الاعلام الآلة الحاسمة في الحروب الحديثة |
الاعلام هو عبارة عن عملية كبيرة يتم فيها نقل المعلومة والخبر بطرق متقدمة من مكان الى اخر لترتقي بعقول الناس ,وهو ايضا صوت الارتباط العقلي والقلبي للانسان المغيب والمهمش وبين اصحاب القرار على رأس هرم السلطة وليعبرعنه بحلقة الوصل ويتم فيها النزاهة والامانة والجرأة كمقومات اساسية في عمل الاعلام , يقول الامام الخميني قدس سره ( السياسة تدار بعجلة الاعلام ), لايخلوعمل الاعلامي من المخاطر والموت ويكون بمثابة فدائي الكلمة , في كل عصر ومرحلة ينساق العامل بالاعلام الى ظروف ومعطيات الواقع وحسب المساحة وحجم التحدي بدءاً من العصر الاسلامي الاول وما تمخضَ عنه في نجاح الحروب الاسلامية ونشر تعاليم وسنة الرسول للدول التي شهدت حروب التحرير ,فالمعارك الاسلامية وأن لم يكن لها حقل اعلامي وممارسة وخبرة من اجل ادارة ونجاح الحروب لبث الرعب والخوف في صفوف العدو , الا أنه ومن خلال الرسائل والتهديدات التي يبعث بها قادة المسلمين اثناء المواجهة للعدو كقول جئناكم بجنود يحبون الموت كما يحبون الحياة , والقائل البحر خلفكم والعدو امامكم , واخر هدد جيوش الروم برسالة شديدة قال فيها الى نقفور كلب الروم ما تراه دون ما تسمعه والسلام, مما ادى الى ولوج الرعب لملوكهم وضعفت معنويات جيوشهم , وحققت الانتصار الفعلي باعداد قليلة مقارنة بما يمتلكه العدو من تفوق القوات في العدة والعدد , منذ زمن بعيد ولغاية اليوم يشكل الاعلام نقطة جوهرية في استقطاب الرأي العام وحقق تعاطف الجماهير لأي قضية يطرحها الاعلام كمظلمة حقيقية , ولاتزال الثورة الحسينية التي تشكل منعطفا تفاعلت معه كل الثورات ضد الطغات في العالم واعطت لشخصية الفرد المسلم عنفواناً في التحدي لتتحول المظلمة الى انجاز كبير يقلع قصور الظالمين , وبفضل السيدة زينب عليها السلام وما حملته من طروحات وافكار واعلام ديني هادف لقضية واقعة الطف نتج من ذلك اعلام مؤثر حتى من داخل بيت يزيد لعنه الله والتي اطلق فيما بعد عليها انتصار الدم على السيف , اما قضيتنا اليوم مع الزمر التكفيرية وما آلت اليه الاحداث من السقوط المفاجىء والسريع لمدينة الموصل بيد تنظيم داعش كان الاعلام المغرض والدعايات المؤثرة في غرائز وسلوك الانسان والسيطرة على نفسيته لها العامل الاول في سقوط ثاني اكبر مدن العراق , بحيث لو كان هنالك اعلام عسكري ينقل الاخبار وخصوصا ان الجيش اليوم يختلف عنه في السابق لما يمتلكه من اجهزة نقال وفضائيات ومراسلين في وسط الحدث ولكن لم تستثمر تلك الامور لصالح قضية الجيش الذي هزم بمجرد سماعه صيحات بثها مرجفون في المدينة تحمل اخبار كاذبة ومبالغ فيها احبطت ثقة وقدرات وعزيمة الجيش في المواجهة , مما ادى الى الهروب وترك اسلحته ولم يرِ عدوه او يحصي اعداده بشكل حقيقي , في الجانب الاخر تحتل الدعاية مساحة اعلامية كبيرة في الوسط الجماهيري وهي جزء من وسائل الاعلام الحديثة ,ولازالت مدينة نيويورك اكبر مدن العالم تدرٌس وتهتم في الدعاية وهنالك مئات المؤسسات انشأت لهذا الغرض ويظهر ذلك للعالم وللجماهير الامريكية اثناء الانتخابات الرئاسية الامريكية بشكل مباشر ناهيك عن الدعاية العسكرية المبالغ فيها قبل ارسال الجنود الى سوح القتال , بعد القرن العشرين تحول العالم من تكنلوجيا الاسلحة وصنع الذرة الى اتساع مصادر ونشر الاخبار الاعلامية , لما يشكله الاعلام كآلة حادة وحاسمة في الحروب الحديثة وربما لم يحقق المدفع او الطائرات من اصابت اهدافها وتحقيق انتصارت اثناء المعركة بقدر ما يحققه الخبر والمعلومة في انكسارالقطعات وانسحابها وانهاء المعارك بمجرد تناقل الاخبار وبث الدعايات المغرضة ويتوقف ذلك على عامل الخبرة والاهتمام باحدث وسائل تكنلوجيا الاعلام بحيث يكون للخبر اثره الواضح على تحطيم نفسية المقاتل وتركه ساحات المعركة بشكل سريع , ولا يخفِ عليكم ان الاحتلال الامريكي للعراق لم يشهد قتال حقيقي الا في بداية دخول القوات الامريكية الى ام قصر وبمجرد انتهاء تلك المعركة بثت دعايات ان الجيش يزحف على عشر محاور وباحدث الدبابات وبسرعة خاطفة ادى الى فرار جميع افراد الجيش العراقي داخل بغداد وترك اسحلتهم حتى بعضا منهم تورطوا في عملية اخفائها قبل ان تكتشفها الطائرات ذات الذبذبات المتطورة وما رافق تلك العمليات من دعايات متنوعة , ولايختلف الامر ان احتلال مدينة تلعفر ذات الاغلبية الشيعية في مدينة الموصل والتي قاومت فترة عدة ايام وحققت صمود لبضعة ايام , وبعدها تعالت الصيحات وبث بعض من الخلايا النائمة اعلاما كاذبا ودعايات بأن تنظيم داعش بدء الهجوم من 10 محاور وفي كل محور الاف المقاتلين , مما عجل بجميع سكان المدينة مغادرة المعركة وترك دورهم لكي ينجون مع عوائلهم من هذا الكم الهائل الزاحف اليهم , اليوم الدول الاوربية بدأت تشعر ان حسم المعارك يتم عن طريق الاعلام لهذا اتجهت لبناء مؤسسات اعلامية ضخمة ورصدت لهام مبالغ خيالية من اجل سرعة ايصال الكلمة المؤثرة والدعاية التي تحتل العقول والقلوب بسرعة , وواحده من اسباب سقوط زعماء العرب في موجة الربيع العربي هو الاعلام الذي هشم عروشهم من خلال ايقاض واستقطاب الرأي العام العربي والعالمي , |