عبد الخالق حسين و أمريكا /ج11


مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
يقول السيد عبد الخالق التالي :( من حسن حظ الشعب العراقي أن تورطت أمريكا في إسقاط حكم البعث) انتهى
و اسأله هنا : هل تعرف معنى "تورطت"؟؟؟
سنبين ذلك في التالي فتابعونا لطفاً. 
و يقول السيد عدنان الباجه جي رئيس مجلس الحكم [ والسيد عبد الخالق حسين يعرف ان السيد عدنان الباجه جي ليس قومجياً و لا ثورجياً و لا يسارياً طفولياً ]
في موضوع : (هل كان قرار غزو العراق صائبا؟ لا-... وكنت ضده قولا وعملامنذ اتضحت لي نيّات واشنطن
http://classic.aawsat.com/details.asp?section=52&article=722806&issueno=12542#.VECBZPl_sy4
التالي : (بعد عودتي إلى العراق صدمت بقرار مجلس الأمن رقم 1483 الذي اعتبر العراق بلدا محتلا، وتطبق بحقه اتفاقيات جنيف لعام 1949، فتكون الإدارة بيد سلطة مدنية مرتبطة بقيادة الاحتلال العسكرية، وقد منحت هذه السلطة المدنية صلاحيات واسعة، واقتصرت المشاركة العراقية على هيئة استشارية؛ لذا عارضت بشدة هذه المقترحات التي تضع العراق تحت الوصاية الدولية، وتسلبه سيادته وحقه في إدارة شؤونه)انتهى
و يقــــــــــــــــول : (اتضح لي من الوهلة الأولى أن الأمريكان عازمون على اختيار الأعضاء على أساس انتماءاتهم العرقية والمذهبية،)انتهى
أقـــــــــــــول : هذا هو السبب الذي دفع أمريكا لاعتبار ما ادعاه بوش و السيد عبد الخالق "تحريراً"...احتلال ...حتى يتسنى لها قانوناً السيطرة على العراق و التلاعب به بإدارتين مدنية و عسكرية كما فعلت في اليابان عام 1945 حيث نص القرار 1483 في 22/05/2003 على التالي :
(وإذ يلاحظ الرسالة المؤرخة 8 أيار/مايو 2003 الموجهة إلى رئيس مجلـس الأمـن مـن
الممثلـين الدائمـين للولايـات المتحـدة الأمريكيـة والمملكـة المتحـــدة لبريطانيــا العظمــى (S/2003/ 538 وايرلندا وإذ يسـلِّم بالصلاحيـات والمسـؤوليات والالتزامـات المحـددة بموجــب القانون الدولي المنطبق على هاتين الدولتين، بوصفـهما دولتـين قـائمتين بـالاحتلال تحـت قيادة (السلطة )موحدة)انتهى.
و هذا القرار الذي هيج المشاعر في المنطقة بعد ان كانت الامور في البداية هادئة نوعما الشعب و دول الجوار و العالم تنتظر ماذا بعد دخول بغداد ...هل هناك تحرير أم احتلال؟ افتضحت نوايا الامريكان و بعد أن تجاوزوا الامم المتحدة و القانون الدولي و وضع الكاوبوي الامريكي يده على العراق...اراد شرعنة ذلك بقرارات من الامم المتحدة فكان ذلك القرار...لكن هذا القرار ورط امريكا نتيجة غبائها و غباء من دفعها...حيث انكشف الامر و وضحت الصورة...أصبح احتلال و هناك شرعة دولية تُبيح مقاومة الاحتلال... تحرك معارضي الاحتلال من عراقيين و عرب و حتى من الدول الاخرى للتنديد بالاحتلال و التهب العراق و ربما كان هذا القرار هو الخطة اللازمة لتدمير العراق تحت علم الامم المتحدة... و حصل ما حصل و استعرت نيران القتل بكل الاتجاهات و ظهرت الدعوات القانونية التي تُحمل المُحتل سلامة البلد الذي احتله فزاد الثقل على الامريكان و قرروا الهروب بعد حملة كبيرة لتهدئة الامور فهرب الامريكان بغرض التخلص من فاتورة الاحتلال التي تضاعفت ...و هنا ارتكبت الحكومة العراقية خطأ فادح بترك الامريكان يهربون دون الاقتصاص منهم وفق القانون الدولي و لو انه غير مُفعل ...فكان انسحاب الامريكان في نهاية عام 2011 لإنهاء الاحتلال رسمياً و تأسيس الصحوات بمساعده سعودية لتستغلها بعد ذلك للعودة تحت سقف الاتفاقيات الثنائية ولما لم تستقيم لها الامور تحولت بعض الصحوات الى داعش بدعم خليجي ايضاً ...لكنها ورطة أخرى فلن يكون مكان لها في العراق و أن فكرت فعليها اعتبار جنودها و قادتها اسرى او قتلى في العراق...فقد تهيأ من تهيئ لهذا اليوم منذ زمن بعيد تحسباً لأي حرب اقليمية تُحركها أمريكا. 
