من يشتري .. من يبيع ؟ بقلم/ عبد صبري ابو ربيع


    •  

    من يشتري .. من يبيع ؟

    ومفردتي بين

    أفواه مخرسة

    ضاعت وتضيع

    ويلقاها أديب ٌ وديع

    يبيعني بأبخس

    ثمن وضيع

    ولا زلت شامخاً على المنبر

    شموخ وطني

    وشموخ علمي

    وشعبي بزحفه المنيع

    أصيح يا أهل بلدي

    هل من يشتري

    هل من يبيع ؟

    ومفردتي بأفواه مخرسة

    وآذان مغلقة

    ليس فيها من سميع

    وبعض جهلاء الحي

    يستأدب يعتلي منبراً

    والكل له مبتسم سميع

    وبعض أهل بلدي

    للغريب مطيع سميع

    وأنا يتيم ٌ حتى

    في مفردتي ...

    لا من يطبع

    ولا من يبيع

    كطائر الهدهد

    ( على عرفه )

    مهمش ويضيع

    وأسراب الزرازير لغوها

    يسمع وأثوابها

    من خز ٍ رفيع

    تتباهى بشعورها

    مثل فتاة مراهقة

    تهتز على كل

    جنب ضليع ..!

    من يسمع مفردتي

    ومن يكون لي

    بين الأصوات شفيع ؟

    ألا هل من يحملني

    على جنحين أطير بهما

    حيث اغسل قلبي الوجيع

    لا اسمع لغوا ً

    ولا دوياً مريع

    ولا من يلكزني

    بلسانه الصقيع

    تموت الأحرار

    كشموع ليل في

    ليلة من صقيع

    تراني أتقطع

    اجر نفسي مثل

    خيط ٍ رفيع ...

    والدنيا يا صاحبي

    بين أفواه طفل ٍ رضيع

    والوطن مبتلى

    بين مستذئب وبين

    حاقد ٍ وضيع

    من يوقظ فلسطين

    ومن على ابوابها

    يستشهد صريع

    فأنا مفردتي أسيرة

    أهلي وأمتي

    ولكل من استعبده

    التلمود وخفافيش الغرب

    وخفايا كل رقيع

    من يوقظ احمد واليسوع ؟

    ويشتكي موسى وألواحه

    وكيف خر الجبل المنيع

    وانا العاشق مفردتي

    وحبيبتي السمراء

    في الكرخ لا زالت

    ترتع بين الشغاف والضلع

    وحسناء تجر أذيالها

    تملأ عينيها الدموع

    واه ٍ يا بلدي

    من يوقظ احمد واليسوع ؟

    وأنا استصرخ الجمع

    هل من مجيب ؟

    هل من يشتري

    هل من يبيع

    وأنا أبو ربيع