ميراث الاباء للابناء في عدل ولاة المنطقة الخضراء.. الحلقة التاسعة عشرة |
لما اقر مجلس شورى بغداد قانون الخدمة الالزامية في جيش الدولة ، و سجلت اسماء الرجال في ديوان الجند ، كان حطامة ابن الاغبر البغدادي قد دون اسمه في ديوان جند بغداد ، فالتحق بالركب نفرا ، و حلق شعره صفرا ، و لما وصل الى الثغر الذي يرابط فيه بين الجند ، وجد ان جميع الجند هم من الطبقة الذائبة ، و جلهم من ابناء الخائبة ، فلما كان موعد نزوله بعد واحد و عشرون يوما من الالتحاق ، اراد ان يعرف ان كان ابناء امراء بني الخضراء قد التحقوا بالجيش ، و ذهبوا الى الخدمة الالزامية . فكان ان ولج ببغلته " ضيومة " عابرا سور الخضراء ، فدخل الى دار النائبة ذات اللسانين حنان الفتلاوي و سالها ان كان ولدها قد التحق بالجند فقالت له : ان لي ابنا اذا خاض الوغى .. فقال لها حطامة : حنان ، و الذي رفع السماء بلا عمد ، ان دعوة مثله لمثلنا لا تصل للبتلو ، فان الله لا يسمع لكم و لابنائكم ولو كان احدهم الخلفه البنه الكعبة . ثم تركها بعد ان سمع منها اخر اللواتات ، و توجه الى باقي النائبات ، فوصل الى النائبة موردة الاوداج ميسون الدملوجي ، ولما سالها عن ابنها و التحاقه قالت له : تركت وَليدي دون حمل سلاحهِ .. فقال حطامة في نفسه : لله درك يا علي الدباغ ، عقدتَ ، فنهبتَ ، فطفرتَ ، و هاهم ابناء النائبات يفعلون فعلك ، و ينهالون على الفليسات انهيال الاكلة على قصعتها ، ثم فتح زيكه وقال : ايدك بيد سامكو بهالمغربية ! ثم ترك الدملوجي و ذهب فالتقى ذات الخف العدواني عالية نصيف صاحبة الشحاطة الشهيرة ، و لما سالها عن فتاها قالت : إبني بجيشٍ هو من ضباطه .. فقال حطامة : فديت ( توني ) الذي لا ينحني .. و لما ياس من امهات الخضراء و ابنائهن ، و نظر الى ابتلاء ابناء الخايبة بالحروب ، وقف امام عريف فصيله و قال : حمه جدري و ابد ميه ولا فار .. و بسبب ما قاله ، زينه العريف صفر و ذبه سجن شهر .. ولا زالت المكرودة توديلة اكل بالصفرطاس !!
|