نعـــــــــــــــــــــــــــــود للموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع:
يقـــــــــــــــــــــول السيد عبد الخالق :
(ودليل ثالث على ضرورة العلاقة مع الغرب عامة، وأمريكا خاصة، خذ الدول الخليجية، إذ لا بد وأنك تتفق معي أن شعوب هذه المنطقة كانت لحد وقت قريب (قبل 50 سنة)، تعيش أوضاعاً فقيرة مزرية جداً لا تختلف عن أوضاع أسلافهم قبل 1400 سنة. وكان ثورجية و قومجية العراق وبقية البلدان العربية يسمون حكام الخليج ببعران الخليج استهانة بهم. أنظر حالة هذه البلدان وقارنها مع أوضاع العراق وسوريا وليبيا واليمن واحكم بنفسك. فمع كل ذلك التخلف قفزت هذه البلدان إلى مصافي الدول أوربا الغربية وأكريكا الشمالية في العمران والاستقرار خلال أقل من خمسين سنة، كل ذلك تحقق بفضل علاقتهم الوثيقة مع الغرب. بينما أعاد الثورجيون المؤدلجون بلدانهم العامرة إلى القرون الوسطى بسبب معاداتهم وعنترياتهم ضد الغرب.)انتهى
اقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول: تطرقنا لهذا الموضوع في ج1 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432073
و لكن لا بأس بأن نُضيف شيء لأن السيد عبد الخالق ليس امامه من مثل او مثال على تأثير أمريكا في تطور الدول التي تتحالف معها سوى "محميات الخليج و اليابان و المانيا و كوريا" و قد اوضحنا خطل هذا المثال في السابقات لكن لا بأس أن نعود لمحميات الخليج و يبدو ان هذه الدول او تأثير امريكا هذا مترسخ في اعماق تفكير السيد عبد الخالق لأنه ربما تطرق اليه في كل موضوع عن العلاقة مع امريكا...و ربما من الصعوبة جدا التأثير بقناعته تلك مهما تُبين له غير ما هو فيه... لكن لا ننسحب من التوضيح في أمل الفائدة لنا اولاً.
يا سيد عبد الخالق :بماذا قفزت تلك المحميات الى مصاف دول أوربا الغربية و أمريكا الشمالية؟.
هذه المحميات لا تنتج بل تشتري لتستهلك و تتلف...هذه المحميات او الشركات متعددة الجنسيات لا تبني بل يُبنى لها و بها... هذه المحميات لا تَعْرِفْ غير الاسراف و القبلية و السطحية و لا تُعْرَفْ الا بها...
