بغداد – رغم التوتر الشديد بين القائمة العراقية وإئتلاف دولة القانون، يبدو أن صالح المطلك قرر السير بالضد من حالة الصراع تلك، ومصالحة نوري المالكي طمعا في الحصول على الجزرة التي رماها أمامه المالكي وهي منصب نائب رئيس الجمهورية بدلا عن طارق الهاشمي المطلوب للقضاء العراقي بتهم تتعلق بالإرهاب.
وكان المطلك زار في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي منزل المالكي، من أجل إتمام المصالحة بينهما بحضور منسق المصالحة بينهما وراعيها عزت الشابندر وحضور عدد من أعضاء جبهة الحوار الوطني العراقي وبعض المقربين من المالكي.
المطلك وصف اللقاء بالودي والايجابي. وقال في تصريح صحفي إن "اللقاء تناول الاوضاع والاجواء السياسية المتوترة سواء كانت المتعلقة بالقضايا الداخلية او المحيطة بالعراق بسبب الازمات التي تمر بها المنطقة وخطورتها على العراق".
واضاف ان "اللقاء اكد على ضرورة تجاوز جميع الخلافات والتوجه بمشروع واحد للحفاظ على وحدة العراق"، مشيرا الى "انه تم التاكيد على ضرورة اجراء مصالحة وطنية شاملة في البلاد واجراء عفو عام لجميع العراقيين باستثناء من ثبت تلطخ يديه بدماء العراقيين".
واوضح ان "اللقاء اكد ايضا على ضرورة حلحلة الازمة السياسية في البلاد عن طريق التفاهم والحوار من خلال وضع إستراتيجية عامة لإدارة البلاد".
وبين رئيس كتلة العراقية الحرة قتيبة الجبوري أن المطلك سيعود إلى حضور جلسات مجلس الوزراء أعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل.
وقال الجبوري إن الأزمة السياسية تتضمن جزئيين الأول بين التحالف الوطني والقائمة العراقية وهو قديم، والأخر بين الوطني والتحالف الكردستاني. مبيناً، أن تطبيق ورقة الإصلاح من قبل الكتل السياسية سيسقط جميع الحجج التي تغذي الأزمة وينهي الخلافات السياسية.
وأضاف "هناك بوادر ايجابية بين التحالف الوطني والعراقية لحل الخلافات، ومنها زيارة المطلك للمالكي في منزله، الذي تمخض عن حل الخلافات الشخصي بين الطرفين، والاتفاق على قرب عودة نائب رئيس الوزراء لمنصبه قريباً وحضور جلسات مجلس الوزراء، معتبراً الزيارة ونتائجها بادرة ايجابية لإنهاء المشاكل.
ودعا الجبوري، تحالفي الوطني والكردستاني الى الإسراع بتشكيل لجنة مشتركة لتقوم بوضع حلول للمشاكل بين بغداد وأربيل.
ويرى المحلل السياسي لوكالة "السفير نيوز" الإخبارية أن الأمر غاية في التعقيد، عندما نقارن بين (تصريحات نارية رافضة) من زعيم القائمة، وعدد من أعضائها، وبين (تصريحات هادئة متفائلة) من قبل أحد زعماء كتلها الرئيسة.
من جانبه يؤكد النائب عن دولة القانون إبراهيم الركابي، ان كان المطلك يريد الوحدة للعراق ولشعبه ويسعى لخدمة الصالح العام فليجتمع وليناقش ورقة الاصلاح، وليطلع على نقاط ورقته، ليقف على ما ذكر فيها من نقاط ومشاكل خلافية. ولا ضير في تجاوب المطلك مع المالكي او غيره من اجل حل الازمة واستقرار البلاد وصولا الى استقرار الوضع الامني. وشدد الركابي على القول إن لقاء المالكي- المطلك اوحى بمؤشرات مفادها ان جميع السياسيين وقادة الكتل يريدون حل الازمة ويسعون لاستقرار العراق وبناء دولته بناءا ديمقراطيا وسياسيا واقتصاديا. وشدد على إن ذلك خير من التنافس المتوتر، والتأثر بالأجندات الخارجية، واصفاً هذين الأمرين بأنهما ليسا من الوطنية في شيء.
وأعرب عن تفاؤله باجتماع الزعيمين السياسيين، وقال إنه إيجابي وفيه الخير للعراق، لأنه يساعد على حل الأزمة. ودعا العراقية الى التجاوب في التعامل المباشر والحوار السياسي بكل الطرق المتاحة لإنهاء الأزمة الراهنة، بحلها نهائياً.
اوضح النائب عن الكتلة البيضاء زهير الاعرجي ان الاجتماع الأخير بين المالكي والمطلك يرتبط بمساع مطروحة منذ فترة طويلة لإنهاء الخلاف الذي نشب بسبب تصريحات اتهم فيها المطلك المالكي بالدكتاتورية.
وقال الأعرجي كان لبعض الاخوة دور مهم في السعي لحلحلة الامور. وكشف أن اللقاء بين المالكي والمطلك ليس الأول انما هو اللقاء الثاني الذي تمت فيه تصفية الاجواء والمصالحة ما بين الطرفين.
وقال إنه علم من مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع ان ما تمخض عنه اللقاء من حديث مفاده انهاء الخلافات الشخصية الواقعة ما بين المالكي، ونائبه، وتشديد المطلك على الانتباه للمؤامرات الاقليمية على العراق، ووجوب تكاتف جميع الاطراف، لبدء صفحة جديدة من التسامح مع كثيرين من ابناء الشعب وجدوا أنفسهم مطلوبين للنظام الحالي بسبب ولاءاتهم السابقة، علما ان البعض منهم لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين.
ورأى الاعرجي ان لدى العراقية إصراراً على عدم التقارب، واتهمها بالسعي لإبقاء الازمة قائمة ما بين الاطراف، فيما أعرب الاعرجي عن اسفه لصدور تصريحات غير مسؤولة، حسب تعبيره، ناظراً إليها على أنها تعيد تعقيد العملية السياسية كلما اقتربت من مشارف الحل. وبين الأعرجي أن ورقة الإصلاح تتضمن جميع المشاكل العالقة بين الكتل السياسية، وبإمكانها بحث التفاصيل والحوار على كل شيء.