مو آني ناعل دينه


وهذا شاب قد عمل في محل تجاري ايام زمان، وكان صاحب المحل يستأمنه بشكل كامل، ولكن صاحبنا كان طويل اليد، فكان يسرق من الرجل المسكين الذي نام ورجليه بالشمس، وكان صاحب المحل ورعا تقيا، فانتقلت العدوى الى الشاب، فقرر ان يترك العمل لدى الشيخ وينتقل الى العمل في محل آخر، والشيخ في هذا يمر ظهر كل يوم من امام المحل الذي يعمل فيه الشاب لاداء الصلاة، وكان الشاب يرصده، فقال للرجل الذي يعمل عنده، في ان يترجى الشيخ ليبرىء ذمته عن الفترة التي عمل معه فيها، فاستوقف الرجل الشيخ وراح يرجوه ويساومه كم يأخذ من الشاب ليبرىء ذمته، فقال الشيخ مازحا: اريد ثلاثة ارباع الدينار، فقال الرجل: كثير ، ساعطيك ربع دينار، فكان الشاب واقف خلفه، وهو يلكزه ويقول: انطيه اتلث ترباع، مو آني ناعل دينه، هذا الامر ينطبق كثيرا على العراق، ينطبق على سياسييه ونوابه واقاليمه المستقبلية الثلاثة، فقد احصت منظمات اميركية ان ارصدة السياسيين في العراق، بلغت 700 مليار دولار، وتابعت ارصدة النواب والسياسيين، فكانت حصة الكرد من الثروة 300 مليار دولار، والباقي يتوزع بين الشيعة والسنة.
اميركا تحتفظ بهذه المعلومات والارصدة لوقتها المحدد، وستفجر المفاجأة في حينها، او ربما ستستخدم هؤلاء اللصوص في عمل جديد يعقب نزوح داعش من العراق، والتقشف الذي تلوح بوادره في الافق للميزانية المتهالكة والتي تشكو العجز والافلاس سيقع على رأس الشعب العراقي، وسيجمع سياسيونا النوابغ حالين لم يجمعهما حتى صدام في جبروته، وكما يقول المثل المصري: موت وخراب ديار، مفخخات وفقر، واليك من سيصمد في وطن يجمع على ابنائه هاتين الكارثتين، ربما تكون الميزانية في جيوب النواب، والوزراء والرئاسات الثلاث، وهنا يأتي المثل القائل: بخيرهم ماخيروني، وابشرهم عموا عليه، فعندما تكون الميزانية انفجارية يأكلون مايشاؤون ويشربون ويبنون الفلل العالية، وعندما يهبط سعر النفط يتقشف الشعب، البعض من الآن بدأ يقلد داعش، ويحاول ان يمول نفسه وحركته ذاتيا عن طريق الغنائم، وربما في المستقبل القريب سنلجأ الى الغزو، والكويت لم ترحل لم تزل تجاورنا، او ربما غزا بعضنا بعضا، كل هذا يأتي لان سعر البرميل قد هبط ويتوقع الاقتصاديون انه سيستمر بالهبوط، واول شيء قام به العباقرة من ملاكي وزارات الدولة، بانهاء عقود الاجور اليومية، 25 الف دينار لاتكفي اجور النقل ستؤثر على ميزانية الدولة، والامر الثاني الذي ستتفتق عنه عقلية وذكاء السياسيين، زيادة الضرائب، احد الاصدقاء يستخدم مفردة اراها مناسبة هنا جدا، واشكره انه هداني اليها، لانه عندما يشتم احدهم يقول له : ابن الطحال، ولكم ولد الطحال، الذي لايملك سوى قوت يومه كيف له ان يتقشف؟ هل يصوم ويعتبر ان السنة كلها صيام مستحب ويهدي ثوابه مثلا الى حيدر العبادي، او الى المالكي، بلابوش ديمقراطية، يامن صنعتِ اللصوص والقتلة في بلادي، ليصل الامر الى الغنائم التي شملت اسلحة المقاتلين انفسهم، فصارت الاطلاقات العراقية غنائم، والبي كي سي العراقية غنائم، والشعب العراقي يعرف من الذي نعل دينه.