هل قفزت باحترامها للعمل و العاملين؟ هل قفزت ببحوثها و منتجاتها و ثقافتها و عدلها و فنونها؟ أم بشراء العطور و المكياج التي لا تنفع لاخفاء ما تنبعث من اجسادهم؟ هذه دول حتى دشاديشهم و يشاميغهم تُنتج لهم في غير بلدانهم لا بسبب رخص اليد العاملة في الخارج كما بقية الدول لأن ارخص عماله في الكون عندهم...بل لأنهم يُهيمون بما يُصنع لهم خارج بلدانهم...من يلمس اليُسر المعيشي عندهم يجب ان يعرف انهم ارتضوا الكسل و ناموا على عطايا الراعي...أي هم شعوب عاطلة عن العمل او ملغي العمل في عقولهم...هذه شعوب لا تنتج و لا تحترم العمل و الانتاج..... كم عدد الذين يعرفون بناء جدار من الطابوق من شعوبهم؟ و كم عدد من يعرف ان يصلح سيارته لو تعطلت في الطريق ؟ كم ميكانيك سيارات او كهربائي سيارات منهم؟ كم شخص منهم يعرف تصفيف الشعر و حلاقته؟ كم شخص منهم يعرف تنظيف الشوارع و الارصفة؟ كم شخص منهم يعرف أن يمد الاسلاك الكهربائية في البيوت و البنايات؟ كم واحد منهم يعرف ان يخلط السمنت ؟
أكيد أنك شاهدتهم في زياراتهم الى انكلترا و غيرها ...ماذا يفعل الغالبية العظمى منهم غير التسكع و التسوق و الاكل بشكل يثير الاشمئزاز؟ و قارنهم بالغربي الذي يزور بلدانهم... هل شاهدت او سمعت عن احد من شبابهم(الغالبية العظمى) قام بزيارة متحف او دار اوبيرا عندما يقضي اجازة الصيف في أوربا؟ هل انتبهت يوماً الى شبابهم(الكثيرمنهم) هناك و كيف ينظرون الى الغير و يهرعون الى اقرب حمام ؟ حتى ملابسهم تشير الى كسلهم لأنها لا علاقة لها بالعمل و لا تتناسب مع أي عمل حتى الاعمال المكتبية.
...طبعاً هذا النموذج الشاذ الخليجي يسلب عقول الفارغين المبهورين....انها كارثة كُبرى.
(تحية للباحثين من شبابهم عن خلاص شعوبهم الخليجية من هذا التخلف المدمر)
يقـــــــــــــــــــــــــــــول:
(ثم يقول الأستاذ علي ما معناه أن الإرهاب كان على أشده حتى بوجود الجيش الأمريكي. وهذا صحيح، ولكن السؤال هو: ماذا لو لم يكن الجيش الأمريكي موجوداً، وخاصة والجيش العراقي الجديد كان في مراحله الأولية، بالتأكيد لاحتلت العصابات البعثية كل العراق وعادوا إلى الحكم أشد وأقسى.)انتهى
أقــــــــــــــــــــــــول: يقول هذا صحيح!!!...و يطرح سؤال جوابنا علية التالي:
نفس ما كان يجري بوجودهم جرى بعدم وجودهم و ربما انخفض قليلاً بغيابهم و رُفعت الكتل الكونكريتية و عندما شعروا بالفرق حرَّكوا اذنابهم المتواجدين في مواخير الخليج ليأججوا الوضع بعد ان مال للتحسن نوعما...لأنهم شعروا ان مشروعهم الاجرامي في طريقه للقبر.
أن كان ما تقوله فيه جزء من الصح و خارج الهلع والرعب الذي تعيشه و الذي تريد من خلاله ايجاد تبرير لما تريد له التمرير...فهذا يعني ان البعثيين او فلول النظام السابق هم الاقدر و الاكثر و الاقوى....و أن الاخرين لا يستحقون غير امثال هؤلاء لعدم قدرتهم و هم الاكثرية على حماية انفسهم و بناء ما يريدون...يعني بعد الدمار الذي لحق بالنظام و الفتك برموزه و سلاحه و تنظيماته و القوى الامنية الساندة له لا زال اتباعه يثيرون الرعب فيك و في امثالك...
يقـــــــــــــــــــــول : في مقالته : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2736
العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر بتاريخ 30/08/2002
(أما قول الحسيني ان على المعارضة الاعتماد على قواها الذاتية في الإطاحة بالطاغية، فنقول ان المعارضة حاولت ذلك بانتفاضتها العارمة بعد هزيمة النظام في حرب الخليج الثانية واستطاعت السيطرة على 14 من 18 محافظة عراقية ولكنها سُحقت ولم تستطع تحقيق النصر لأسباب دولية معروفة، ولشراسة قمع النظام.)انتهى
أقــــــــــــــــــــــــول: لماذا لم تتطرق هنا للاسباب الدولية و دور امريكا في تلك الجريمة و سماحها و هي في حالة حرب مع النظام لتُحَّق طائراته و تتقدم جيوشه لسحق المنتفضين الذين دعاهم المجرم بوش الاب الى التحرك...و رغم ماحصل فيها من تجاوزات لكنها و رغم عفويتها فأنها اهون مما جرى بعد الاجتياح الامريكي عام 2003 بكثير و لولا غدر الامريكان بها و لها لما استطاع النظام من فعل ما فعل. و مع ما جرى فيها من اعمال قتل و تخريب استمرت دوائر الدولة بالعمل و الناس في مصالحها و لو لا اطمئنان المنتفضين لما اشيع عن حماية الامريكان للشعب... وعدم تحسب العامة منهم للمفاجأة التي تسببت بها أمريكا لما حصل ما حصل.. و كانت الجماهير على استعداد للمحافظة على ما حصل و الدفاع عنه بتنظيم نفسها و الدليل هو اقتحام الجماهير لمقر إقامة الوفد الذي أرسلة النظام للتفاوض في خيمة صفوان برئاسة الفريق الركن نزار الخزرجي في دائرة طرق الناصرية.
