قام الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بزيارة مفاجئة الى بغداد السبت وقال في حديث لمجموعة من مشاة البحرية في السفارة الأمريكية ببغداد "بأن المعركة مع تنظيم "داعش"، بدأت تؤتي ثمارها لكنه توقع حملة مطولة تستمر عدة سنوات. وان الجيش الأمريكي ساعد القوات العراقية والبيشمركة في "انتشال العراق بعيدا عن حافة الهاوية". وان "داعش" ليست قوة لا تقهر ولا يمكن ايقافها بل انها "مجموعة من الاقزام تتبنى في واقع الأمر فكرا متطرفا". واقول للجنرال المحترم ...لاتنسي اخطاء ادارتكم في العراق فاستفيدوا منها ولا تكرروها ثانية فمن سميتهم (بالاقزام ) هم من احتل ثلث مساحة العراق وقتل الالاف وشرد الملايين من شعب العراق وسوريا وسينهك في المستقبل الجيش المصري والليبي وحتى نيجيريا .. لقد اخطأتم ياسيادة الجنرال بما يلي - عندما اسقطتم الدولة العراقية في فوضاكم الخلاقة - وعندما تقسم القوات المسلحة الى عراقية وبيشمركة ..وهذا اعتراف بتقسيم العراق فالمفروض البيشمركة هي قوات عراقية وليست مستقلة - وعندما انهيتم جيش نظامي عمره 80 سنة بجرة قلم - وعندما استوردتم العراقيين من الخارج من ذوي الضمائر الميته وسلموتهم مقدرات وثروة هذا الشعب المظلوم - وعندما شجعتم الاحزاب والافكار الدينية والطائفية برعاية زلماي خليل تازة - عندما شجعتم دعاة التكفير في الخليج وتركيا والسعودية بفتاويهم الحاقدة على البشرية وعلى الانسانية و(على تحليل القتل والذبح الطائفي - وعندما سلمتم العراق ضعيفا منهكا على طبق من (فافون) الى ايران بعد ان عجزت بالحرب - وعندما ورطتم العراق باحتلال الكويت - وعندما حاصرتم شعب العراق وجوعتموه لمدة 13 ستة - وعندما شجعتم على اصدار دستور ملغوم زرع الفتنة بين مكونات الشعب - وعندما شجعتم على تسليح العشائر وخلقتم تجار حروب وجيوش تقاتل بعضها البعض والغيتم دور القوات المسلحة النظامية والمؤسساتية المهنية - وعندما نثرتم مليارات الدولارات على ذوي النفوس الضعيفة فافسدتموهم قيما واخلاقا وشرعنتم الرشوة والبطالة المقنعة - وعندما اصدرتم قانون الاجتثاث والذي اصبح سيف مسلط على رقاب الالاف من العوائل العراقية وقطع ارزاقهم والبعض منهم كان بريئا فدفعتموهم قسر لحمل السلاح - وعندما جعلتم استعمال الاعتقال بوشاية من المخبر السري وفي بلد ينتشر فيه الحقد والكراهية والطائفية الملعونة - وعندما استعملتم وسائل جديدة ومتطورة في اذلال المعتقليين وتعذيبهم فاسأتم لحقوق الانسان وخلقتم حاقدين على الانسانية وعلى انفسهم وشعبهم .. - وعندما سلمتم مال وارواح شعبنا بيد اناس لايقدرون حقوق المواطنين - وعندما عطلتم القوانين التي تنظم الحياة اليومية للمواطن - وعندما شجعتم دعاة تقسيم العراق من الاكراد والسنة والشيعة وحتى التركمان والمسيجيين على التمرد وابتزاز الحكومة المركزية - وعندما تكيلون بمكيالين في معالجة قضايا الشعوب ولاسيما مع الشعب الفلسطيني والاوكراني والسوري وحتى الليبي واليمني ..وتصنفون وحسب مزاجكم ...