قرية أطفال ( SOS )

مشروع قام به العالم النمساوي ( هيرمان جماينر ) في اعقاب الحرب العالمية الثانية، عام 1949 في مدينة ( إيمست ) الألمانية، لإيواء الذين فقدوا أهلهم و من يعيلهم . 

متى نرى أمثال هذا الانسان ( هيرمان جماينر ) .. الذي فيه من الشهامة الإنسانية والروح المُحبّة للخير .. هذا الإنسان الذي تحسس وجعَ الأطفال حين يفقدون الأهل والمعيل.. وهذا من جعل هم الأيتام من أكبر همومه، حرّكته عاطفته الإنسانية، فدفعه هذا الإحساس الى معالجة واقعية حين أسس مشروعه ( قرية اطفال ) . وقد انتشرت أفكاره بين قارات العالم ، ويوجد حالياً اكثر من ( 518 ) قرية أطفال، في ( 134 ) دولة في العالم . 
هذا الانسان لم يقرأ ما في كتبنا المقدسة من آيات واحاديث ، تحث على رعاية الأيتام وإيوائهم، ولم يسمع السيول الهادرة من الخطب التي تتفجر عاطفة و شفقة على الأيتام ، حتى لايستطيع الخطيب احيانا من حبس دموعه . عذرا .. انا لا أريد أن أقلل من أهمية ما وَرَدَ أو قِيل في هذا الشأن أبدا .. ولكن اقول كل هذا الزخم المعنوي المشجع لم يدفعنا الى ان نقوم بما قام به هذا الانسان النمساوي (هيرمان جماينر) . يبدو أننا أمة تحفظ الأقوال وتبتعد عن الأفعال .. أمة شفهية. والثقافة الشفهية تعتمد الكلام اساساً لوجودها، والكلام عندها يساوي الفعل إن لم يكن أفضل ... أمْا نقرأ على وسائل التواصل الإجتماعي عبارات من مثل ( من قال مئة مرة ( كذا ... )، تكتب له من الحسنات ما لا يُعد، فلا داعي أن يرحم يتيماُ أو محتاجاً، ونقرأ حملة لجمع مليون صلوات. ولكننا ما رأينا حملة لجمع ثمن مليون ( رغيف خبز ) لمن لا عهد لهم بالرغيف، او لجمع ثمن ألف ( جرعة ضد شلل الأطفال ) ترسل لشعوب يعوّق الشلل أطفالهم ، ضمن معيار ( إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . الكثير يسمع سنوياً أيام شهر محرم عن مأساة ( أيتام مسلم بن عقيل ) كمفردة من مأساة العاشر من محرم. نحزن و نبكي عليهم، ولكن ما فكرنا ببناء دور أيتام، حتى نفعّل تعاطفنا مع أولاد مسلم ولا نكتفي بالبكاء والحزن . لو حَزنت الدنيا كلها، ما آوت أوكفلت يتيماً واحداً .. ( وقُل اعملوا ... )