كل منا يمتلك القدرة للوصول إلى الهدف، اذا كان لديه طموح، وقوة إرادة، وتصميم، وهمة عالية، أضافة إلى كل ذلك التواصل وعدم الرضوخ لليأس، يحقق لك كثير، أذا ما أردت أن تصل إلى هدفك، الذي تنشده، الزهد في الحياة؛ له عدة طرق، منها، أن يكون الزاهد زاهدا حقا؟ عندما تثنى له الوسادة، ويملك السلطة، والمال، والنفوذ، يصبح بالمواجهة، أي على المحك، ويظهر معدنه الحقيقي، أن كان أصيل، فالعاقبة للمتقين، وأن كان غير ذلك، فإقرأ عليه السلام. كثير من سياسيين هذا الوقت، عندما يجلس على كرسي المنصب، ينسى أمه وأبيه؛ ويترك الواجب ويعمل بالمستحب، وهذه مشكلتنا مع المناصب وشاغليها الجدد. هناك من جعل الكرسي؛ مشروع خدمة، يخدم الناس، ويدافع عن حقوقهم، ووقف مرفوع الرأس، خرج وهو شامخ، يعتز بقيمه النبيلة، رغم أنه أخرجوه من منصبه، ومنهم القاضي منير حداد، خير دليل، لأنه عمل وفق ما يمليه عليه ضميره، لذلك حاربوه وأبى أن يتنازل عن مبادئه وقيمه، وهناك من تحكم بالكرسي، وجيره لنفسه وأهل بيته، وأقربائه، وأصبح كل شيء في متناول يده، القانون مسير لخدمته، متناسيا القانون الإلهي، الذي جعل من الإنسان مشروع إصلاح، وخدمة، وتواصل، وتعايش سلمي حقيقي، يضم الجميع. قوة البلد بوحدته، ومن يسعى إلى لملمة الشمل، عليه أن يكون زاهدا، تاركا ملذاته، وشهواته، وحبه للسلطة يرميها من وراء ظهره، لكي يقدم لابد أن يحض برضى شركائه، ويبتعد عن لغة الأزمات، والشد العصبي غير المبرر. من يؤمن بالإسلام عليه أن يتعامل بإسلاميته، لا ان يكون مسلما، ويتعامل بقانون المنافقين أعداء الإسلام، كما فعل بعض سياسينا، يوقع على اتفاقات مع شركائه، ويخرج ضاحكا، ويستهزئ، ويقول مقولته الشهيرة: "خل يبللون الورقة ويشربون مائها"، أساس العمل السياسي، الصدق مع الأخرين. احترام الذات؛ أمر مهم لدى المخلصين للبلد، لذلك من يعمل على منهج التجديد، والتواصل، مع الأخرين، ويقف معهم يثقون به، ويشتركون معه في عمله؛ لأنهم أطمئنوا منه، فالنتيجة طبيعية، لممارسة دور السياسة الصادقة، والهادفة لتحقيق المصالح للجميع، وكذلك الامن والأمان للجميع. أما من لم يحترم كلمته، وينكر ذاته، فقد حفر قبره بيده، ودفن نفسه في مستنقع البغي السياسي، الذي راح ضحيته، وتم عزله، وندم على ما فاته، لكن لا يصلح العطار ما أفسد الكرسي
|