يقـــــــــــــــــــــــول:
(وعليه، فالمعارضة مضطرة الى قبول هذا الدعم الخارجي الذي أثبت فوائده في عملية تحرير الكويت ولدول مثل البلقان وتيمور الشرقية وغيرها، ومطلوب للقضية الفلسطينية، فلماذا لا يصلح للمعارضة العراقية التي تقارع أشرس نظام جائر عرفه التاريخ؟)انتهى
أقـــــــــــــــــــــــــــــول : الا تعرف ان اشارتك للبلقان و ما جرى فيها تعني انك تسوق لتقسيم العراق كما تم تقسيم البلقان...وهذا يناقض ما كتبت بهذا الخصوص...لكنك تكتب و لا تعرف ما تكتب ...ثم هل أن امريكا ارسلت جيوشها الى تيمور الشرقية كما فعلت مع الكويت و العراق... و بخصوص القضية الفلسطينية هل توافق على ان تقوم امريكا باجتياح اسرائيل لتُقوم بتحرير ارض فلسطين؟...الجواب طبعاً لا...لان ذكرها ورد هنا كما حال البلقان و تيمور الشرقية...(لنا موضوع تحت عنوان عبد الخالق حسين و القضية الفلسطينية)...
الا تعرف أنك هنا تقول ما يقوله صدام او قاله صدام ...طبقوا القرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية و يُطبق القرارات بخصوص الكويت.
يقــــــــــــــــــــــــــــــــول:
(لذلك أعتقد أن من حسن حظ الشعب العراقي أن تورطت أمريكا في إسقاط حكم البعث، فلو سقط حكم البعث الصدامي على أيدي العراقيين، أو حتى لو كان صدام قد مات موتاً طبيعياً وهم في الحكم، لكان مصير العراق كمصير الصومال.)انتهى
أقـــــــــــــــــــــــــول: هل تعرف يا سيد عبد الخالق معنى "تورطت"؟ 
هل هذه الكلمة من الكلمات التي تستخدم في العلاقات "الودية الحميمية"؟ 
تورطت بمعنى فشلت و فشل مشروعها و لا تعرف كيف تتصرف لتخليص نفسها... وهنا انت تعترف بأن غزو العراق أوقع أمريكا في ورطة. ورطة ورَّطت امريكا بها نفسها لسوء حساباتها و نواياها و افعالها و قراراتها.
تورطت...تعني انها تحتاج للمساعدة للتخلص من تلك الورطة و النجاة بنفسها...هل عرفت او سمعت عن متورط يفكر بورطة غيره؟...
تقول : (، فلو سقط حكم البعث الصدامي على أيدي العراقيين، أو حتى لو كان صدام قد مات موتاً طبيعياً وهم في الحكم، لكان مصير العراق كمصير الصومال.)انتهى
أقــــــــــــول : هناك فرق كبير جداً بين ان يسقط صدام و نظامه على ايدي العراقيين و بين ان يموت موت "موتةً" طبيعية...
بالحالة الاولى يحصل انفلات أمني...و تدمير و يحصل تقاتل الى حين كما حصل في انتفاضة 1991 التي اشرنا اليها اعلاه...و في الثانية يتم الموضوع بهدوء و يستلم البديل مسؤولياته و تتم له البيعة حتى قبل الاعلان عن وفاة صدام و تخرج الجماهير تهتف بالروح بالدم نفديك يا بديل مهما كان هذا البديل سواء من عائلة صدام او من جماعته و فق ما موضوع من خطة و هذه الحالة اكيد منتبه لها شخص مثل صدام حسين و حزب مثل حزبه و بيت مثل بيته و عشيرة مثل عشيرته. 
