سبحان مغير الأحوال؟

كنا نعيش في مجتمع يعتبر الرشوة من الجرائم المخلة بالشرف وان كانت كذلك في القانون حتى الآن واذكر أن مفوض شرطه حكم بالحبس لمدة ستة أشهر لتقاضيه لرشوه مقدراها ربع دينار من احد المواطنين وفي اليوم الذي انتهت محكومتيه انتقل هو وعائلته للعيش في مدينة أخرى خجلا من الناس لأن ألحياء وشرف المسئولية من تقاليدنا يوم ذاك ...نعم أقول يوم ذاك لان اليوم تغيرت المفاهيم فصار المرتشي والفاسد هو الآمر الناهي وينهض له الكثير احتراما وتبجيلا لأنه صاحب حضوه وله علاقات واسعة مع رؤوس كبار.

أما مفهوم الوطنية فلم يكن هناك من يجاهر بعدائه لبلده والتجسس عليه لمصلحة الأجنبي لأنه سيفقد رقبته فورا ودون هوادة لأن خيانة الوطن من الكبائر ولم يجرؤ على القيام بهذه الأعمال الا نفر قليل ولغايات سياسيه واقتصاديه.

اليوم باتت المجاهرة بالعمالة هي الوطنية بذاتها وصار الوطني ممن يتمسك بوطنه وسيادتها هو العميل ليس هذا وحسب فيكفي أن تقول أن امريكا كذا وكذا حتى تفتح عليك نار جهنم و تشتم جهارا نهارا وبمقالات تنشر عبر وسائل الأعلام وكأنك سبيت العنب مثل مايقال واي شتائم تقرأها، شتائم لاذعة لا يتفوه بها إلا اولاد ألشوارع وتدلل على كون صاحبها في الدرك الأسفل من الحضيض ألأخلاقي لأنك أبديت رأيا دون ان تشتم أحدا.

كونوا عملاء وهنيئا لكم بعمالتكم وما تكتبوه بالدفاع عن أمريكا صار يعتبر تعبير عن رأي وليس عماله ودعونا من القيم والوطنية والأخلاق ولنأتي إلى أصول النشر فلسباب يعتبر إخلال بأصول النشر عبر الصحف سوى كانت ورقيه او الكترونية ولماذا لاتعبر عن رأيك دون ان تشتم الآخرين فهل الشتيمة تطفىء نار الغضب التي يملئ صدرك ضد الآخرين لأنهم يقولوا أن أمريكا دوله محتله وغازيه ولماذا تكون أنت كالدلال الذي لا يبيع وصاحب المال يبيع فالسيد بوش اعترف أولا بأنها حرب صليبيه جديدة وحينما نصح استدرك وقيل زلت لسان من السيد الرئيس واعترف في مجلس الأمن بأن أمريكا دوله محتله للعراق فمتى كان المحتل للبلد صديق وفي يستوجب الاستماتة في الدفاع عنه أكثر من الامريكين انفسهم.

طيب فلنكون كلنا عملاء لأمريكا ولكن لتقنعني فقل لي ما قدمته أمريكا للعراق غير الخراب وتدمير البنى التحتية حتى في المناطق التي لم تشهد مقاومة المحتل وهدمت كل شيء عدى وزارة الشريان الابهر بلنسبه اليها وهي وزارة النفط فهل العراق وزارة نفط فقط.

اتقوا الله وثوبوا الى رشدكم فمن كان منكم متدين سوى كان سنيي او شيعي ليستمع الى مرجعيته وما هو تقييمها لأمريكا وان كان لايهمه ما تقوله ألمرجعيه فليسجل في كل مقاله يدافع فيها عن أمريكا ويشتم الآخرين تلك الشتائم القذرة التي لاتدل إلا على مستوى صاحبها الأخلاقي ان يكتب لنا ما قدمته أمريكا للعراق وليفسر لنا لماذا ظلت ساكتة عن احتلال داعش للرمادي والفلوجه لمدة سنه كامله ولماذا سكتت عن الموصل ولماذا قالت إن الأمر عراقي ولانتدخل فيه ثم عادت تدخلت حينما وصلت داعش على مشارف اربيل.

نحن لانكره امريكا كشعب بل نجله ونحترمه ونتطلع الى ان يكون بلدنا كأمريكا من حيث حرية المواطن الأمريكي والشفافية الموجودة وحرص أمريكا على مواطنيها فقد تشن حرب من اجل مواطن أمريكي واحد ونحن نقتل ونرمى في المزابل والامر لايعني احدا من المسئولين ونريد ان نمد يد الصداقه الصادقه اليها ولكن بشرط عدم ألتدخل في شؤوننا الداخليه ولانملك الا ان نقول لهؤلاء العملاء سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.