ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ، ﻓﻮﺟﺊ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻮﺍﻟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ” ﺍﺗﻖِ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﻓﻼﻥ ﻭﺃﺷﺘﺮﻯ ﻟﺰﻭﺟﺘﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ ﻭﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻛﻞ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ.” ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﻭﺏ ﻓﻠﻢ ﺍﻓﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺂﺟﺄﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻛﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻗﺪﺍﻣﻲ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻄﺒﺦ ﺍﻟﺪﺳﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﻠﺘﻪ ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻴﺊ ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ ﻭﻣﺎﺷﺎﺑﻬﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻻﻳﺤﻀﺮﻩ ﻟﻬﺎ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻣﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻣﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎﻳﺴﺪ ﺟﻮﻋﻪ ﻭﻻ ﺟﻮﻉ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻋﻴﻨﻬﻢ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺮﺿﻰ ﺍﻥ ﻳﻌﻴﺮﻩ ﺍﺣﺪ ﺑﻔﻘﺮﻩ ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺒﺮﻩ ﻭﺗﺸﺪ ﻣﻦ ﺃﺯﺭﻩ ﻭﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﻤﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺻﺒﺮ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ; ﻟﻴﺲ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻹﺳﻤﻨﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺮ .. ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ |