البصرة عاصمة العراق الاقتصادية .... الثورة القادمة

هدد مواطنو محافظة البصرة الجنوبية العراقية بتظاهرات جديدة أشد عنفًا من تلك التي نظموها خلال اليومين الماضيين احتجاجًا على نقص الخدمات الأساسية وخاصة انقطاع الطاقة الكهربائية لمدة 18 ساعة يوميًا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 56 درجة مئوية، حيث يؤكد المواطنون الذين هاجموا مقرات المؤسسات الخدمية قبل أن تتصدى لهم الشرطة أنهم سيعاودون التظاهر خلال أيام، ولكن بشكل أكثر عنفًا، كما سيقومون بقطع الإمدادات النفطية وحرق أنابيبها.

وتعيش البصرة التي تحتوي على أكثر حقول البلاد النفطية هذه الأوضاع المأسويّة رغم أن ما يدخل الى المحافظة من أموال يوميًا يبلغ ثلاثة ملايين دولار وفقًا لمشروع "البترودولارو
أشار النائب جواد البزوني من جهته إلى أنّ تخصيصات البصرة وثروتها النفطية ومواردها الأخرى تؤهلها لأن تكون المحافظة الاولى في العراق وهو ما يشجع على إعلانها عاصمة العراق الإقتصادية.

وتلا النائب البزوني بالاشتراك مع مجموعة من النواب خلال جلسة مجلس النواب بيانًا بشأن الأوضاع في البصرة تناول فيه انقطاع الطاقة الكهربائية عن المدينة مما أدى إلى خروج تظاهرات داعيًا إلى إطلاق سراح المعتقلين وإعطاء البصرة استحقاقاتها محذرًا الأجهزة الأمنية من إطلاق النار على المتظاهرين المواطنون في محافظة البصرة والاقضية المحيطة بها تظاهروا امس بشكل عنيف رافقه أضرام النار في اطارات العربات وقذف دائرة توزيع الكهرباء بالحجارة بسبب تزايد ساعات قطع الكهرباء لمستوى اصبح العيش فيه اشبه بالمستحيل لاسيما وأن الحرارة قد ارتفعت الى 56 درجة مئوية خلال النهار وأكد مواطنون في البصرة أن هذه التظاهرات هي إنذار للمسؤولين عن قطاع الكهرباء حيث ستشهد المحافظة خلال الايام المقبلة تظاهرات صاخبة هي الاعنف منذ عام 2003. عبدالله فيصل مواطن من حي الجمهورية شارك في تظاهرة ما سمي بليلة الكهرباء، قال إن الكهرباء كانت قبل شهر رمضان أفضل مما هي عليه الآن إلا أنه في كلتا الحالتين لم تكن الكهرباء بصورة تسر المواطن
وطالب الحكومة بالإسراع بوضع حل لهذه الظاهرة التي ما زال المواطن يدفع ثمنها من راحته وعائلته رغم مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام السابق. وأضاف أن التيار الكهربائي يصل الى المنازل بواقع ساعة مقابل خمس ساعات من الانقطاع موضحًا أنه حتى هذه الساعة يتخللها انقطاع للتيار كل خمس دقائق
وفيما قال مدير الإعلام والعلاقات في مديرية توزيع كهرباء الجنوب أحمد العاشور إن سبب تدهور خدمة الكهرباء يعود الى عطل في الشبكة الكهربائية، مؤكدًا أنه تم الوقوف على العطل ويجري إصلاحه وستشهد البصرة تحسنًا في وضع الكهرباء خلال الايام المقبلة، كذب المواطنون هذه الوعود قائلين إن الكهرباء اليوم هي أسوأ مما كانت عليه سابقًا من جهته، اتهم محافظ البصرة خلف عبد الصمد خلف، جهات وصفها "بالخفية" بالوقوف وراء مشكلة تردي الكهرباء في المحافظة، مطالبًا وزير الكهرباء بإقالة مدير عام نقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، نتيجة التلكؤ الحاصل في تجهيز التيار الكهربائي للمحافظ بحسب قوله.

وقال المحافظ خلال زيارة لمواقع العمل في عدد من المحطات الكهربائية في البصرة إن "ما يحدث من انقطاعات مستمرة ومتواصلة للتيار الكهربائي في البصرة سببه حدوث ثلاثة اعطال في محطات كهربائية في البصرة حسب ما أخبرني المسؤولين عن هذا القطاع".. مشددًا على أن "هذه الأعطال برأيي كانت بفعل فاعل ولا يمكن ان تحدث لوحدها، وهناك جهات خفية تقف وراءها
وأوضح عبد الصمد أنه طالب "وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان، في اتصال هاتفي بإقالة مدير عام نقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، نتيجة التلكؤ الحاصل في تجهيز التيار الكهربائي للمحافظة، وعدم قدرته على القيام بعمله بالشكل الصحيح".