فكما تلاحظ الاختلاف واسع و واضح.
لكن على ماذا بنيت افتراضك هذا (لكان مصير العراق كمصير الصومال)؟ 
انت تتكلم عما قبل الاحتلال حيث لم يكن هناك الانفلات العربي "الربيع العربي" و موجة الهجوم الخليجي الارهابي...و كان هناك احترام لسيادة الدول...ولا يوجد محتل يبرر للكثيرين تدخلهم. و العراق ليس الصومال بموارده وشعبه و تاريخه و موقعه.(تكلمنا عن الصومال في ج6).
احتلت امريكا العراق و اُعدم صدام و تشرذم اتباعه و انت لليوم تخاف منهم و و من عودتهم... سقط صدام و كما تقول قدمت امريكا الديمقراطية للعراق و تواجدت بأكثر من نصف مليون مرتزق بقوة نارية ربما تدمر العالم ...ماذا كانت النتيجة؟...فما علاقة صدام بما بعده لو كان الامريكان جادين بما فعلوه و كان قصدهم هو انقاذ العراق من الدكتاتورية؟ لفكروا بشكل جيد و لتعاون معهم الكثيرين حتى قيادات البعث و الجيش و لتحول اتباع صدام الى ليبراليين ديمقراطيين في يوم 10/09/2003 و لحتشدوا في مسيرات لمبايعة أو انتخاب "الرفيق المناضل الملهم بريمر" امين سر جديد للحزب الجديد... 
لقد سقطت المحافظات الواحدة بعد الاخرى دون ان تدخلها قوات الاحتلال و بعض المحافظات من شمال بغداد جاءت وفودها لتسلم الامريكان مفاتيحها بكل ود و خوف...سوى بعض المناوشات هنا او هناك...و لو كان للأمريكان و من اعتمدوا عليه و عليهم عقل لاستثمروا تلك الحالة احسن استثمار....
كان صدام يدير العراق بالحصة الغذائية (التي تكلمنا عنها في ج9 ) والاذاعة و التلفزيون لا تصل الى اطراف العراق و الرواتب التي اشرنا اليها في ج9 ايضاً و الاغراءات المالية للقادة بأموال (دنانير طبع) نصفها مزورة و النصف الاخر بلا رصيد و كذلك بالسلاح المدمر و بسماء ممنوع فيها الطيران الا بأذن الامريكان...
السلاح تم اعادة تدميره و تدمير مستخدمه أي الجيش و قوى الامن...الاذاعة تمت السيطرة عليها (جماعة رايلي و الزبيدي و الشبوط و العسكري) الذين تعرفهم جيداً...و الاموال موجوده و بالدولار و المواد الغذائية متوفرة و يمكن توفيرها بسهولة.
ان سيطرة الامريكان على العراق او استتباب الامن كان لا يحتاج اكثر من 3 الى 4 مليار دولار شهريا لتوزيع الرواتب و بالذات لو كانت بالدولار الذي لم يراه الكثيرين في حياتهم هذه الاموال تُعتبر ديون تُسدد من النفط الذي ستسرقه الشركات الامريكية بالرضى العارم من الشعب وبالذات من البعثيين دون مشاكل ...و لرقص قادة الجيش و القوى الامنية و لتحولوا في غالبهم الى أمثال الفريق محمد الشهواني او نزار الخزرجي او وفيق السامرائي او اقتنعوا بالتقاعد المجزي و الامتيازات و التحق البقية في صفوف الجيش و دخلوا الحزب الامريكي القائد الجديد...ويرافق تلك الرواتب تحسين الحصة التموينية و استمرار توزيعها بدقة و عدالة و اعلام عراقي جديد يهتف للقائد بريمر الجديد و تُرفع صور بريمر و هو يعتمر الكوفية السعودية الحمراء و يحث على النظام و الامن...
لكن الامريكان و قد غلبتهم المفاجأة بسهولة دخولهم بغداد تصرفوا كعادتهم في كل مكان تواجدوا فيه...تصرفوا كرعاة بقر منفلتين هم و قطعانهم...كان على الامريكان اعلان حضر التجوال التام وبالذات في بغداد...
