الموقف ينجلي |
راهن مبغضو العملية السياسية في العراق، بعد 9 نيسان 2003، على تحويل الوان الطيف العراقي، من فسيفساء فكرية تنسجم مع بعضها، داخل حاضنة مقدسة من حديث نبوي شريف ينص على ان "الاختلاف في امتي رحمة" تفتح ابوابا مشرقة، ينتهجها الناس افواجا وزرافات، كل يسلك اقرب السبل الى وعيه وامكاناته وارادته ونشأته وتكوينه وامتدادات انتمائه الاجتماعي، من دونما تقاطع الا بالخير. رعاة الفساد الاداري ونهابو المال.. آكلو السحت الحرام، ركبوا موجة المكونات المتعددة في العراق، مطية للاحتراب الطائفي، يؤججون العقدة الاثنية، بتصوير سقوط الطاغية المقبور على انه غنيمة استلبها الشيعة من السنة. في حين صدام لم يكن سني الهوى انما هواه نفسه الموغلة في صلف الغرور. حاولت قوى داخلية واخرى خارجية، ان تعطف مطالبة معتصمي محافظات الغربية، بالخدمات، الى طروحات طائفية، لا تصل الى خدمات قدر ما تؤلب طرفا على آخر، من داخل العملية السياسية والبنية الاجتماعية العامة. لكن صفاء لحمة المكونات العراقية، نبذ الدعوات التي نشزت من بين الاعتصامات، وان صدرت من أئمة جوامع وشخصيات مسؤولة، الا ان العراقيين اثبتوا التفافهم حول الوطن، متضامنين برغم توجس الشيعة، ريبة من تلك الطروحات التي تتوعدهم، بالدواهي. ما يعني ان الموقف انجلى، على الرغم استمرار الاعتصامات، التي لم تتفرق بعد، انما ازدادت تعقيدا بضرب متظاهري الموصل، لكن الموعظة الحسنة وصلت والقضية بلغت مرامها، إذ اقر الشعب.. بالوان طيفه كافة، انهم جمعا يتصدون بموقف موحد، ضد الاخطاء، متعاونين على اصلاحها،... انجلى الموقف، عن فهم عراقي واضح، بالضد من اهمال الخدمات وتداعي بنية المؤسسات في العراق، فالمؤسسة العسكرية متهافتة، والقضائية عاجزة، والسلطة التشريعية تبتز المفسدين نظير غض الطرف عما يأفكون.. والزمن يصل هذه الاخطاء بمجريات عمل الدولة كمن قبل ومن دبر. والحكومة لا تقدم على معالجة، الا وتنفتح امامها احتمالات تبلبل الموقف، وتضفي عليه مزيدا من غموض، لكن بين صواب الحكومة واخطائها، وتداخل طروحات المتظاهرين، تناقضا وتوافقا، تظل احقيقة الانسجام الوطني قائمة.. صلة رحم تربط الشعب بوطنه، والعراق بشعبه.. انجلاءً ايجابياً لإضرابات سلبية، صدرت ممن صدرت منه، لكنها بالنتيجة عرشت كابوس خراب على شعب لم يخرج من ديكتاتورية الطاغية المقبور صدام حسين الا ليدخل في نفق انفلاة (الحواسم) الذي لا يبدو على العراق تخطيه، بل هي الحكومات المتعاقبة، لا تريد تخطيه. الحكومة ما زالت ترزح عند خط المعارضة التي تتضاد مع البلد، بينما الشعب عبر الى ضفة النزاهة بينما الساسة ما زالوا مفسدين.. |