تركت القلم وأتجهت الى الجفجير |
بعد رحله مع القلم ومايسطرون أمتدت قرابة الخمسين عام منذ أول موضوع أنشائي في الصف السادس الابتدائي والذي بسببه قالت لي معلمة التعبير والانشاء أرجوا أن تقوم أنت بكتابة الموضوع الانشائي دون أن تستعين بأخوانك وأهلك في البيت فأجبتها بأنني أنا من كتب الموضوع ولم أستعن بأي أحد ، لم تقتنع المعلمه المرحومه (السيده عاليه الجبوري ) بذلك وأختبرتني في الصف وأمرتني أن أكتب موضوعا عن المدرسه ، فأبدعت في التعبير والوصف الدقيق للمدرسه حتى ذكرت فراش المدرسه المرحوم ( عبد شاكر ) الذي كنا نخاف منه أكثر من المديره المرحومه (الست بديعه العاني ) وبسبب الموضوع أشتهرت بين أقراني وأخذت أدارة المدرسه تكلفني بقرائة القرأن الكريم في كل مناسبه دينيه ووطنيه وكذلك القيام بدور عريف الحفل لتلك المناسبات ، ونتيجه لذلك أهدى لي والدي المرحوم ( قلم باركر 21 ) لايزال بحوزتي الى ألآن أحتفظ به وأعتز به كل الاعتزاز حيث مضى عليه أكثر من 45 سنه ، في بداية السبعينات كتبت في مجلة التراث الشعبي عن منطقة الكريعات ، وكذلك كتبت في عدة صحف ومجلات ولم أكتب حرفا ً واحدا عن البعث والطاغيه الذليل قط والله والناس والارشيف يشهد على ذلك ، وفي يوم مولد الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام في نهاية السبعينيات كتبت موضوعا ذكرت فيه بأن ( الزهراء ) هي أول صحفيه في الاسلام وبسبب هذا الموضوع تعرضت الى المسائله والتحقيق والتهديد فقررت أن لاأكتب أي موضوع في أي صحيفه في ظل النظام المقبور حتى غادرت العراق وأخذت أكتب بأسماء مستعاره في بداية الامر ثم كتبت باسمي بعد خروج عائلتي من العراق بداية التسعينيات ، كتبت أكثر من مئه وعشرون قصيده متنوعه في كل بحور الشعر فمنذ طفولتي كنت مولع بالشعر والشعراء ، في الفتره الاخيره وبما أنني دخلت العقد السادس من عمري قررت أن أترك ( القلم ) الذي لم يجلب لي الا وجع الراس ومعاداة أهل الباطل الاذلاء الذين لاتحلوا لهم كتاباتي لانهم جزء من الارهاب وجزء من نظام البعث الرذيل ولكونهم أشتركوا في قتل الشعب العراقي كتبوا عني الكثير وذكروا من الكذب والادعاءات الباطله مالم يصدقها حتى المجانين ، لذلك أتجهت الى مهنه جديده مختلفه عن مهنتي السابقه تماما فقررت فتح ( مطعم شلال ) في فرجينيا وأنا اليوم مرتاح البال أخرج من الصباح مبكرا وأذهب الى سوق ( الخُضر ) وغدى تعاملي مع البصل والكرفس والبطاطا والخواشيك والمواعين والجطلات والجفاجير والطاوه والسكاكين بعد أن كان مع القلم والورق والصحف والمجلات ودواوين الشعر التي أمتلكها في مكتبتي المتواضعه في البيت والتي قررت أن أنقلها الى ( المطعم ) كي يقرئها من يرغب لانها كتب قيمه وتحمل عناوين كبيره ، ، لم أندم عن اي موضوع كتبته أبدا ولم أعتذر لاي مجرم ذكرته في كتاباتي السابقه والتي تخطت المئات من المقالات اوالتي لم أجامل بها قتلة الشعب وسراقه ، أن الكتابه والشعر موهبه ونعمه من الله ولكن في العراق نقمه وموت وتشرد ، سوف ابقى أكتب الشعر كلما جادت قريحتي بذلك وارجوا من الله أن يوفقني في أدارة مطعمي مثلما وفقني في فضح المجرمين والقتله واللصوص ، الى المطبخ لطهي التمن والمرق وشوي السمك وطهي الباجه ، وأنا ارتدي القميص والبنطلون وربطة العنق حيث استقبل يوميا العديد من أبناء الجاليه العراقيه والعربيه والاسلاميه وعلى مختلف مشاربهم في مطعمي حيث نتبادل اطراف الحديث عن كل شيء حتى يأخذنا الكلام عن محتويات المطعم ومايقدمه للزبائن الكرام ولم نترك ( النركيله ) التي اصبحت منتشره بشكل كبير في أمريكا والتي نقدمها في مطعمنا في المقهى المنفصل عن المطعم ، في هذا السياق اقدم شكري وتقديري لكل من وقف معي وأزرني على هذا المشروع ولااريد أن أعدد من هم الاشخاص ولكن للامانه أقول أن مشروع المطعم جعلني أميز بين من هم اصدقائي ومن هم !!! ولايمكن لي في هذا المقال أن أترك اسم شخص عزيز على جاليتنا العراقيه في فرجينيا قدم الكثير من الخدمات والكتابات الهادفه التي تزرع الامل في النفوس أنه الدكتور البروفسور طبيب العيون والعقول ( الدكتور رضا العطار ) وعائلته الكريمه الذين وقفوا معي بكل قوه من أجل نجاح المشروع ، المعذره الان الطعام على النار والزبائن يطلبون الباجه فالى الجفجير ووداعا ياقلم |