صاحب احد المواكب الحسينية من بغدادسافر الى كربلاء لتحضير موكبه في الحسينية التي انشائها على طريق بغداد كربلاء وهنالك شاهد خمسة عوائل من تلعفر تسكن الحسينية ماذا فعل...... ظل يفكر ويفكر هل يخرجهم ويطردهم من الحسينية ويبدا بنشاطات الموكب الذي ذخر له مالا من رزقه الحلال خلال سنة يوم يوم حتى يستطيع ايفاء متطلبات ضيافة الزوار من طعام ومشروبات ساخنة ودافئة وهو من المواكب المتميزة في خدمتها وطيب طعامها وماتقدمه من شاي مهيل معطر بماء الورد وقهوة عربية موصى عليها من اجود انواع البن اليمني وماذا سيقول لرواد موكبه من اصدقائه وابناء عشيرته والزوار الذين بنى معهم صداقة على درب الحسين كلها خلال لحظات استلهم فكرة ان هولاء النزلاء المشردين من ديارهم هم ضيوف ابي الاحرار الحسين عليه السلام.... انهم ضحايا يزيد الجديد وبني امية من الدواعش......... انهم غرباء بلاسكن ولامال والشتاء قادم ......... انهم اهل رحم يجمعهم به العراق ودجلة والفرات......... انهم ذو سبيل وذو حاجة وقصدوا كربلاء تيمننا واحترازا باهل الكرم من عشاق الحسين........ ترأت له صورة مخيم اسارى وسبايا ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم فيهم........ هنا كان الموقف الحسيني المثالي اخرج مافي جيبه من اموال وانزل ماتحمله سيارته من طعام وماء ومشروبات غازية وقناني غاز الطبخ وطباخات كان معدا لها استعدادا للطبخ الطعام للزائرين قائلا لهم انتم دخلاء ابي عبد الله الحسين عليه السلام وهذا رزقكم وهذا بعض من كرمه لكم وعذرا عن التاخير لاني لم اعرف بسكنكم الا الان عذرا ياضحايا الوطن وغدر الدواعش هذا ما استطيع ان اجود به نيابة عن سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين وانا خجلا جدا ان لم اوفي الكرم وحق الاجارة ..... تهلهلت وجوه النازحين وضحك الصغار وهم يلعبون وقد امنوا طعامهم لفصل الشتاء وهكذا رجع عائدا صاحب الموكب بعد ان اتم زيارته واداء مشاعرها وهم دامع العين خجلا من سيده الحسين واصحاب الحسين وعيال الحسين عليهم السلام....... رجع للبيت وقال له ولده لماذا عدت مبكرا هذه المرة وعلى غير عادتك قال له ياولدي لقد اديت خدمة الضيافة على قدر استطاعتي وانا على خجل وقهر من التقصير...... نام الرجل على فراشه وفي طيف الاحلام زاره فارس موشحا بمبلاس خضراء وترجل من فرسه ليمد كفه ويمسح دموع الرجل الخجلى ويترك على جبينه قبله حرارتها ايقضته من نومه ليضيع خيال الفارس بين الرمش والعين ويلهج لسانه........ اليوم زارني الحسين...... تحف بيه الملائكة والحور العين....... زارني واني نايم خجلان....... مقصر بالضيافة والكرم وخدمة الخلان........ طبع على جبيني قبلة..... وبجفه مسح دموع العين وكفكف الاحزان............ ثاري فرحة طفل جوعان تعادل عند الحسين هواية بالميزان........ عونة مهاجر وغريب الدار تفرح الامام والملائكة والاقلام.......... اغاثة الحيران تفرح زينب ورقية وسكينة......... ومن فرحته يصافحك جف ابو الفضل العباس اني جنت ضايج وخجلان......... من زارني الامام.......... فرحت بفعلي وتباهو بي الاهل والجيران........... في بعض الاحيان عندما يكون القرار صائبا والفعل نطلب به وجه الله سبحانه وتعالى هو هذا مايريده ال البيت الكرام السلام على الحسين واصحاب وزوار الحسين واللائذين بركاب الحسين انه طريق العاشقين في البذل والعطاء اللامتناهي من اجل رضا الله وحده لاشريك له ورضا رسوله الامين من بعده صلى الله عليه واله وسلم......
|