الإعلام الکوردي وإنعکاســاتـه السلبية علی المجتمع ،" ســـبايا الإيزيديات نموذجاً" |
في البداية نقول جزاهم الله خيراً کل من يقوم بالمهام الإنسانية ويعمل على إنقاذ المخطوفات والسبايا الإيزيديات من آيادي الکفر و قوی الظلام ، إن إرهاب اليوم وسفاحي العصر يحاولون إطفاء شمعة الإنسانية في جميع أرجاء العالم وبالأخص في بلاد مابين النهرين ويعملون على تفريغها من مکوناتها الأصلية وإشعال فتيل النعرات الطائفية بين مختلف مکوناتە وشعوبە من المذاهب والأديان والقوميات . صحيح إن هناك قبائل وشعوب وأديان متباينة علی الأرض منذ الأزل وهذا شئ رباني، ولکن في نظر بعض الراديکاليين والمتشدديين الدينيين إن هذا المفهوم اللإنساني ولادة غير طبيعية ، وبرأي هناك أحلام وطموحات خبيثة من وراء أستخدام أسم الدين من أجل تحقيق أهدافهم الذاتية ، وأتمنی من الکل أن ينظروا إلى المسألة بعين الإنسانية من أجل إرتياح الضمير کواجب إنســـاني، وعليە أن يفسرالإنسان بمعنی الکلمة بعيد عن الحيادية والتفريقة الراديکالية ، ويعمل من أجل الدفاع عن أخيە الإنسان من أجل العيش المشترك وتجنب فکرة سلاطين العصر، ويعتبر نفسە أحد أفراد هؤلاء المخطوفات والسبايا الإيزيديات وإنقاذهم من آيادي القوی الظلامية الإرهابية وأعداء الإنسانية وأن يتعاملوا مع قضية إفراجهم بحذر وعدم الکشف عن الأسراروالخفايا ومکان وجودهم التي عادوا منها بعد وصولهم إلی بر الأمان في أقليم کردستان بين أهلهم وأقربائهم . الإعلام الصحيح يعتمد علی صاحب المهنة، ويقوم علی جمع وتحليل الأخبار والتحقق في مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وهومبني علی المبادئ و ملتزم بالشروط الإعلامية التي تخدم وتحافظ علی مصالح الشعب وسيادة الوطن وعدم الکشف عن أسرار وخفايا البلد ، ويعتبر حماية مکونات الشعب فوق کل الإعتبارات . مع إحترامي للإعلام الکردستاني بمختلف إتجاهاتهم الحزبية وغيرالحزبية ومن يعتبرنفسە إعلامياً حراً أيضاً، لکن الجميع في وجهة نظري ليسوا بدرجة المطلوبة في خدمة شعب کردستان، وبإعتقادي بلغ الحال بالبعض منهم الی ضياع الوعي القومي من أجل حفنة من الدولارات، صحيح إن إعلام أکثرية الدول الديمقراطية ليس حراً بالمفهوم الصحيح، ولکن الحرية في وجهة نظرهم لها حدود والإلتزامات ولها قيود ومبادئ وشروط إعلامية بعيد ة عن الحيادية ، وهذە تعتبر من ثوابت سياسة البلد ولا داعي للنقاش فيها، وهنا أقول مع کل الأسف إن بعض الإعلام الکردي في أقليــــــم کردستان العراق بعکس ماذکرنا يفتقر إلی الکثيرمن الضوابط وقوانين الإعلام العالمية وبإعتقادي الأسباب واضحة لدی الجميع ولا داعي لذکرها، لأن في حالات عدة تتسرب المعلومات الکردستانية عسکرياً- أجتماعيا - إقتصاديا ودينيا ... إلخ إلی العالم الخارجي ويطرح إعلامنا الکردي علی الفضائيات بدون سرية إلی الجهات المجهولة وإعطاء المعلومات السرية والدقيقة إلی أعداء الکرد بالأخص في الظروف الراهنة من أجل إبرازنفسە وشطارتە بين الإعلام الکردستانية للأحزاب المتنافسة کمدح إعلامي دون العودة الی التحفظات والخفايات الأساسية للوطن ، أستطيع أن أقول أن الإعلام الکردي داخل الأقليم المرئية والغير المرئية علی الأکثربعيد ة عن المصلحة القومية ولا يخدم مصالح الشعب ، ويفتقرالی أبسط مقومات سياسة الإعلام العالمية إذا قارناه مع إعلام الدولي، لأن کل الإعلام الأقليم الحزبي، حيث يفسرکل واحد منهم الخبر وينشر التقارير حسب مزاجە الحزبي أوالديني والبعض