ألم يأتي مع الامريكان ضباط عراقيين كبار مثل الخزرجي و السامرائي و الصالحي و الياسري و غيرهم؟ لماذا لم يستفيدوا منهم؟...كان على الامريكان الاستفادة منهم بسيناريو انقلاب تسيطر به امريكا من خلالهم و يسيطر به 
هؤلاء على الاجهزة الحساسة و المهمة لتبقى الاجهزة بحالة جيدة لو كان القصد من احتلال العراق هو انقاذ شعبه من الدكتاتورية و ليس اخراج العراق من المعادلة الجيوسياعسكرية للمنطقة....ومن ثم يُجبر الانقلابين على فترة انتقالية يتم بعدها اجراء انتخابات ديمقراطية كما حصل في الكثير من الدول.
ألم يتعامل "بريمر" مع من جلبهم معه باحتقار؟
الم يتعامل "بريمر" مع الشعب العراقي بصلافة المحتل القاتل؟
ألم يتعامل مع مؤسسات الدولة باحتقار و اهانة؟
أي حظ هذا الحسن (اعتقد من حسن حظ الشعب العراقي...)؟ أي حسن حظ هذا الذي تفرح له بتورط قوة عظمى في موضع هش؟...ماذا تفعل تلك القوة حتى لا تظهر فشلها او حتى تداري ورطتها غير تدمير ذلك الموقع حتى ينشغل العالم به و بما ينتج فيه من احداث و ينسى السبب الرئيسي كما يحصل اليوم حيث تركتم الحصار و الاحتلال و تمسكتم بالحرب بين ابناء الوطن دون النظر الى الاسباب.
من الذي ورط امريكا "بتحرير" الشعب العراقي غير عملائها و مراكز الغباء ال(دراسات) التي تعتمد على عملاء و غير فكر الصهاينة الجدد...و من تبعهم؟
يقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول:
(ثم يقول الأستاذ العزيز علي الأسدي: ((إن حماية سيادة العراق وازدهاره الاقتصادي ورخاء شعبه ممكنة فقط اذا اتفق العراقيون على أن يتفقوا والا فلن تنفعهم بوارج الولايات المتحدة وحلفائها... ولهذا يتطلب منا مناقشة كافة موضوعات الخلافات التي تفرق حاليا بيننا بكل صراحة ووضوح وبدون حرج أو تردد بحضور ممثلي الشيعة والسنة والمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين والشبك والكرد والتركمان بسنتهم وشيعتهم دون استثناء لأي مكون مهما كان اتجاهه السياسي من أقصى اليسار الى أقصى اليمين. وأن يأخذ المشاركون في المناقشات عهدا بأن لا ينهوا اجتماعاتهم قبل اتفاق نهائي على كل شيئ مختلف عليه حتى ولو استمرت الاجتماعات عاما أو أكثر. وليعرف المجتمعون مقدما أنهم وحدهم بدون وسطاء وبدون اتفاقهم على مصير بلادهم هو نهاية العراق أرضا وشعبا وتراثا وممتلكات ومقدسات وذكريات واذا كانوا يحبون العراق حقا فلن يحبه أحدا مثلهم أو أكثر منهم أو أفضل منهم. وليأخذوا بالمثل الشعبي العراقي " ما يحك جلدك أحسن من إديك ."
