ستحين ساعتها واموت يوما ( اللحظة المؤلمة) .. حسين حبيب عباس

 

جاءوا صغارا وذهبوا  كبارا

ووجهك باق لا يذهب

وهبت وتهب كل يوم

نبات الارض و نبات الانام

  وكل لا محالة زائل

صغارا ضاحكين يرنون غداتها  

وما علموا نسيج الكفن كم اطواله

ما لي منقبة حين الوجود الا فيضك الباقي

ايها الواهب بلا حساب تعاليت يا ماجد

هون علينا ساعتها فهي اليمة لعلها

ستحين بلا شك لا ندري باي ارض

ولا فلاة يكون وداعها و الموعد

وداع ؟ ام ولادة للروح بعدما ولد قبلها الجسد

هل شاخت الروح كما شاخت من دونها الابدان

اين اللذات اللواتي لهثنا ورائها ؟

زالت وما بقي منها الا لذة نحن نجهلها

فلو اننا علمناها من سنين لاغنت عما

ركض وراءه الوجدان

اشرق الشيب قبل المشيب و ما اسرع افتراسه

كاننا نليق لكهولة الارواح قبل الابدان

جاءوا وذهبوا واكلوا وشربوا وغدا هم مشرب وماكل

لا  من اله الا انت وبمن احببت اتبعت

 وما اردت عملت ما استعطت

فلو زللت او اتبعت هوى به لذة ضننت

فاني لعفوك ناظرا ابدا وما يوما شككت

ما اقصرالايام التي عشت

وما اكبرما علمت

كل لذات الحس لا بد ذاهبة

وقربك لذة لا تنتهي ولا محال لها

ايها الباقي بعد الفناء الذي قضيت

يا واهب الروح هي منك واليك

ما لي حكم الا ما حكمت

ان لبي هو اعظم ما افضت

وبه دنوت وما ارتويت

فلو سلبته فاني على اخر يقين بقيت

فلا تؤاخني بما نسيت

عندها لن تحاسبني الا على ما اعطيت

وما سلبت هو لك فانا على العهد بقيت