لم يفهم الشيخ عبد الملك السعدي حقيقة الأوضاع التي عاشها ويعيشها العراق بعد سقوط نظام صدام في عام 2003 بصورة واضحة وبقيت صورة الاستبداد والاستعلاء والفوقية راسخة في فكره المتعب من السنين والطائفية فانحاز من حيث لا يعلم الى منهج الإقصاء والقتل والحنين الى الزمن المفقود.
وكان الأولى بالشيخ السعدي مع ما لديه من مكانة ان يجيد قراءة الواقع والأحداث بصورة حقيقية وان يضع يده بيد رجال الدين الشيعة ممن أثبتت الأيام والأحداث مصداقية مواقفهم وخوفهم وحرصهم على العراق وعلى الشعب العراقي رغم كل ما حل بأبناء الأكثرية من قتل وتفخيخ وتفجير وتهجير،حيث حيث كشفت الاحداث والمواقف ان هؤلاء المراجع اكبر من المواقف العابرة واللحظات الخطرة وأكدوا للعالم اجمع انهم قادة حقيقيين لمراحل مفصلية ولم يكونوا قادة للحظات عابرة في تاريخ مهم كما هو حال الشيخ السعدي الذي انحاز الى فئة لم تحترم التزاماتها ولم تحترم تاريخها ولم تحترم دماء شركائها في الوطن والتاريخ والمستقبل.
ان مواقف السعدي المساندة للقتلة والمجرمين أفقدته هيبته وأضاعت عليه فرص كبيرة لان يكون عنصرا فعالا ورقما مهما في تاريخ ومستقبل العراق وكان باستطاعته استثمار وجوده هذا مع نظرائه من قادة البلاد، من شيعة وكرد ومسيحيين وصابئة ،للعبور بالبلاد نحو بر الأمان الا ان انحيازه لابناء طائفته وتجرده عن عراقيته افقده كل ميزة وجعلته يبتعد بمسافات كبيرة عن شواطئ العراق التي يحرسها ابناء العراق وشهدائه الأبرار.
ان أخطاء السعدي لم تتوقف عند زمن او حد معين فهو بعد ان وقف الى جانب الاعتصامات المشبوهة والمدفوعة الثمن انحاز من جديد الى القتلة والمجرمين عندما اعترف من حيث لا يدرك بارتباطه بداعش محاولا إيهام المغفلين بحرصه ومحافظته على حقوق ابناء طائفته لكنه في الوقت ذاته استرخص دمائهم لانه عاجز عن تحقيق مصالحهم من خلال الطرق القانونية والشرعية بعد ان ترك طريق الحق وضاعت بوصلته وسط زحام الخطايا والآثام التي اقترفها بحق ابناء جلدته بصورة خاصة وابناء العراق بصورة عامة.
تاخر عبد الملك كثيرا وانتهى زمنه ولم يعد بامكانه ان يضمد الجراحات العميقة التي تسبب بها الدواعش في كل بيت وفي كل حي ومحافظة خاصة المحافظات التي ينتمي لها السعدي.ولن ينفع حواره مع القتلة والمجرمين لان العادة والعرف تقول ان لا حوار مع القتلة.
|