) , وأرسلها الى أهله في العراق :
ويا أحبابـــي الأغليـــن*** منْ قطعوا ومَن وصلوا
ومن هم نخبةُ اللــذات***عندي حيـــــــن تنتخلُ
هُمُ إذْ كلُّ من صــافيت *** مدخــولٌ ومُنتـــــــحَلُ
سلامٌ كلـّــــــــــهُ قبـــلُ ***كأنَّ صميمــــــها شغلُ
وشوقٌ من غريبِ الدارِ***أعيــتْ دونـهُ السّـــــبلُ
ولهذه الإشكالية المعقدة بين الخاص والعام , وأعني بين خصوصياته العائلية الأصيلة والمتينة بروابط حبها الجارف من جهته على الأكثر , وعلاقاته الإجتماعية المتميزة و المتماسكة لمنزلته الأدبية الرفيعة , وبين المهمات الصعبة الملقاة على عاتقه عرفاً وطبعاَ لإثارة العقل الجمعي الواعي ... كم يجب تقدير وتثمين مواقفه الجريئة , وتضحياته الكبيرة أبان شرخ شبابه , ونضج كهولته , ولكن في شيخوخته - من سنة 1972م - أُثيرَ موضوع صمته واغترابه , لأغراض عديدة , ودوافع متعددة , اغتاض منها فردَ عليها - والشاعر ليس بكاتم غيض - متحاملا على من تحامل , ومعللاً بتخريجات عامة على من تساءل,والعجيب أن ردوده تحمل في طيّاتها الانتقادات الواضحة والمباشرة, للمواقف المتخاذلة دون ذكر الاسماء , وينتقد ! وتعجبني من ردوده (1977م) هذه الأبيات الرائعة :
قالوا سكتَّ وأنت أفظعَ ملهـبٍ *** وعي الجمــوع ِ لزندها , قدّاح ِ
فعلامَ أبدل وكـــرَ نسر ٍجامـح ٍ*** حردٍ بعشِّ البلبــلِ الصـــــدّاح ِ
فأجبتهم :أنا ذاك حيثُ تشابكتْ ***هامُ الفوارس تحتَ غابِ جناحيِ
لكنْ وجدتُ سلاحهمْ في عطلةٍ ****فرميتُ في قعرِ الجحيم ِ سلاحي
وقد يعذر من يعذل , ومن التفتَ وحلـّل بواطن (أعز علي من صفو الحياة ) , يدرك أنه - أبان الحروب العبثية والمجانية - كان يخشى على المتعلقين به ,والمخصوصين لديه من أفراد أسرته ,داخل العراق وخارجه , بل حتى على نفسه , من سطوة نظام لا يعرف للرحمة معنىً , وشيخنا لم يرَ من حقـّه أن يتجاوز الخطوط الحمراء لأرواح ومصائر غيره , وبلا ثمن , ثم ما جدوى التهليل لهذا أو ذاك من المتحاربين أوالمتصارعين , قال الأبيات التالية - وفيها إشارة الى أبنائه - من قصيدة ساخطة على الأوضاع , داعية للوحدة الوطنية ولمِّ الشمل على سبيل مقارعة الظلم والإرهاب , وجهها الى صديقه السيد جلال الطالباني في (10/12/ 1980 م) , أي بعد اندلاع الحرب العراقية -الإيرانية بثلاثة أشهر ,إثر رسالة من الأخير إليه , يحرضه فيها على التغني بالنضال :
يا صاحبي - ويموت المؤمنون غداً - ***وخالدٌ صدقُ قــــــولٍ ناصفٍ زَمِنِ ِ
حتـّى كأنّي - وأشبـــالي - بعيدهـــــمُ *** عُفـْرُ الأضاحي من المنحورةٍ البُدُن ِ
وكنتُ منهم كمصلوبٍ على وثـــــــن ** ضحى على ربّــــــــهِ يوماً ولم يدن ِ
فلـــنْ أغني بأعـــــراس ٍ مهلهلــــــةٍ *** ولنْ أنوحَ علــــــــى موتى بلا ثمن ِ
والبيت الأخير واضح ومبين , فلا تضحية بلا ثمن ثمين , يعود مردوده للشعب والملايين , هذا رأيه , وربما لك رأي , لا أطيل عليك , والإطالة إفادة ,إذا كان الوقت لديك يتسع , فالحديث عن الجواهري ممتع , رويدك - يا صاحبي- ما بقى لديَّ في هذه الحلقة الاُ قصيدته ( برئت من الزحوف ) , نظمها الشيخ المشرف على التسعين في حزيران براغ سنة (1985م) , إذ صكَّ سمعه أخبار منتقديه , بل شاتميه , لموقفه الصامت من الحرب الرعناء ,وتعالت حواليه الأصوات المنتمية من هذا وذاك , وهاجت عليه الأقلام المسيسة من هنا وهناك , وهرعت إليه سائلة عن سرِّ سكوته على هؤلاء وأؤلئك , فأجابها بإنسياب قافية شجية :
وســــائلةٍ أأنتَ تـُـسبُّ جهراً ** ألسـتَ محجَّ شبان ٍوشيــبِ؟
ألستَ خليفة َالأدبِ المصفـّى ** ألسـتَ منارةَ البلدِ السّليب!؟
أيسرحُ شاتموكَ بــلا حسيبٍ **وتسمعُ من هناكَ بلا نسيبِ!
أقولُ لهـــــا ألا أكفيكِ عبئـاً ** ألا أ يكِ بالعجبِ العجيــبِ!؟
لقدْ هجتِ اللواعجَ كامنــاتٍ ***وقدْ نغـّرتِ بالجرحِ الرغيبِ
برئتُ من الزحوفِ وإنْ تلاقت **تسدُّ عليَّ منعطفَ الـدروبِ
زحوفُ "الرافدين"فقدْ تهزّتْ **بهنَّ مزاحـفُ البلــدِ الغريبِ
برئتُ من الزحوفِ بدونِ حول*سوى قـُبُلِ الحبيبِ على الحبيبِ
لتسلمهُ إلى وبش ٍخسيس ٍ****ومرتكبٍ ومشـــــبوهٍ مــريبِ
إلى صُحفٍ تسفُّ بلا ضميرٍ** سوى ما دُسَّ منها في الجيوبِ
برئتُ من الزحوفِ مجعجعاتٍ ***تخلـّفُ سكتة ّالموتِ الرهيبِ
مباحٌ عندهنَّ دمـي لذئـــبٍ *** ولا أسدٌ يبيـــحُ دمـــــــاً لذيبِ
وأُنبَذ ُ بالعــراءِ بلا نصير ٍ**** نبيل ٍأو أديـــبٍ أو أريـــــــبِ
بيت القصيد المفيد ما قبل الآخير , وخلاصة القول "ولا أسدٌ يبيحُ دماً لذيب ِ", هل اقتنعت يا قارئي الكريم , أم أنّك تهزُّ رأسك حائرا بين الرفض والقبول , لك ولي ما نقول , وله : أعزُّ عليَّ من صفو الحياة !! وإلى الملتقى , فالموضوع ما انتهى سبيلا....وكفى بالله وكيلا!.