اليوم الاول كان ابو دعدوش مستلقيا عندما شعر برجفة في رأسه , اهملها بادئ الامر , لكنها ازدادت وازداد اضطرابه معها , تناول المرآة ليرى ما هناك ؟ , ما يجري ؟ , اندهش مما رأى , هاج وماج , استبد به الهياج , غضب حتى وقف شعر رأسه , واحتقن انفه حنقا وغيظا , اسرع نحو المسدس , صوبه نحو رأسه , واطلق النار , لينهي هذه الجريمة .. تلك المهزلة , فقد كان هناك قملتان تتناكحان ! . *******************
اليوم الثاني أستلقى ابو دعدوش ليستريح من يوم داعشي بغيض , حالما دخلت ام دعدوش الغرفة , لاحظ شيئا غريبا , لم يعتده , أستهجن الامر , شمّ رائحة غريبة , فقال لها سائلا بغضب وحرقة : - ما هذه الرائحة الكريهة ؟ . - هذا عطر فرنسي ! . - عطر فرنسي كافر في بيتي ... يا للهول ! ... من اين اتيت به ؟ . - من جملة الغنائم . - وهل كان فيها اشياءا اخرى غيره ؟ ! . - صابون تركي ... شامبو هولندي ... وقماش صيني ومنه هذا الثوب . ثم استدارت بحركة اغرائية لتريه ثوبها الصيني الجديد , وكلها امل ان يعجبه ذلك , لكنه امتعض وقال سائلا : - لحظة ... لحظة ... أصبئت يا ام دعدوش ... أدخلت في دين محمد ... وتركتي دين زوجك وابائك ؟ ! . - كلا ... لم أصبأ ... ولم ادخل في دين محمد ... ولم اترك دين ابائي وزوجي . - أذا أين اختفت رائحة عفنك ... أين اختفى القمل الذي كان يجوب جدائلك وباقي الحشرات الاخرى ؟ . - لقد استحممت للتو . - ماذا ... ماذا تقولين ؟ . - لقد استحممت . - استحممت بالماء وهو مذكر ... وكشفت عن مفاتنك الى اربع ذكور من الحيطان ... وسقف مذكر ينظر اليك من غير وجود محرم معك ... يا ليتها كانت القاضية قبل ان اسمع ذلك ... يا ليتها كانت القاضية ! . - لقد كنت مضطرة لذلك ! . - وما الداعي للاستحمام يا بلهاء ... لا يزال الجهاد مستمرا ويوم النصر لا يزال بعيدا ! . - كان ولابد ان اجرب غنائم الحرب ... فقد كانت في حالة جيدة . - يا ويلتي ... يا ويلتي ... استحممت بالصابون التركي الكافر ... والشامبو الهولندي الكافر ... وتعطرتي بالعطر الفرنسي الكافر ... وارتديت ثيابا صينية كافرة ... وقضيتي على القمل المبارك ... يا دعدوش اجلب لي البندقية ! . - ماذا جرى لك ... ماذا دهاك ... أليست البندقية امريكية كافرة ؟ . - ماذا تقولين ... ها انت تفكرين ... وتجادلين زوجك يا فاجرة ... الا تعلمين ان التفكير حرام ... التفكير يدعو الى التشكيك بالله تعالى ويثير الفتنة والشهوة . ناول دعدوش ابيه البندقية , الذي تناولها وصرخ في وجه زوجته : - خذيها ! . غادرت ام دعدوش , لكنها غادرت حين غادرت وهي مستحمة بالصابون التركي والشامبو الهولندي ومعطرة بالعطر الفرنسي , ملفوفة بالقماش الصيني , مقتولة بالسلاح الامريكي . ****************** اليوم الثالث استيقظ ابو دعدوش باكرا , حدق في سريته , تفحصهم بإنظاره وقال مختبرا همتهم القتالية وروحهم المعنوية : - تدعيش ! . - داعش ... داعش ! . - تدعيش ! . - داعش ... داعش ! . قلب انظاره فيهم اكثر واكثر , تأكد من وجود ابنه دعدوش بينهم , ثم بدأ بشرح برنامجه اليومي : - اليوم يجب ان ... لم يكمل كلامه , قاطعه صوت صاروخ وقع قريبا , ثم هجوما مباغتا من الجيش على وكره , فصرخ في سريته : - داعشوهم ! . ثم ألتفت الى ابنه وقال له : - فلنداعش بحياتنا ... هيا بنا ! . هرب مع ابنه من الجهة الخلفية , لكن سريته لم تتمكن من صدّ الهجوم , فلحقوا بهما , سأله احد ا افراد السرية : - ماذا سنفعل ؟ . - فلتخرج المداعشات ليشغلنهم ... فهم لا يضربونهم ... ثم نسلك الطريق الملغم ... الجيش سيتوقف هناك ... ولا يمكنه الاستمرار بالتقدم ! . - حسنا ! . أنسلوا جميعا هاربين من خلال طريق مليء بالألغام , تقدم دعدوش ليسأل ابيه : - ابي ! . - ماذا تريد يا بني ؟ . - هناك سؤال يجيش في صدري ويتجول في مخيلتي . - ما هو ؟ . - أليس الله ربنا ... وهو ناصرنا ! . - نعم ... هذا مؤكد ! . - والجيش كافر ... والله يخذله ويخذل الكفار ! . - نعم ... نعم ... هذا مؤكد ايضا ! . - اذا فلماذا يهزموننا في كل مواجهة معهم ... فنلجأ الى الفرار اولا ثم الى السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة ثانيا ... ثم نعمد الى ذبح من يقع بأيدينا من الجنود ثالثا ... مع انهم لا يذبحون اسرانا ... لم لا يكتب لنا الله النصر عليهم في المواجهة ؟ ! . أمتعض ابا دعدوش من السؤال , تغيرت تعابير وجهه , فقال بغضب : - انها العدوى ! . - أي عدوى يا أبي ؟ . - بالأمس كانت امك الملعونة تفكر ... واليوم ها انت تفكر . - الا يجب ان افكر ! . - التفكير حرام يشكك بالله ويثير الشهوة ويطلق الفتنة النائمة . - لكني انسان ... قاطعه ابوه ولم يكمل كلامه : - لولا انك ابني الوحيد لقتلتك الان . تدخل احدهم مخاطبا دعدوش : - كي تكون داعشيا ناجحا ... يجب عليك ان تترك التفكير ... التفكير سلاح من اسلحة الشيطان الرجيم ! .
|