داعش.. تجربة مريرة و دروس مستفادة |
(داعش) هذه المنظمة الارهابية التي جعلت من أرهاق دماء الأبرياء أداة لتوسعها و على الجماجم بنت دولتها و تحقق أهدافها إذ لاقيمة للأنسانيةِ في ظلها ، وتدنس كل القيم الاخلاقية و الاديان السماوية و الاعراف الدولية في قتالها بحيث أصبح التفنن و الأبداع في القتل من سمات تنظيماتها، بل أكثر من ذلك أساساً ليرتقِ سلم المسؤلية من يقتل أكبر عدد ، ناهيك عن كل أعتداء جسدي من التعذيب و الاغتصاب و الحجز ... التي باتت تشمئز منها الضمير الانساني في ظل ظروف أنسانية صعبة يعيشها من يُرغم العيش في ظل رايتهم السوداء منقوشة عليها أعظم كلمة في الوجود (لا إله إلا الله) . و كان الشعب الكوردستاني مرات عديدة ضحية ممارساتها الشنيعة وقدمت مئات بل الالاف من الضحايا الابرياء الذي قدموا دمائهم الزكية خدمة لوطنهم و أمنه ، لكي يعيش الجيل القادم بالأمان و ضرب هذا الشعب أروع الأمثلة في الفداء بهمة سواعد الثيَشمةرطة و الاسايش و أفراد الاجهزة الامنية بتعاون المواطنين المخلصين ، و سجلت التاريخ في صفحاتها بحروف من ذهب مقاومة هذا الشعب المظلوم للهجمات الارهابية الشرسة و نتيجة كثرة محاولاتها للنيل من هذه التجربة الديموقراطية الفتية التي أصبحت يُحسد عليها القاصي والداني في المنطقة استطاع الارهابيين من الخرق و فعلوا فعلتهم فسالت الدماء و سقط الشهداء و الجرحى، فرسمت لوحة فنية جميلة لهذا الاقليم اختلطت فيها الوان التعايش السلمي و التسامح و احترام مبادئ حقوق الانسان بين ابناءه من كل الاديان و القوميات منيرة و تشق طريقها نحو العُلى و الصمود ... و نتيجة للمواقف و الاحداث التي يمر بها المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص كانت (داعش) تتأرجح بين المد و الجزر تارة تسيطر على مناطق واسعة و تارة تمنى بالهزيمة و بسبب السياسات التي انتهجتها الحكومة الاتحادية من الاقصاء و التهميش للمكونات العراقية مما شكل حاضنة مناسبةً لهذه الجماعات أن تنمو و تجد لها المكان المناسب، فاصبح المشهد العراقي يحمل بين جنبيه عشرات التحليلات و التأويلات ، وكان من بينها إنهيار المؤسسة العسكرية و الأمنية العراقية في المناطق السنية الساخنة و تمكن (داعش) من السيطرة على محافظات الموصل و صلاح الدين و مناطق اخرى بكافة مقدراتها البشرية و الاقتصادية انتهت بالاعلان عن دولة الخلافة الاسلامية وترتكب أبشع أنواع الجرائم منكرة لأدنى حقوق غيرهم . فالقتل و الاغتصاب و العنف و السلب ... الخ حيث شُرد نتيجة العنف الالف من المسيحيين والكورد من الشبك و اليزيديين و تركوا مالديهم من أجل انقاذ حياتهم و توجهوا نحو الاقليم الذي أصبح قبلة للنازحين و اللاجئين ، و يجد من يلجأ اليها حقوقة مكفولة و ضرب شعبه اروع صور الكرم و التعاون عندما مد يد العون الى أخوانهم و احتضنوهم كاحتضان الام لولدها وقدموا لهم هذا الشعب الابي مايحتاجونه في حياتهم و لايزالون مستمرين حتى أصبح العدد لايطاق و لايحتمل . و على الرغم من كل ما لاقيناه كشعب كوردستان من مرارة و فقدان لأبناءنا الاعزاء على أيدي هذه الجماعة الارهابية وماقاموا به من مذابح بحقنا و انتهكوا كل حرمات نساءنا و بناتنا وسلبوا مالدينا فإنهم أرتكبوا مأساة إنسانية تجاوزت كل القيم والاعراف الدولية بشكل لاينساها الضمير العالمي و جريمة لاتغتفر أرتكبت بحق الشعب الصامد بحيث طرقت ابواب المحافل الدولية وهزت وجدانها وكانت صورة حية ومصغرة لما عاناه هذا الشعب على مر التاريخ من الويلات و الويلات . و في الجانب الاخر أصبحت لنا في داعش دروس و عبر بشكل اثرت على مجريات الأمور في حياتنا اليومية و علينا ان نستفاد منها و يكون هذه الاحداث محط الوقوف للعبر لتكون إنطلاقاً نحو الاسمى في سبيل الرقي و بناء مجتمع زاهرمزدهر ينعم فيه كل ابناء شعبه بحقوقه .. ويمكننا ان نلخصه في النقاط التالية :
اثبتت الاحداث الاخيرة على ان أمن الاقليم و سلامته كان هدفاً دائماً و مستمراً لهؤلاء الجماعات الارهابية و حاولت و خططت كثيراً لكنها فشلت و خابت ظنونهم و تفتت أحلامهم بتدنيس الأقليم بأقدامهم القذرة ، حيث أصبح الشعب الكوردستاني على يقين بأن ما حقق من أمن كانت بسواعد القوات العسكرية (الثيشمةرطة) و الامنية الذين يعملون ليل نهار من اجل شعبهم ووطنهم بمعاونة المواطنين الذين لم يقصروا و يجب عليهم ان يستمروا في هذا الدعم لانهم سند فرص الصفوف ووحدته واجبه
|