على جبل سنجار ...إمراة ايزيدية تقاتل داعش |
لم تكن ككل النساء وربما ،كانت من قبل واختلفت ألآن ،علامات القسوة في وجهها واضحة مع إن طيبة قلبها تسبقها للحديث ،أما تصفيفة شعرها وهندامها فلا يخلوان من الاناقة مع الالتزام بالمظهر الرسمي ،وما إن بدأتُ بالحديث معها فأول كلمة تقولها هي سنجار وكذلك أخر كلمة سنجار.
إبنة سنجار تلك المرأة الايزيدية التي هبت ليلا على سمع أصوات داعش في قريتها ،لم تنهض لتجمع حليها وحاجياتها كبقية النساء ،بل سارعت مع أشقائها للدفاع عن أرضهم وعرضهم أخذت سلاحاً وصعدت العربة لتحارب داعش ... لم ينجحوا بهزيمتهم لكنهم على الاقل نجحوا بانقاذ أسرتهم وآخرين من ظلم التنظيم المتطرف ،ليكون الجبل مقصدها ،وهناك ،شاهدت اُمٌ تُرضع صغيرها ،وهكذا في اليوم الثاني وربما الثالث ولكن بعدها نفذ الحليب من صدر تلك ألاُم بل نفذ الغذاء و لتبقى الكمية القليلة من الماء هي غنائمهم يتقاسمونها بالتساوي كل فرد يحصل على مقدار الغطاء من علبة الماء، مات الطفل عطشا، وآخر مات جوعا ،وآخر وآخر...لتعيش أيام ليست ككُل الايام وليتم بعدها إنقاذهم وإيواءهم في مكان آمن بعيدا عن جبل سنجار .... لكن لبوة سنجار لم تشأ أن تكون كغيرها من النساء بل عادت للجبل مرة أخرى برفقة عدد من المقاتلين لتساهم بتشكيل وحدة حماية سنجار وكذلك تشكيل فوج نسائي ايزيدي للدفاع عن سنجار ،قاتلت الدواعش وقتلت منهم .. وتروي جبل سنجار بدمائها وتُصاب بجروح أثناء تنفيذ احد المهمات القتالية الليلية إنها (أم دجله الشنكاليه) أول إمراة ايزيدية تقاتل داعش في سنجار... بداية حديثها كان وصفا لاحداث 3\8\2014 فقد اعتبرته اسوء كارثة إنسانية في تاريخ العالم الحديث ولم تبالغ بوصفها (والحديث لها) فما تعرض له ايزيدية سنجار على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من خطف اكثر من ثلاثة الاف إمراة وطفل ،وقتل الشباب والشيوخ ،ومحاصرة من تبقى منهم في الجبال كان عمل إجرامي بل كان السبب وراء توجه فكرها لقتال داعش كرد فعل لاعمالهم تلك .... ولم يكن لاسرتها موقف رافض فتلك الاسرة التي شاهدت الرعب في أعين أطفال ونساء سنجار وهم بين يدي مقاتلي التنظيم المتطرف لن يشعروا بالأسى ان فقدوا إبنتهم وهي تقاتل داعش ليكون شعارهم (الموت لاجل سنجار على أن لا تكون إبنتهم جارية تباع وتشترى وتغتصب). وللحديث عن الصعوبات التي تواجه المرأة التي قررت القتال ؟ تحدثت (أم دجلة الشنكالية) عن تجربتها فقد نفت وجود صعوبات تذكر بعد أن أتخذت قرارها بمحاربة داعش ولكنها اكدت وجود معوقات كقطع الطريق المؤدي الى سنجار فهذا يعيق العمل والتحرك. هل تختلف المهمات القتالية للمرأة عنها للرجل في ساحات القتال؟ بالنسبة للمرأة الايزيدية نعم يوجد أختلاف ،فهذه المرأة لم يسبق لها المشاركة في معارك سابقة ،وهي أيضا لا تمتلك اللياقة البدنية التي تؤهلها لخوض الحروب ،ولم يسبق لها التدريب على أستخدام الاسلحة الحربية ،بالاضافة لشراسة العدو الذي تواجه فهو ليس عدوا تقليديا بل هي تقاتل ضد أكبر تنظيم ارهابي على مستوى العالم . إجابتك تقودنا لتساؤل حول مشروع تشكيل فوج نسائي ايزيدي يقاتل داعش إلى أين وصل المشروع؟ وهل يلاقي تأييدا من قبل النساء الايزيديات؟ نحن مستمرين بعملنا وباب التطوع مفتوج لجميع النساء ،ولكن سبق واجبت بإن قطع الطريق الى سنجار كان أحد اسباب عدم اكتمال تشكيل الفوج بشكل كامل لحد الان ،الرغبة موجودة والاقبال جيد لدى النساء الايزيديات للانضمام للفوج وذلك لانهم سيقاتلون من أجل شرف المغتصبات الايزيديات ومن أجل قضية المرأة التي كانت الضحية ألاولى في هذه الحرب. كيف يتعامل الرجل مع المرأة في ساحات القتال ؟هل يتقبل وجودها هناك ؟ يبقى هذا على عمل وامكانات ألمراة فان أبدت شجاعة وبسالة في القتال والمشاركة بالواجبات ضد العدو فهذه ألمراة تكون مفخرة للرجل الذي بجابنها وليس مساوية له فقط ،والرجل يتعامل مع ألمراة مثلما يتعامل الرجل مع الرجل في ساحات القتال فالاثنان يقاتلون نفس العدو ولديهم نفس الاهداف . هل يتقبل المجتمع ألمراة المقاتلة؟ ليس مُهما لدي قبول أو رفض المجتمع ،لان ذلك المجتمع الذي يوافق على بيع وشراء وسبي النساء الايزيديات تحت ظله ،ولم يقدم استنكارا رسميا لحد الآن ،أجده أسوء المجتمعات ،أما بالنسبة لمجتمعنا الايزيدي فبعد ما حدث للمرأة في سنجار لا أنظر لضعاف النفوس منهم لينتقدني ،مع جل الاحترام لكل من ساندني ووقف بجانبي ،بل أسعى لخلق جيل نسائي أيزيدي مؤهل للدفاع عن نفسه وحماية أرضه. هل ألانتماء السياسي هو أحد أسباب توجهك للقتال؟ لا .. بل ألانتماء الديني والايزيدي هو سبب توجهي لقتال داعش مع اني لست طائفية ،ولكن ألافعال التي ارتكبها التنظيم المتطرف تجاه المرأة الايزيدية في سنجار كان السبب وراء توجهي للقتال وليس سبب اخر ... إذن ما موقفك إن تعرضت إمراة من المكونات الاخرى كالشبك مثلا لما تعرضت له المرأة الايزيدية ؟ أنا أعمل منذه عام 2003 ناشطة في مجال حقوق ألمراة أدافع عن جميع النساء ولا أميز بين إمراة وأخرى ولكن من المستحيل أن يتعامل داعش مع إمراة شبكية مسلمة مثلما تعامل بوحشية مع المرأة الايزيدية. بكلمات قليلة ما شعورك وانت تحاربين من أغتصب وقتل وسبى نساء وأطفال سنجار؟ ربما أغمض عيني وانا اوجه سلاحي لاقاتلهم أغمض عيني لاعود بذاكرتي لاطفال سنجار الذين قتلوا في الجبل ،لنساء من أقاربي وهم يصرخون بين يدي الوحوش من عناصر التنظيم المتطرف ،لسنجار بلدي ومسقط راسي وما حل به من خراب ودمار أضع هذه الامور أمام اعيني وأنا أحاربهم . ماذا أخذت منك أحداث 3\8\2014؟ أخذت كل شيء جميل ،طفولتي ،أحلامي ،ذكرياتي ،إنسانيتي ،أبناء قريتي مستقبلنا جميعا، لم يعد في سنجار شيء جميل بعد أحداث 3\8\2014... كلمة أخيرة للنساء الايزيديات في العالم أجمع ...؟ كلمتي للمرأة الايزيدية في العالم أجمع .. ليس شرطاً أن تأتي وتقاتلي في جبهات القتال ،هنالك جبهة للدفاع عن قضيتنا بالقلم والاعلام والقنوات الاخرى ،أوصلي صوت المرأة الايزيدية الى أعلى المستويات من منظمات المجتمع الدولي والمدني والحكومي فهذه هي مشاركتك للدفاع عن نساء سنجار وهذه هي خاتمتي ايضا |