الحرب على داعش وطرد الارهابيين المهمة الأولى

قد لا يختلف إثنان من الوطنيين العراقيين حول المهام الآنية حول طرد داعش وتحرير أراضي العراق من إرهاب داعش ومن يقف خلفهم ومن ساعدهم لاحتلال ثلث أراضي العراق في غفلة من الزمن الأغبر.



انتصارات الجيش العراقي بدت واضحة في الأيام الأخيرة على ارهابيي داعش في محاور القتال في شمال بابل وبيجي وأخيرا طرد الارهابيين من سد العظيم واكتشاف ممرات تحت الأرض للارهابيين تمتد الى عشرات الأمتار ,كما يقول الناطق العسكري مشابهة لما صمموه في سوريا فأبتدأ العد التنازلي لهم في أرض العراق ,حسب التقارير التي تبثها الفضائيات,ووصول القطعات العسكرية الى بيجي بحد ذاته يُعد انتصارا كبيرا ويفتح الطريق لتحرير تكريت والانطلاق صوب محافظة نينوى,إضافة الى الانتصارات في ديالى.هذه الانتصارات يجب أن توظف بشكل أساسي لتعزيز القدرات العسكرية عبر "التنظيف" للقيادات المترهلة والغير الكفؤة من الجيش والشرطة وتعزيزهم بقيادات مخلصة وكفؤة ومهنية وذات دراية بهكذا حروب والابتعاد عن أساليب المحاصصة والتوافقات في هذا المجال نظرا لما خلفته هذه السياسات البغيظة من تدهور أمني خلال السنوات الأخيرة,لان المناصب كانت تباع وتشترى ,وهذا ليس تجني على أحد وإنما كانت هذه الفضائح تنقل مباشرة على الفضائيات.



الأمر الذي يجب أن يُشار إليه هو الابتعاد عن كل العواطف والانفعالات الطائفية لانها لا تقود الى بر الأمان ويكون العراق وشعبه الخاسر الأول. خطوات العبادي يجب دعمها ما دامت تصب في الخيار الوطني لطرد الارهاب وتحرير الارض التي دنسها إرهابيي داعش ولابد من تُعزز بتقديم الخونة الى القضاء العسكري ,لكن العزف على وتر الطائفية وتكرار الدعوات على هذا المنوال في تأسيس إقليم شيعي في الوسط والجنوب له بداية لمخاطر كبيرة على وحدة العراق والتي يتباكى عليها بعض"الخبراء"في "شؤن الارهاب بعثي وهابي", كما كتبها هكذا الجنرال والذي يُكنن نفسه هكذا.



الأمر الثاني والمهم أن يعلم الجميع بما فيهم من يريد أن يقود الدولة من أطرافها لتعدد المرجعيات السياسية في أن يبتعدوا من الضغط على الحكومة في صرف رواتب من يشارك في الدفاع عن العراق بالرغم من معرفتهم بظروف العراق المالية الحالية وانخفاض أسعار النفط بحدود 40 دولارا وربما يستمر هذا الانخفاض ليصل الى 60-65 دولار للبرميل الواحد في الاسابيع القادمة.وبالرغم من تطوع مئات الألوف من العراقيين للدفاع عن حياض الوطن ,وعلى الحكومة أن لا تنساهم,لكن لابد من الصبر نظرا للظروف العصيبة التي يمر بها العراق,حيث يناشد وزير الدفاع الجديد جنوده وباقي القوات الامنية وأفراد العشائر بالصبر قليلا لحين دحر الارهاب ودواعشه وسوف لن يُغبن أحد ماليا ,نرى احد المعممين يناشد الحكومة بصرف رواتب المتطوعين الان ,مع علمه بالظروف الحالية لكن الضغط والتسقيط وركوب موجة الوطنية قد يربك الحكومة وربما هو المطلوب من قبل البعض.



أعتقد إن التغيرات في القيادات العسكرية أعطت زخما للقوات المسلحة بكافة انواعها للدفاع عن الوطن والاصرار على تحرير ارض العراق من فلول الارهاب الداعشي واخواته من الحواضن وعصابات الاجرام.على العبادي الاستمرار في خطواته لاعادة هيكلة القوات الامنية وإبعاد من ليس هو كفوء ومخلص.الأمر المهم والملح الآن هو تنفيذ العقوبات بحق القتلة الارهابيين وفي قسم كبير منهم من الاجانب والعرب ,وهم لم يأتوا للسياحة أو التعرف على تأريخ العراق وإنما أتوا لقتل العراقيين بكافة ألوانهم,وعلى رئاسة الجمهورية أن تصادق على تلك العقوبات بأسرع وقت كوسيلة للردع ولتطمين الشعب بأن العقاب يُطال كل القتلة من إرهابيين وعصابات الخطف والابتزازحيث ألأخيرة ازدادت بشكل ملفت للنظر وفيها يتعرض الناس للخطف لدفع أموال كبيرة كفدية,والامر المفرح إن القوات الأمنية بدأت بمسك هذه العصابات المجرمة وعرضها على الجمهور.


الخلاصة:

انتصارات القوات الامنية كبيرة ويجب دعمها,مسك الارض وطرد داعش الارهابي من العراق بغير عودة يتطلب تراص وحدة القوى الوطنية العراقية والاستمرار بخطوات جدية في اعادة هيكلة القوات الامنية ووضع القائد الكفوء والمخلص في مكانه المناسب.تنفيذ العقوبات الصارمة بحق كل الخونة والارهابيين والقتلة وعصابات الاجرام لتأمين الامن ومن ثم التفرغ لاعادة بناء العراق لكل جوانبه الحياتية والاقتصادية والثقافية والسياسية.