هذا الكلام جميل جداً، ولكنه نظري ومثالي غير قابل للتطبيق. فهل بإمكان أكبر منطقي عقلاني أن يقنع قيادات سياسية مثل طارق الهاشمي، والأخوين النجيفي، وعلي حاتم سليمان، وأحمد العلواني، وطه الدليمي وحارث الضاري، والشيخ عبدالمالك السعدي، ومئات غيرهم أن شيعة العراق هم عراقيون وليسوا هنود وإيرانيين صفويين، ومن حقهم المشاركة في الحكم حسب ما تفرزه صناديق الاقتراع؟؟ هؤلاء يا عزيزي ناس متعصبون لا يختلفون في تعصبهم الطائفي عن الزرقاوي، وأبو بكر البغدادي، وعزة الدوري، وغيرهم. تفيد الحكمة (أن من يجادل المتعصب كمن يجادل الميت). فلا جدوى من الجدال مع المتعصبين.)انتهى
أقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول : اولاً هل هناك منطق عقلاني كبير و أخر متوسط و أخر صغير...حتى تقول "أكبر منطق عقلاني"؟
هل كان احتلال العراق وفق" أكبر منطق عقلاني" ؟ أم أن تأييدك للحرب على العراق و احتلاله كان وفق" أكبر منطق عقلاني" حتى تأتي الان لتضع" أكبر منطق عقلاني" بالقياس؟ أم أن قولك ان العراق بعد صدام سيكون مثل المانيا بعد هتلر قد بنيته وفق " أكبر منطق عقلاني" ؟
تقول تفيد الحكمة (أن من يجادل المتعصب كمن يجادل الميت)!!! لم تخبرنا من هو الحكيم الذي اطلق هذه "الحكمة"؟ أن ذكرك لهذه "الحكمة" تعني انك يائس من أي حل بين ابناء الوطن...و أن الحل هو ان تقوم أمريكا بابادة الطرف المتعصب و بالضرورة اتباعة الذين لا تستطيع ان تحدد عددهم و مواقعهم و تأثيرهم و لا يمكنك ان تصل الى تلك النتيجة... و لو انك تقول: (فالجهة الوحيدة القادرة على إيقاف هذا النزيف وهذه الفتن هي أمريكا وليس غيرها)انتهى
لكنك تقول في اخر مقالتك التالي : (ولا تتصور أن أمريكا تريد القضاء المبرم على داعش، بل ستحتفظ به كورقة ضغط تستخدمها عند الحاجة ضد أية حكومة في المنطقة تشق عليها عصا الطاعة )انتهى 
أسألك ماذا تفهم انت من هاتين العبارتين؟ هي القادرة و هي لا تريد...أين أو كيف سيكون مصير العراق ؟ هل تريده ان يتنافس مع داعش لإرضاء أمريكا أم ماذا؟ أين حدود الطاعة التي تريدها أمريكا؟ هل تعرفها الحكومة العراقية؟ .
أطرح الاقتراحات التالية عسى الدولة العظمى الوحيدة بعد الحرب الباردة تأخذ بها:
1. أن تحدد أمريكا الخطوط الواجب على الحكومة العراقية الحالية او التالية أن لا تتجاوزها؟ و أن يتم طرح ذلك على مجلس النواب و على الاستفتاء الشعبي...
2. أن تستضيف القوات الامريكية في الكيلومترات المربعة من الصحراء الشاسعة العراقية قوات داعش و ان تضع لها برامج تدريبية على الاسلحة المتطورة حتى تستخدمها عند الحاجة... أي عندما تخرج الحكومة العراقية عن الطاعة الامريكية... أو تُقيم لها قواعد خاصة في كيلومترات مربعة اخرى من صحراء العراق الشاسعة.
3. أن يستمر باب التطوع لقوات داعش مفتوح و تُشَّكل صنوف قتالية اخرى ( جوية و بحرية و غيرها)...
4. أن يتم انشاء مدن خاصة للمتطوعين المتزوجين و فتح باب التطوع لصنف "جهاد النكاح" لإنتاج اجيال جديدة من المقاتلين.
5. 5.اما الاستخبارات و التموين و التمويل فيبقى كما هو حالياً أي تديرة دوائر مشتركة.
6. أعتقد انها اقتراحات تنفع امريكا لتكون جاهزة دائماً لتضرب كل حكومة تخرج عن طوع بنانها.
تقـــول :"من يجادل المتعصب كمن يجادل الميت ""حكمـــــــــــــــــــــــة"...
ماذا يفعل الشخص عندما تضطره الظروف الى العيش مع او بالقرب من متعصب؟...هل يعتبره ميتاً أم يتجاهله أو يُفكر كيف يتعايش معه؟ بالمقابل فالمتعصب يعتبر الاخر ميت ايضاً لأنه متعصب في نظره...؟ ماهي النتيجة المتوقعة لتطبيق هذه الحكمة؟...الا يكون بتجاهل المتعصب تعصباً؟ ... هل يقتله ليتخلص منه؟ و هل يُقتل الميت؟...أذا كان هذا الميت يؤثر في نسبة كبيرة من الموجودين حول الاثنين...هل يعتبرهم متعصبين ايضاً؟ هل لو تم القضاء على المتعصب و اتباعه سينتهي التعصب؟ لو أرْغِمَ المتعصب على كتم تعصبه بالقوة...هل يستطيع القوي ان يستمر قوياً ليستمر في كبته؟ هل لو فُرض على المتعصب رايً بالقوة...ألا يبحث هو عن قوة يرد بها على المقابل و يتخلص من قوته و ضغطه عليه؟....
