لماذا دينهم بلا رحمة؟

ليس الدين بمفهومه الشامل...بل دينهم وإسلامهم المزعوم المزيّف ...إسلامهم اللفظي الذي صادق لهم عليه أسلافهم بمجرد إطلاق الشهادتين بلا شروط ! فيتحول قائلها الى مجاهد ويتمتع بحصانة الخليفة وقدسية تضاهي قدسية النبي ص .. حتى لوكان قائلها وحشيّ قاتل الحمزة أو هند آكلة الأكباد ...إسلامهم الأموي الوهابي الداعشي...وليس الإسلام الحنيف إسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..لأن الدين الإسلامي إبتدأ بالرحمة وأُسست قواعده وبُنيت أركانه على الرحمة .. كلام الله بدأ بالرحمة ..كتابه كلّه رحمة... إبتدأ  كل سورة ب(بسم الله الرحمن الرحيم) ومع كل هذه البشائر ..كتب الله على نفسه الرحمة كعقد بينه وبين العباد.."قل لمن ما في السماوات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة " الانعام12 " فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة "الانعام 54 " وربك الغني ذو الرحمة "133 الانعام  " وربك الغفور ذو الرحمة " الكهف 18" عشرات الآيات كلها تبشّر بالرحمة الألهية ومثلها تحبب على العفو والصفح واخرى تدعو الى التوبة... وأضعافها تبشر المؤمنين أصحاب القلوب الرحيمة التي تحب وتسامح وتفعل الخيرتبشرهم بالجنّة ... ولكي يسهّل الله إقتفاء سبُل رحمته وييسر معرفتها لتترسخ في القلوب ..وحتى يخفف على المسلم ولايكلّف نفسه أكثر من طاقته ...جعل من رسوله عنوانا لهذه الرحمة  وسبيلا يسيرا للوصول إليها " وماأرسلناك الا رحمة للعالمين " جعل مفتاح الرحمة الألهية هو الأيمان برسول الله ص وتصديقه وإتباعه وطاعته والإلتزام بما يؤمر به..(ومااتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فأنتهوا) طاعة فرضها الله على كلّ مسلم ليس فيها إستثناء لأحد وعشرات الآيات تدل على ذلك لامجال لذكرها.. وامرٌ لايقبل الشك أن مخالفة الرسول هي كفر بالله تعالى...وبدوره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قد وضّح سبل النجاة ويسرها على المسلمين... فأمرهم بإتباع أيسر السبل للوصول الى مرضاة الله تعالى ومرضاة رسوله ومن ثم الفوز بالجنّة ...لم يسألهم أجرا ولم يكلّفهم مالا يستطيعون ولم يحملهم أكثر مما يطيقون ..سوى أنه سألهم أن يحبوا أهل بيته ويحسنوا إليهم ..( قل لاأسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) لأنه يعلم صلى الله عليه واله وسلم أن مودة أهل بيته ومحبتهم الصادقة لاتجمتع مع الغل في قلب واحد ..وأن حبّهم فيه علاج للأرواح فهو يطرد الحقد من الوجدان الإنساني  ويقتل الشرّ في النفس الآدمية... ويهذّب الأخلاق وينظم العلاقات بين بني الإنسان على أساس الرحمة والحب ، لأن حبهم يتطلّب معرفتهم .. ومن يتعرّف عليهم يعشقهم .. ومن يعشقهم فلا يُسعد إلا بحب الآخرين مهما إختلفوا معه ...تلك هي قواعد محبتهم وتلك هي شروط مودتهم ..وبدون مودتهم وولاءهم ليس لأي مدّعٍ للدين نصيبٌ من الإسلام ولاتناله رحمة الله تعالى ..ومانراه اليوم من جرائم بحق أبرياء أحبوا أهل البيت وأمتثلوا لأوامر الله ورسوله ..يُقتلون ويُحرقون وهم أحياء داخل الباصات .. وفي الحسينيات على أيدي عصابات تدّعي الإسلام وتكبّر الله مع كل رقبة بريء تُقطع  ومع كل صرخة طفل أحرقوه حياً... فهذا هو الإسلام الأموي الوهابي.. الإسلام الذي يترضّى أهله على وحشي كما يترضون على صحابتهم ... الإسلام المجرّد من الرحمة والرأفة والمودة ...إسلام الذين قتلوا ابناء رسول الله وسبوا حرائره في كربلاء ... فياليتهم ظلّوا عاكفين على أصنامهم حتى لا يغرّروا بمن خلفهم من الأجيال ويجلبوا الكراهية للدين الإسلامي ولنبيه المظلوم ص . ولكن هل كل من إدعى حب آل البيت عليهم السلام قد أطاع الله ورسوله وكان في مأمنٍ من العذاب والخزي ؟ يقول رسول الله ص الدين المعاملة وبما أن حب ومودة آل بيته هو دين فلا بد أن يكون مصداق هذا الود وهذا الحب هو ممارسة الدور الإيجابي في المجتمع ... ومصاديق هذا الدور هو الإخلاص والصدق والأمانة والوفاء بالعهود وكل مايرتبط بحياة الإنسان من فضائل ...لايمكن للسارق والمزور والكاذب والمرتشي أن يكون محبا لآل البيت وإن إدعى وإن تبرع بالمال وحتى لو سال دمّه ! ثبتنا الله على حب محمد وآل بيته الأطهارصلى الله عليه وعليهم أجمعين .. وأعاننا على أنفسنا ...