مملكة الفساد

منذ سنوات ونحن نسمع اصوات تتعالى هنا وهناك عن رصد حالات فساد مالي واداري كبيرة في دوائر ولجان ومشاريع عدة وامسى العديد من العراقيين البسطاء الشرفاء المتعففين يقضون ليلهم وهم يكابدون معاناة وضعهم المعيشي والخدمي المتردي منشغلين بكيفية تامين قوت غدهم وكدهم من اجل حياة كريمة تديم وجودهم الانساني ليصبحوا على قصص وحكايات صادمة عن سرقات واختلاسات وصفقات بالمليارات من قبل اشخاص طالما سمعوهم يتحدثون عن الوطنية والمظلومية والمواطن المحروم من نعمة البلد زمنا طويلا.

وقد اتسعت في العراق شبكات الفساد ومافياته سنة بعد اخرى وغدا اخطبوبه يتمتد بسرعة وبدون غرابة الى الدهاليز والزواية السرية والمعلنة ولم يجد المفسدون حرجا في عرض مساوماتهم ونسبهم المالية داخل مكاتبهم الفخمة بعد ان اصبح ذلك شطارة مالوفة هي القاعدة ودونها الاستثناء في المجتمع الجديد حيث البعض من حديثي نعمة السحت الحرام الذين لاديدن لهم الا اكتناز الاموال وياي طريقة كانت بعد ان رموا كل مفردات الاخلاق والفضلية والنزاهة خلفهم ليسابقوا الاخرين من امثالهم لبلوغ موضع الغنيمة حيث لاعقاب رادع وليس ثمة من يصد الطريق نحو غاياتهم فقوتهم بمن وضعوه الى جنبهم شاهرا سيفه يقطع به راس كل من يتفوه بكلمة تشكك بنزاهتهم ووطنيتهم سيما ان من امسك به قبلهم متلبسا بجريمة الفساد والصفقات المشبوهة اطلق حرا ليختار البلد الذي يشاء او يعود غيره مظلوما من سجن البطولة ليزايد عليك بعراقيتك وانسانيتك ويرثي بؤس حياتك .

واخطر ما في افة الفساد التي حلت علينا تحولها الى ساحة الصراع السياسي لاناس وجدوا انفسهم بصدفة القدرانهم سياسيون ومنظرون دون ان يمتلكوا اي تاسيس ثقافي او سياسي او وطني سابق لذا اصبح ملف الفساد مادة للمزايدة والتشهير والفضائح وفضاء لروائح الرذيلة ولكن والحق يقال ان البعض من غير اولئك من الوطنين والشرفاء والغيورين من عمد وعمل على كشف ملفات خطيرة اضرت بالبلد والفرد والمجتمع حتى بحت اصواتهم الشريفة عبرالقنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى ولكن دون جدوى فلا حياة لمن تنادي بل الادهى من ذلك تعرض اصحاب تلك الاصوات المنادية الى الابعاد والاقصاء والتنويع بالمحاكم لاسكات كلمة الحق والضمير الوطني بتدبير من تابعين صغار لارباب نعمهم .

وموخراً بدأنا نسمع عن مفردة عروش الفساد بعد ان اتخم سلاطينه بالمال الذي ليس بالضرورة ان يدرك صاحبه المليارات ليكون ضمن نخبة الفاسدين بل هو يبدأ  من اول مبلغ يبتزك به شرطي او يرغمك موظف خدمة عامة صغير على دفعه لتمشية معاملتك وتلك هي اولى لبنات مملكة الفساد وتيجانها وعروشها فمن سيكشفها ويسقطها ويخلص الشعب والبلد من لعنتها خصوصأ ان البعض بدأ يطلق صوته منذرأ ومتوعدأ بسقوط عروش رغم انه لم يعلن عن تسميتها والله اعلم
وما خفي كان اعظم  .