أنت تتكلم عن وطن و شعب لا يمكن ان تستعين بأجنبي على جزء من ذلك الوطن و ذلك الشعب فربما هو ايضاً يعمل على استمالت ذلك المرتزق الاجنبي.....فكر جيداً بحجم وطن متنوع في تضاريسه و شعب متنوع في تركيبته...و لا تُفكر بأن تتحزب للأجنبي المرتزق و بالذات اذا كانت سفالته و اجرامه تغطي تاريخه و حاضرة مثل الكاوبوي الامريكي.
انت تقول "تحرير" و العالم و القانون يقول احتلال ...هل يمكن تطبيق هذه الحكمة على هذا القول؟
تورطت امريكا في العراق كما تقول... يعني انها فشلت في تقديراتها و حساباتها و مساعيها و نتائج كل ذلك ... و عليها أن تتحمل نتائج ذلك و آثاره المستقبلية .(سنعود الى هل فشلت التجربة العراقية).
ماذا تقترح للخروج من تلك الورطة؟ هل بورطة جديدة ؟ الأمريكان تفاوضوا مع الفيتناميين بعدما و رطهم غبائهم هناك...و يتفاوضون مع طالبان بعد ورطهم غبائهم و استهتارهم هناك...و تفاضوا في لبنان بعد ان ورطهم غبائهم هناك و تفاوضوا في الصومال بعد ان ورطهم غبائهم هناك ... و كل اولئك كانوا متعصبين في نظر الامريكان أي ميتين حسب "الحكمة" التي طرحتها. سيتفاوض الامريكان مع المتعصبين الذين تعنيهم بعد ان يذلوا من استنجد بهم ...وسبق ان تفاوضوا معهم قبل ذلك و هم يتوسلون الانسحاب من ورطة العراق.
هل تفضل تخلص الامريكان من ورطتهم اولاً أم تخلص العراق من المستنقع الذي ركس فيه ؟. و اذا تخلص العراق من هذه الورطة...من يضمن ان امريكا ستتخلص منها ؟
هل تعني بعد ان وصل الحال الى متعصب و ميت ان يبقى الجيش الامريكي يحرس أو يراقب فم و نوايا و افعال المتعصب و يحرس و يراقب جثة الميت؟ 
... هل تقبل امريكا أن تقوم بهذا الدور و الى متى ؟...
ماذا فعل الجيش الامريكي عندما كان في العراق قبل و اثناء و بعد الحرب الطائفية (اكثر من 500 الف مرتزق و منظومة المخابرات و الطائرات و القواعد و السفن و غيرها ) و لم يتمكن من وضع حد لمشكلة الفلوجة فقط ؟ أرجو أن لا تقول كما قال أحدهم أن الوضع الامني تحسن قبل نهاية عام 2011 لأن في ذلك ادانه على أن الامريكان هم من يفتعل الازمات و هم من يثيرها و يخمدها حسب ما تقتضي مصالحهم و انت من وصف الدور الامريكي في انتاج و تحريك داعش و اخواتها.
هذا يعني انك ياسيد عبد الخالق حسين كما الامريكان لا تريد "فكل ما تريده امريكا عدة كيلومترات مربعة من صحراء العراق الشاسعة , ليس غير" انما يريد كل تلك القوات و يضيف عليها لأنها لم تكن كافية.
و لم تشرح لنا ماذا سيُفعل بجيش المهدي و جيش المجاهدين و كتائب كذا و فصائل كذا و العصائب و حزب الله و بدر و ما سيستجد بوجود الامريكان و توقيع الاتفاقية ال"منقذة" أليس بين هؤلاء متعصبون؟
ختام هذا الجزء سؤال جانبي للسيد عبد الخالق :
لماذا لم يتم القاء القبض على عزة الدوري من دون كل جماعته الصدامية و هو مريض كما اتوقع ان تعرف ذلك و ما هو تحليلك لذلك لطفاً؟
يقــــــــــــــــــــــــــــــــول :
(واقتراحك يا أستاذنا العزيز يذكرني بحكاية القط والفئران التي أوردها الراحل علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري، ومفادها: 
الى اللقاء مع الجزء التالي الذي سيبدأ بهذا المقطع.