مسؤولون بالجملة على طاولة العبادي بأنتظار الاقالة او الاحالة

القرارات الاخيرة التي اتخذها رئيس الوزراء بشأن القيادات الامنية تركت اثراً طيبا في الشارع المحلي ولعلها اسهمت في اعادة الثقة للمؤسسة الامنية العراقية ، واليوم ينتظر الشعب العراقي قرارات اخرى تتعلق بأعفاء القيادات الفاسدة وغير الكفوءة في مفاصل وزارة الداخلية والمخابرات واعادة تقييمها بما ينسجم مع مؤشرات اداءها بعيدا عن درجة الولاء والقرب من مصدر القرار كما كان يحصل في حكومة الحاج نوري المالكي

اعادة رسم الخارطة في المؤسسات الامنية لايكفي لتصويب الاداء في المؤسسات الحكومية بل يحتاج الى تغييرات اخرى جرئية في المؤسسات المدنية التي لاتقل شئناً عن المفاصل الامنية ولاسيما منها الهيئات المستقلة ، التي بات بعضها مرتعا للفساد واضطهاد الموظفين والخصوم وكأن عملها انحصر في متابعتهم من دون غيرهم فضلا عن ان بعضها وبحسب المؤشرات التي تصدرها هذه الهيئات نفسها سجلت انخفاظا في ادائها على الاصعدة شتى .

حين تدفع الحكومة مليارات ضمن موازنتها الاستثمارية والتشغيلية الى مؤسساتها فأنها تهدف الى تحسين اداءها في المجال الذي كلفت به ، لكن حين تكون النتائج مخيبة للامال وعكس التوقعات ، فهذه علامة من علامات الفشل ومؤشر على عدم جدوى هذه الهيئات في انجاز مهامها على وفق الدستور الذي اسست بموجبه .

ومنذ سنوات ونحن نرى امام عيوننا تضخم الثروات لعشرات الشخصيات التي اسند لها مناصب تنفيذية من دون حساب على الرغم من وجود قوانين تحاسب مثل هولاء سواء كانوا في الوظيفة ام خارجها.

ومنها قانون من اين لك هذا ؟ وبأي وسيلة تم جمع هذه الاموال ؟ هل تم جمعها عبر السرقة وطرق الاحتيال ام كانت عن طريق العمولات الكبيرة التي استلمها بعض المتنفذين جراء شغلهم مناصب حكومية ؟ ، الطرائق كثيرة ومتعددة وللسراق فنون واذرع وسلطة عبرها تملكوا المال الحرام وتسببوا في زيادة معاناة الشعب العراقي .

والجمهور العراقي اليوم لايتمنى من العبادي تأخيرا ولو ليومٍ واحد بأبقاء هولاء في اماكنهم ، لان بقائهم يعني مزيدا من السحت الحرام ومزيدا من الظلم للابرياء ، وندعوه للاقتداء بالامام علي ابن ابي طالب "ع " حين جاءه رجل يطلب منه التريث في عزل بعض الولاة الفاسدين حتى تستقر الاوضاع ، فرد عليه سيد الوصين لن اصبر عليهم ساعة انهم فاسدون ولابد من تغييرهم ، وندعوك اليوم يارئيس الوزراء ان تقتدي بمبدأ الامام علي عليه السلام وان لاتتأخر على هولاء الذين شخصتهم وأشرت على فسادهم وطغيانهم وبؤسهم وفشلهم وضعف اداءهم وتسببهم في تراجع مؤسساتهم فهولاء لامذهب لهم سوى السرقة وتنفيذ رغبات الاخرين في عملهم .