يحكى إن هناك مملكة قانونها باختيار الملك هو، أن يطلقوا طير خاص بهم (طير السعد)، ليقف على احدهم ليكون ملكا عليهم! وينصب بدون مقاومة، راضخين لهذا الاختيار مهما كانت ثقافة ومهنة هذا الملك الجديد، أو طبقته المعاشية. في تاريخنا المعاصر، هناك حقبتين تسلمتا زمام الأمور في العراق، بطريقة طير السعد هذا لتجر العراق إلى بحر من الظلمات والحروب والويلات. صدام اللعين، وكيفية وصوله إلى دكة الحكم بعد عزله الرئيس البكر، والاستيلاء على مقاليد وخيرات وثروات العراق، وبعملية لا مجال لذكرها ألان، ليقوم بإبعاد أبناء حزبه ورفاق دربه (كما يدعون)! ليقرب أقربائه والموالين له ليكون الحكم لعشيرة البو ناصر التكريتية. اليوم؛ وبعد التغيير، تعددت الحكومات في العراق، لكنها جاءت عن طريق طير سعدنا المشئوم هذا، ليأتي لنا بأناس لم يكونوا يحلموا بأكثر من مدراء ناحية أو منصب بسيط! ليعوضهم عن بعض معاناتهم السابقة . الحكومة الأولى من الدعاة، كانت فلتة كفلتة ابن أبي قحافة، كما وصفها شيخهم الثاني والسيناريو معروف، ليتسيد الجعفري حكومة العراق بدون أي كفاءة أو استحقاق انتخابي أو وظيفي، لكن وحدة صف التحالف الشيعي اقتضت ذلك. الحكومة الثانية، للدعاة جاءت بعد أن وقف طير سعدنا هذا على رأس المالكي، ليكون رئيسا للوزراء بالصدفة! وبنفس الكيفية الأولى، ليكون مرشحا للتسوية، لا مرشحا شيعيا أو وطنيا، ليتربع على كرسي رئاسة الوزراء لدورتين متتاليتين، ولولا لطف الرحمن، وقرار المرجعية بالتغيير لأعاد علينا مسلسل الدكتاتورية من جديد. الغريب أن صاحبينا الدعاة لم يحترما الآلية التي أوصلتهم للحكم، فأرادوا أن ينقلبوا عليها من خلال التشبث بالسلطة، وعدم التنازل عنها، بالرغم من إن المؤشرات جميعها تشير إلى احتراق أوراق لعبهما. المالكي، وبعد تربعه على كرسي العرش العراقي أخذ بالتمرد على كل شي، وأولها نفسه، ومن ثم على قياداته، ليطيح بالجعفري، ويزيحه من رأس الهرم في حزب الدعوة، وينفرد بقراراته متناسيا حزبه، أو تحالفه الشيعي! ليأتي من بعده مسلسل إبعاد صقور، وقيادات حزب الدعوة وتقريبه لأناس موالين له مصفقين، مؤيدين بدون نقاش ليصوروه بأنه الرجل الأوحد والفريد، ومن ثم ليقرب أقربائه، وأبناء عمومته وأصهاره، حتى أعاد علينا ذكريات (حسين كامل). بعد ثمان سنوات من حكم المالكي المطلق على اغلب الملفات، العسكرية والاقتصادية، ليذوب كل شي كذوبان الملح بالماء، بسبب عدم وجود تخطيط جيد، وإستراتيجية مدروسة، وانفراد باتخاذ القرار، وتقريبه لأناس ليسوا أهلا بذلك. المالكي؛ وبعد استحواذه على كل شي، لاسيما قيادة حزب الدعوة، وإزاحة أعضائه، وتقريب أناس ليسوا سوى متملقين مصفقين، تشير الدلائل، والقرائن على سحب البساط منه في المؤتمر القادم لحزب الدعاة، ليخرج من المولد بلا حمص.
|