مدرسة الاقتصاد في احدى المدارس الثانوية في البصرة احسان كامل دعت الحكومة المحلية الى الاتجاه نحو تحسين البنى التحتية وتقوية الخدمات اولا قبل انجاز أية مشاريع أخرى "إن المطالبة بتحويل البصرة الى عاصمة العراق الاقتصادية جيدة جداً بسبب زيادة التخصيصات والصلاحيات للمحافظة.. لكنها تساءلت قائلة: "لماذا ما زلنا نرى الكثير من المشاريع غير المكتملة في المحافظة اضافة الى وجود مناطق كثيرة لا يمكن للمركبات الدخول اليها بسبب عدم تعبيد الطرق اما المخلفات والاوساخ فهي منتشرة في اغلب المناطق والكهرباء
الفاو تهدد بقطع النفط إن لم تتحسن الكهرباء


قضاء الفاو في محافظة البصرة التي تضم أكبر وأكثر حقول البلاد النفطية، والذي يبعد 100 كيلومتر جنوبًا عن مدينة البصرة هدد مواطنوه بقطع الامدادات النفطية عن طريق السيطرة على الانابيب في القضاء بسبب تردي واقع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وقلة المياه الصالحة للشرب.

وصرح قائمقام قضاء الفاو وليد الشريفي أن انقطاع الكهرباء لأكثر من 16 ساعة وارتفاع درجات الحرارة لما يقارب الـ 56 درجة مئوية اضافة الى ارتفاع نسبة الرطوبة الى 95% سبب دخول الكثير من الاهالي الى مشفى الفاو العام.

وقال: "هناك انباء تتناقل بين ابناء القضاء عن التهيؤ للخروج في تظاهرات واحتجاجات ضد انقطاع التيار الكهربائي المستمر وغياب الاهتمام الحكومي بالسكان". وأوضح أن المواطنين يهددون بقطع امدادات الانابيب النفطية وحرقها اذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم قائلين: "ما الفائدة من تصديرنا للنفط إن لم نحيا بشكل لائق
يشار الى أن محافظة البصرة يعاني سكانها في فصل الصيف من ارتفاع مفرط بدرجات الحرارة، بحيث تصل هذه الأيام خلال النهار الى أكثر من 50 درجة مؤية، كما أن موجات الرطوبة العالية التي تحملها الرياح الجنوبية الشرقية، والتي تعرف محلياً بـ"الشرجي"، عادة ما تخلف الكثير من حالات الإختناق عند انقطاع الكهرباء عن المناطق السكنية، وأفادت دائرة الأنواء الجوية التي يقع مقرها في مطار البصرة الدولي بأن المحافظة سجلت في الأيام القليلة الماضية إرتفاعاً بدرجات الحرارة تجاوز المعدل الإعتيادي بفارق (3-7) درجات مؤية.

ومن المقرر أن تجهز البصرة بحصة من الطاقة الكهربائية مقدارها 1100 ميغا واط، بما فيها 200 ميغا واط خصصتها الوزارة خلال الشهر الحالي، فيما يؤكد مختصون أن المحافظة بحاجة الى 2400 ميغا واط حتى تجهز مناطقها بالكهرباء بمعدل 24 ساعة.

يذكر أن محافظة البصرة نحو 590 كم جنوب بغداد، توجد فيها خمس محطات كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية، جميعها تعمل بأقل من طاقاتها التصميمية بسبب قدمها، وهي محطة الهارثة الحرارية التي أنشأتها شركة "ميتسوبيشي" اليابانية عام 1979، ومحطة النجيبية الحرارية التي أنشأتها شركة "تكنوبروم اكسبورت" الروسية عام 1974، ومحطة خور الزبير الغازية التي أنشأتها شركة ألمانية عام 1977، ومحطة الشعيبة الغازية التي أنشأتها شركة "الوستوم" الفرنسية عام 1973، كما توجد في موانئ أم قصر وأبو فلوس خور الزبير التجارية ثلاث بوارج تركية لإنتاج الطاقة الكهربائية بمعدل 240 ميغا واط، كما تصل الى البصرة الكهرباء المستوردة من إيران عبر خط (البصرة- شلامجة)، وتشكو الحكومة المحلية باستمرار من تذبذب وعدم استقرار الطاقة المجهزة عبر الخط الإيراني نتيجة تسببها بتلف محولات للتوزيع