استدعوا عقولكم وتحملوا مسؤوليتكم...

جرحُنا ينزفُ ونفقِدُ أبنائنا في كلِ يوم، ونضيعُ ثرواتنا وطاقاتنا ونضعف أنفسنا وبلدنا، يكاد أن يكون الدمار في كل مكان ، إذن دعونا نبدأ بالعلاج والتخلص من ترسبات وتراشقات التطرف الديني الذي ذبحنا من الوريد إلى الوريد وقد تحدثنا كثيرا عن نبذ التطرف من أي جهة كانت سواء من السنة أو الشيعة من المسلمين وغير المسلمين ، هذا مبدأ متفق عليه ليس من الصحيح أن أتحدث في الجانب الشيعي والمدرسة الشيعية فمن الضروري أن يتحدث رجالها وأساتذتها أما الجانب السني فدعوني أقول كلمة واحدة لعلها تصل إلى آذان الواعين وعقلاء الأمة وعلمائها وحكمائها دون أن نضع الأعذار والتبريرات لذلك أقول لأتباع المذاهب السنية المحترمة أبناء أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل .
إننا لم نستطع أن نقدم نموذجا صحيحا مقبولا عن مذاهبنا وإسلامنا حينما تمردنا على مذاهبنا ووضعنا يدنا بيد المتطرفين من القاعدة والدواعش وقدمنا نموذجا سلبيا مشوها تصدر الوجه السني في العالم ، وأذكر هنا فتوى مرجع السنة في المملكة العربية السعودية سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حينما قال بأن القاعدة وداعش هم العدو الأول للإسلام وهم فرقة ضالة فهل يجوز عقلا ونقلا ومنطقا أن نسمح لأناس ضالين مضلين أن يتقدموا مشروعنا ، فكل الجماعات الدينية السنية المتطرفة مرفوضة من كل العالم ، ليس من دولة أو مجتمع واحد يتبنى موقف المتطرفين، فما أرجوه قبل فوات الآوان أن نحارب التطرف ونطرده من بيوتنا ومن مساجدنا ومدارسنا وأرضنا، وحين نقوم بذلك سوف يخجل المتطرف الشيعي وينزوي ولن يكون له ظهور لأن مجتمعه سوف يرفضه وينبذه ولن يكون له مكان بينهم ،لاتعطوا الحجة والذريعة لأحد في قتلنا وذبحنا وتهجيرنا.
استدعوا عقولكم وتحملوا مسؤوليتكم واطلعوا على ماكتبه الإمام أبو إسحاق الشاطبي صاحب المقاصد ومخترعها في بيان صورة الدين وأحكامه أو ماكتبه محمد عبده أو جمال الدين الأفغاني وغيرهم من دعاة الإصلاح يكفينا تشويها لديننا وحضارتنا وبلدنا ومجتمعنا قال تعالى (فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين )