أحراشاً تفضحها الفوانيس.. بقلم/ كريم عبد الله

 

السفنُ الغارقة في محيطاتها تتشبّثُ بسبّابةٍ../ الضفة الأخرى مخدوعة بأحلامِ قواربها التائهة ../ وحبالُ الوصلِ مفلوفة على جذعِ نخلةٍ هرمة

طيّبتْ مفارقَ الأيامِ وجعّدتْ أحزانها ../ طلعها يتساقطُ منْ مشابكها ../ فتتوقدُ الخرائطُ  خلفَ حواجزٍ مهجورة

مرّتْ تدوّرُ حقولَ السنابل ../ يتناثرُ الظلامُ مبتهجاً بضيائها ../ يتشمسُ على سطحِ أبراجٍ عميقةٍ

تروّضُ هذا القلق بكنوزِ أنهارها ../ كــ الحنّاءِ تخضّبُ كؤوسَ أسرارهِ ../ تهزُّ لذائذاً خفيّةً في أرخبيلهِ

تفرشُ تخوتها وثمارها الشهيّةِ ناضجة ــــ شمعةٌ واحدةٌ كافية لبدأ القدّاس

 حرثت صدرهُ وبذرت بذورَ القطف ../ تعاويذهُ التي أمطرها آخر الليل ../ صحّرتْ غيوماً غادرتْ شبابيكهُ

محراثها يحتفظُ بالغازِ رقرقتِ الحقول ـــ تتقافزُ مفاتيحُ الغلال تتراصفُ في قميصها

أطلسها ما زال محتشداً بالمفاتنِ ../ يدثّرُ أحراشاً تفضحها الفوانيس ../ في الطريقِ دائماً يتعثّرُ بشهقتهِ

كرستالٌ ينوحُ يلهبُ أنفاقه ../ تضاريسها تتطايرُ على هضباتهِ ../ تتنعّمُ المراكب بطراوةِ مواعيدٍ طافية

تتهوّدجُ الأشواقُ على ظهرِ سحابةٍ تبتسمُ ــــ و في معابدها شعشعتْ غزالاتٌ ترفلُ بالنشوةِ

كلّ الجروحِ محروثةً في مساماتِ الحنين ../ رائحةُ الينابيعِ تهديءُ فناراتٍ تطفحُ بالرعدِ ../ وفي أقاصي الوجعِ تهدهدُ شفرةَ الموج

تضحكُ فتحتشدُ الكمنجات في شفتيها ../ يخلعُ رُفاتَ الصحراء منْ نافذتهِ ../ فيتلعثمانِ سويّةً يرققانِ حواشي اللقاء .