نلاحظ في وقتنا الحاضر ان اي شخصية سياسية ،او دينية ،او اجتماعية ،او رياضية ،تستجمع المناصرين والمؤيدين لها في اي قضية تبرز على سطح النقاش ،واصبحت مايعرف بقضية الراي العام لها اهمية قصوى وتعتمد عليها الدراسات والتخطيطات الحديثه ،وان مقدار نجاح وفشل اي شخص او قضية ما، هي مقدار وجود من يؤيدها من الانصار والمؤيدين ،ونلاحظ ان الحملات الانتخابيه يتسابق فيها المرشحين ومن يفوز هو القادر على جمع اكبر عدد من اصوات الناخبين.
وهنا نود ان نقول ان الامام الحسين صلوات الله عليه كان يدعوا انصاره ومحبيه ،الى التفرق عنه وتركه وانه سيلاقي الموت هو ومن معه من عياله واهل بيته واصحايه الثابتين معه ،وهذا ما دعى الكثيرين الى التراجع والانسحاب ،ومن ثم استشهاد الامام الحسين واهل بيته واصحابه الذين لقوا مصارعهم بيوم الطف بصبر وثبات من اجل اعلاء كلمة الحق .
وهذا دليل اكيد ان الامام الحسين حين خرج فانه كان يطلب الاصلاح في امة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،ولم يطلب الدنيا او الحكم مثلما يزمر اعداء اهل البيت ويدعون الباطل من القول ،ويمجدون بقائدهم الزاني الفاسق يزيد عليه لعائن الله .
والنقطة الاخرى التي اود الاشارة اليها ان من يطلب الحكم والرئاسة ،لايعرض اهله وعائلته الى القتل والعذاب ،انما يسعى الى ابعادها والحفاظ عليها بمكان آمن ،ونحن نشاهد ونسمع الكثير من القادة والرؤساء حين قيامهم بثورة او انقلاب فان اول شيء يقومون به ،هو تأمين مكان امين لعوائلهم بعيدا عن ساحات الحروب وويلاتها ،الا الامام الحسين عليه السلام فانه حمل معه نسائه واطفاله واخوته ،الى ساحة المعركة ،ليحكوا للعالم ماتعرض له الامام من اذى وظلم وتقتيل على يد هذه الفئة الباغية الضالة المضلة ،فهل من يريد عرض الدنيا وملاذاتها اصطحاب اطفاله ونسائه واهل بيته الى ارض المعركه.
ان الامام الحسين حين خرج على الظلم والطغيان والاستبداد الاموي ،كان عارفا بكل مايجري ،وانه سار بهدى من الله ورسوله الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ،لذلك كان يصرح ويقول عليه السلام (لم اخرج بطرا ولا اشرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) .
فسلام عليك ياابا الاحرار وعلى اهل بيتك واصحابك الغر الميامين واللعنة الدائمه على اعدائك ومحبيهم ومناصريهم وعلى من رضي بافعالهم الى يوم الدين .
|