منهم يفسر تقاريرهم الأخبارية لصالح الأجندات الخارجية مقابل صفقة من الدولارات الأمريکية داخل الأقليم وهمهم الرئيسي هو إشعال الفتن الطائفية بين مکونات الشعب والأحزاب الکردستانية أنفسها. برأي الشخصي يجب أن يکون الإعلام صادقاً مع نفسە قبل الصدق مع الشعب وبإعتقادي هناك جهات سياسية مجهولة خلف الکواليس تعمل من أجل تحقيق أهدافهم المسمومة ، وهنا سٶال يطرح نفسە : هل من المعقول أن وزارة الإعلام في حکومة الأقليـــــم ليس لديها خبر بما يجري عن التصرفات اللامعقولة علی شاشات قنواتهم الإعلامية " تلفزيون روداو " نموذجاً، إتجاە المواطن الکردستاني، حيث تقوم بأستضافة الأشخاص الراديکاليين والمتشديين والأستماع إلى آرائهم وأقوالهم ضد الأقليات الدينية أو أحزاب معينة بدون خوف، أليس هذا خرق أعلامي واضح ؟، ماهو سر وعدم الحس من قبل حکومة الأقليم ؟، أم كما يقال المثل " السکوت علامة الرضى ". ونشاهد بأن أحد مراسلي أحدى القنوات الفضائية و في جبهات القتال يلتقي مع قوات البيشمرگە ويعطي تقريرە الکامل والشامل بکل ما لديهم من العتاد والذخيرة وعدد الأفراد الموجودين هناك، ياتری لمصلحة من هذا ومن هو المستفيد ؟. ومن أجل إيصال صوت المختطفات الإيزيديات ومأساتهم إلی العالم وتعرفهم بالمحافل الدولية کدين کردي قديم، لە خصوصيتە الدينية ومحتاج الی المساعدة الإنسانية والعمل على أنقاذهم، فنرى بأن أحدى القنوات تستضيف شخص مسٶول يتحدث عن أسرار المختطفات وطريقة وصولهم جملا وتفصيلا، أليس هذا خبر مفرح من قبل الإعلام الکردي ؟ وهناك سٶال عقلاني و في محله، هل الکشف عن طريقة وصول وکيفية إنقاذ النساء الإيزيديات وتوضيح التفاصيل علی شاشات التلفزة وذکر أسامي الجماعات الخيّرة التي شاركت من أبناء العشائر سواء كانوا أکراد أو عربا أوغيرهم، وذکر أسم الجهة الخيرية المکلفة من قبل الأقليم، ياتری من المستفد من هذە التفاصيل؟، عائلتە أم الحکومة أم الإرهاب نفسه ؟، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض من الأخوة الکتاب الإيزيديين أنفسهم يقومون بلقاءات ويکتبون قصص مستمرة مع السبايا والأشخاص الفارين من جهنم قوی الظلام "داعش " ويکتبون في کتاباتهم بکل حرية وبدون إخفاء وحذف الأسرار، صحيح جمع المعلومات ضروري ولکن الحفاظ علی الأسرار أکثر ضرورة، فأرجومن هٶلاء الأخوة الإنتباە بعقلانية و التعامل مع الواقع والحفاظ علی أسراره، والأشياء المخفية وإرسالها إلی الجهات المختصة من اللجان " جينو سايد" شنگال من أجل کسب الرأي العام العالمي. وأخيرا أقول حسب قناعتي الشخصية لا داعي من الجهات الإعلامية ذکر تفاصيل والخفايا وأسـرار المخطوفات علنا علی الفضائيات و صفحات الإنترنيت ، لأن الإعلام الخاطئ يعکس سلبا علی المجتمع الکردستاني والمتضرر الأکبر هو شعب کردستان وأهالي المخطوفات وذويهم والمخطوفات الأخريات، بإعتقادي أن سـلاح الذي يقودە الإرهاب اليوم وهو الإعلام فيجب الإنتباە والحذر والمراقبة الشديدة لکي لايعکس ذلك علينا سلباً، وخير دليل علی ذلك، هي تنظيمات داعش التي نشاهدها اليوم، حيث يقومون بنقل أعداد کبيرة من مخطوفات وسبايا الإيزيديات إلی جهات مجهولة، وأختفوا بعيدا سواء داخل العراق أو خارجه، و داخل الدولة السورية في الرقة وحلب ومنهن إلی العربية السعودية وتشتتهن بين العواصم العربية الأخری، هذا ما يذکرنا بالمثل الکردي " أرادت کحل العين ، لكنها أعمتها " يا تری العتب علی من ؟ ومن يتحمل المسٶولية ؟ والمتضرر الأکبر من ؟.
|