البو نمر : حكاية في ضمير البطولة والشهادة

مع انني لم اعتد توجيه الشتائم ولم اوجه اي اساءة لاحد في كل كتاباتي، لكني تمنيت هذه المرة لو كنت اجيد هذه اللغة كما ينبغي ، وهذا اضعف الايمان ، فلا شيئ يمكنني فعله سوى هذا الامر الذي لا احبذه كثيرا ، ولكن من انوي شتمتهم أو (أعضهم بسنوني) يستحقون ذلك ولو ترك الامر بيدي لفعلت اكثر من هذا! ولكن كما يقول المثل (العين بصيرة واليد قصيرة).. خاصة وان من أنوي شتمهم جهارا نهارا وينبغي علي ان (اشكهم ) ماة وصلة بعيدين عني باكثر من الف كيلومتر بالتمام والكمال !

لن أطيل عليكم فمن المؤكد انكم متشوقون لمعرفة من اقصد وهم تلك الحثالة من الناس الذين وقفوا بكل خسة ودناءة وفقدان (غيرة) ليصوروا شهداء عشيرة البو نمر الذين اعدمتهم قطعان داعش على قارعة الطريق في قرية (زوية) التابعة لقضاء هيت بمحافظة الانبار في الوقت الذي كان يرفع فيه اذان الظهر من احد الجوامع القريبة من موقع الحدث .
ولا اعرف صدقا من اين اتى اولئك (البعورة) بكل تلك القسوة ليرفعوا (آيفوناتهم) و(كلكسياتهم) ويلتقطوا صورا لاخوانهم في العروبة والدين والنسب والجيرة وهم على قارعة الطريق جثثا هامدة بعد ان اعدموا بدم بارد دون ذنب ارتكبوه سوى حبهم لوطنهم واستبسالهم في الدفاع عن شرفهم وقيمهم التي كان ينبغي لاولئك (المصورين) ان يقتدوا بها ويثأروا لمقتلهم بدلا ان يكونوا شهود زور على جريمة يندى لها شرف الرجال و..النساء على حد سواء !

لقد ذهب ابطال عشيرة البونمر العربية الاصيلة شهداء الى بارئهم شهداء على خيانة يقطر لها الجبين بعد ان سطروا اروع ملاحم الصمود بوجه التكفيريين الداعشيين بالرغم من قلة العدة والعتاد و(تغليس) الحكومة عن ندائاتهم المتكررة التي ذهبت سدى دون ان تجد لها اذانا صاغية تشد من ازرهم وتديم صمودهم الباسل الذي سيكون واحدا من قصص تروي للبطولة العراقية الاسطورية سيذكرها التاريخ بكثير من الاجلال والتقدير .

قد تسيطر الخلافات الشخصية وربما تنعكس عشائريا على حادث ما ربما يحدث في اي زمان ومكان لكن الامر لن يتعدى فصّلا هنا او تعويضا هناك لتعود الامور الى مجاريها وفق عرف متفق عليه ومحدد سلفا بين القبائل وهناك العديد من الشواهد على ذلك ، لكن ان يصل الامر الى حد التشفي بالموتى فذلك ما لا يمكن لعاقل ان يستوعبه وهذا ماجرى وفق روايات لشهود عيان نسبوا من قام بالتصوير هم من عشيرة معينة تناصب البو نمر العداء وهذا ليس مبررا لان يمارسوا فعلتهم الشنعاء على رؤوس الاشهاد وكانهم في موكب عرس وليس في محفل من الدماء الزكية التي يعادل حذاء كل شهيد منهم الف الف داعشي او اشباه رجال هللوا ورحبوا لزمرة هولاكو العصر الجديد الموغلين في القسوة وانعدام الانسانية والضمير والشرف وانا اجزم بان معظمهم من اللقطاء والشواذ والساقطين وقديما قيل شبيه الشيئ منجذب اليه .!

رحمكم الله ياشهداء البو نمر فقد تعلمنا منك درسا في التضحية في سبيل المبادئ اما من وقف مع داعش وسهل لهم امرهم فان الله لهم بالمرصاد وهو يمهل ولايهمل وعلى الباغي تدور الدوائر .