عشيرة الجبور .. أيام عسيرة كأيام عراقنا

لم أكن يوما عشائرياً ولم اعرف يوما قوانينها واذكر إنني حضرت مرة واحدة، فصلا عشائريا وأنا في بداية العشرينيات فاشمأزت نفسي من ألفاظ الشيوخ وتطاولهم على رب العالمين ثم الأئمة والصالحين من اجل تقليل مبلغ الفصل أو لنقل تسعيرة دم الإنسان المقتول .



لكني وجدت نفسي منساقاً للحديث عن عشيرة الجبور التي تعد من اكبر عشائر العراق فهي تبدو وكأنها افترست العراق من كثر ما تصدر ابناها للمناصب ذات الأهمية في العراق لكنها في الحقيقة تفترس أبنائها ! .



فما إن تكتب على محرك البحث الجبوري حتى تظهر لك قائمة طويلة من الجبور الذين يتسنمون المناصب العليا للدولة تبدأ برئيس البرلمان سليم الجبوري، ووزير البيئة قتيبة الجبوري، ووزير الدولة احمد الجبوري، وعدد من النواب أبرزهم مشعان الجبوري والى محافظ صلاح الدين ورئيسي مجلسين في بابل وواسط والقائمة تطول !



ولو كانت عشيرة الجبور حزبا سياسيا لكانت اكبر حزب يتولى مناصب في الدولة، ولنالها من عداوة الأحزاب ما نالها من التسقيط السياسي، هذه العشيرة التي قارعت النظام السابق وأعطت الكثير من ابناها شهداء ثمنا لشجاعة احد أبنائها الشرفاء حاول اغتيال الصنم آنذاك.



هذه العشيرة تعيش اليوم صفحة سوداء كما يعيشها العراق، فأبنائها الذي تصدروا للمسؤولية كثير منهم خيبوا الامال، فها هو مشعان الجبوري صاحب الرقم القياسي في سرقة العراقيين فيما محافظ صلاح الدين السابق احمد الجبوري "ابو مازن" يحتفظ العراقيون جميعهم بصوره وهو سجين زمن صدام !، وفي مشهد تراجيدي محزن ينظر وزير الدولة قتيبة الجبوري الى هذا الصراع بنشوة الشامت ويزود الجميع بالوثائق ضد بعض، ينتظر هلاك الجميع ظناً منه ان يخلوا له بيدر العشيرة في محافظة صلاح دين ليكون رمزهم الوحيد ! .



صورة قاتمة تعيشها هذه العشيرة الكريمة كقتامة ايام عرقنا، فعلى عقلاء هذه العشيرة ان يبادورا في تصحيح المسار وان يتخلصوا من فساد ابناء العم بانتاج رموز جديدية يشار لها بالبنان تكون في صدارة ركب هذا البلد تقوده للخير وتعمره.

ولا يبقى إلا سليم الجبوري الذي يخلو سجله من شبهة الفساد او سرقة مال عام أو جناية ، حتى انه لما اتهم بالاهاب سلم نفسه للقضاء ليحافظ على نقاء اسمه وعشيرته ووطنه ! ، كما إن الإجماع السياسي على شخصه، من الكتل السياسية، لتولي أعلى سلطة تشريعية في البلاد عد بداية لتوافق وطني شامل.



فالجبور وغيرهم أمام تحدي إبراز النماذج الايجابية لنتجاوز من فشل واخفق ، ولنخرج من التصفيات العشائرية الضيقة إلى فضاء الشعور بالمسؤولية تجاه ابن العم وابن الوطن، لننهض وينهض بنا العراق من كبوته.