هذا شرعي فليبقى وذاك غير شرعي فليرحل وكانكم قوامون على الشعوب الضعيفة اليوم انا واثق انكم نجحتم في اقناع اعداءكم بالامس بضرورة عودتكم الى العراق و يتمنون حمايتكم ثانية بعد ان فقدوا الثقة بالساسة والقيادات والاحزاب العراقية التي نصبتموهم على رقاب ابناء العراق .. فان كنتم يا جنرال ديمبسي جاد ومخلصا لانقاذ العراق ( ولو انني اقولها وبصراحة ولا مجاملة لاحد...انني اشك في نواياكم )... - فمن وصفتهم اليوم بالاقزام لايحتاجون الى سنوات للقضاء عليهم في العراق وسوريا وانما يحتاجون الى صدق نواياكم واجراءاتكم في الداخل بين مكونات الشعب وبالخارج مع ممولي الارهاب وداعميه - العراق بحاجة الى 80 الف جندي مدرب فقط كما قدر خبراءكم وليس الملايين الحالية وغير المدربة ..وانني واثق ان اختيار ( وفق ضوابط صحية وعمرية ولياقة بدنية ) واعادة تنظيم كفيلة بتحقيق النصر على الاقزام خلال ثلاثة شهور وانقاذ كل التراب العراقي من ادران القتلة والحرامية .. - اعادة النظر في التوقيتات والخطط واهمها نشر العدل والانصاف بين المواطنين والتوزيع العادل للثروة الوطنية وعدم محاباة القوي والغني .. - تشجيع العراقيين على اقامة دولة القانون والمؤسسات - السلم الاهلي لن يتحقق بالحرب والقتال وانما بالحوار والمصالحة الحقيقية وليس بالاعلام والمؤتمرات - تشجيع العراقيين على محاربة الفساد والرشوة والمحسوبيات العشائرية ورفع الظلم عن الناس - اعلان الحرب على الطائفية والطائفيين وليس على من وصفتهم بالاقزام فقط - اجبار او اقناع الحرامية والكلاوجية والمستفيدين من الدستور الحالي على اعادة كتابته وتعديله بحيث يضمن اعادة السلم الاهلي للعراقيين ووحدة تراب العراق - وعليكم تصحيح اخطاءكم المدرجة اعلاه ..وهي امور سهلة عليكم لو صممتم واهمها البدأ بمحاكمة (بمحكمة جنائية دولية محايدة )اصدقاءكم من الفاشلين والفاسدين ممن قدم نصائح خاطئة لادارتكم قبل السقوط وما بعده وسرق واساء لشعب العراق وبقية شعوب المنطقة ممن تسمونهم المعارضة - عليكم الحذر من المنافقين والكلاوجية وقناصي الفرص وهم كثروهم من ورطنا كشعوب - عليكم نصح اصدقاءكم بحصر السلاح بيد الجيش والاجهزة الحكومية فقط ..ونصحهم بنزع الاقنعة عن الوجوه فالمقاتل الحقيقي والشريف والمؤمن بقضية شعبه لايحتاج الى قناع ونظارات شمسية .. - انصحوا القيادات من اصدقاءكم بالحفاظ على الاسرار العسكرية وعلى تطبيق مباديء الحرب التي يعرفها ويدرسها العسكريون في الكليات العسكرية وليس المليشياوية . انا اعلم ان كل المستفيدين من الفوضى الحالية ومن أضعاف الشعب والطائفية والحرامية وتجار السياسة لن يرضوا على كلامي هذا ... ولكني شخصيا اؤمن بقول الشاعر ابو نؤاس ( وداوني بالتي كانت هي الداء ) ..فما ذنب ملايين العراقيين المشردين بالبرد والجوع والعراء فهم يستحقون الرأفة والعطف والمساعدة الفورية ومن كل الخيرين في العالم ....فما ذا سيبقى منهم اذا انتظروا الوعود الامريكية لسنوات وهم يذبحون ويفجرون ويختطفون يوميا وووضع شعبنا يتجه من سيء الى اسوا ؟؟؟ اللهم اشهد اني قد بلغت .. اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتجلوا
|