الشهيد اللواء فيصل مالك بين محنة النعي وكلمات الرثاء

ما مات فيصل ولكن قد مضى بطلاً // وهل يموت وقول الله زكاهُ
إنّ الـشـهـيـد لحيّ عند بارئه       //    مكرم بنعيم كان يهواهُ
الحقيقة المرة التي يعيشها الأنسان العراقي منذ عقود مضت  حملت الكثير من ويلات يصعب عدها وأحصاءها مثقلة بجراح ونكبات تقضي مرة بالنعي واخرى معزيا باكيا لعزيز من لحمتك و صديق لك عشت معه سنوات عمرك بفرح وترح وتراهم يتساقطون كأوراق  الشجر بمرض عضال أو حادث سير أو رصاص غدرطائش أو عبوة حاقد أو انتحاري مجرم تبكيه نادبا أياه معزيا أهله  بكلمات تتبدد بين شفتيك, أصبحت حياة العراقيين بؤس وشقاء لم يروا نورا أويمارسوا  لعبا أو يعيشوا فرحا ,  فالموت حصد الكثير منهم والوقوف بمحطاتهم يأخذ منك أيام وساعات  ترثي هذا  وتنعى ذاك  ألا انك تقف عند البعض منهم  منحني الهامة مجروح القلب منكسر النفس بعد ترك في النفس أذى و حفرفي الذاكرة سطور  وفي الأحساس جرح ولامجاملة في الفعل وقول الحقيقة تجاه الشهيد اللواء  فيصل مالك الزاملي الذي كان واحدا من هذه المحطات التي أنحنى فيها ظهري وافقدني صوابي لشجاعته وعسكريته الفذه والتزامه المتميز وخلقه الرفيع, عاصرت الرجل منذ سقوط النظام بعد عام 2003 وكان برتبة رائد يعمل في اللواء الخامس بأمرة كريم البهادلي ونجم العقابي مسؤولا عن منطقة قاطع الرشيد بغربه ومعروف بسخونته وصعوبة العمل فيه تمتد حدوده من  الرضوانية وحي الفرات المحاذية لمطار بغداد حتى شارع بغداد حله عاش ظروفا صعبة جدا من الأقتتال الطائفي والأغتيالات  والعبوات الناسفة والتفجيرات  والمفخخات راح ضحيتها الكثير من الأبرياء  استطاع ومعيته الأبطال القاء القبض على العديد منهم فأشاع هدؤا نسبيا فيها  وكذلك عمل بالمصالحة الوطنية  اياما وشهورا  جامعا فئات الشعب المختلفة , تدرج البطل حتى رتبة عميد ليصبح آمرا  للواء  الخامس  عرف بدرايته وحكمته وأخلاصه لعمله, الشهيد فيصل كان هادىء الطبع كثير الحوار لايهدأ أو يستقر ولايكل أو يتعب من العمل مقداما في صولاته شجاعا في قراره صلبا في مواقفه التقيه بين الحين والأخر شاكيا هما باصابته بسرطان في ظهره لايشكيه لأحد غيري ولا يتردد على  طبيب يعتمد على المسكنات في مداوات ألمه ودارة الدائرة  عليه لينتقل  بعدها للشرطة الأتحادية ثم معاونا لقيادة عمليات نينوى ليسجل  هناك حضورا فاعلا في هذه الجبهة الساخنة التي دنسها الأرهاب واحتلتها داعش فكان اخر من ينسحب بألياته متوجها لجبهة أخرى  ليحرر أراض عديده ويفتح طرق وعرة ويسد ثغرات في جبهات القتال مسطرا فيها بطولات وملاحم حتى أستشهاده مدافعا عن شرفه العسكري وارض بلده وفئات شعبه. تقف الكلمات وتغور المعاني فأي رثاء يكفي ومحنة النعي غصة في بلعوم محبيك وذاكرة اصدقائك كنت عراقيا شهما بطلا لايثنيك الخوف ولاترتجف شفتاك ولايصيبك هاجس في أزمة أبدا  عشت انسانا وترعرت مغوارا واستشهدت رجلا هنيئا لك هذه البطولة التي يبحث عنها الكثير ولايحظى بها,