العبادي ومسؤوليته عن بيت مال المسلمين

كان بيت مال المسلمين في زمن الخلافة الراشدية وبعدها والذي يعادل الخزينة او البنك المركزي ، يمثل اكبر مسؤولية في الدولة ، ولذلك يروى عن الامام علي انه كان لا يطمئن حتى يوزع ما في بيت المال ويكنس الارض خوف ان يكون شيء ما من اموال المسلمين قد اختفى عن ناظره او تلاعب احد دون علمه بما يعد مسؤوليته الاولى ، فهو الخليفة وهو المسؤول الاول عن عدالة توزيع اموال المسلمين، والخليفة مسؤول امام الله يوم القيامة عن عدالة التوزيع او ضياع اي مبلغ او اي شيء منها مهما صغر .
الروايات والاخبار عن الخلفاء والحكام الذين عدلوا ووزعوا بيت المال حسب ما امر الله يعدون على اصابع اليد ، فالمال والسلطة تصيبان الحاكم بالغرور ما يدفعه لان يتصرف حسب هواه.
في الدول الحديثة تطورت وتعقدت مؤسسات الدولة واصبح لكل مؤسسة اختصاصي يشرف على تنفيذ مهامه الموكولة اليه حسب قوانين الدولة ومصالح المواطنين ، ومن المسؤولين من اشتهر بحسن الادارة ومنهم من عرف بسوء الادارة والتصرف بما لا يرضي الله ولا الناس.
وقد اشتهر بين المسؤولين وزير مالية العهد الملكي حسقيل ساسون بحرصه على اموال الدولة وفي الجمهورية الاولى اشتهر زعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم بحرصه على اموال العراق وجهد في توزيعها على الملايين الفقيرة و رحل عن الدنيا وهو لايملك شروى نقير .
اما اليوم فقد اشتهر الكثير من المسؤولين في الدولة العراقية بالفساد ونهب وسرقة المال العام ، والانكى من ذلك لا نجد اثرا للقضاء او الحكومة او البرلمان في محاسبة أحد ، فالذي يسرق اموال الدولة وينهب المواطنين يلقى الترحاب في رحاب المؤسسات الحكومية ، تجده يصول ويجول متبخترا بين اقرانه المسؤولين و يكاد يصيح
انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى اضع العمامة تعرفوني