من المسؤول عن تهريب الغاز من بغداد الى ( داعش )

هناك مثل عربي شائع و قد يكون بيتا" من الشعر ، و مفاده ( أول الغيث قطر ) 0
و من أعلاه ، فإن بغداد بخرائبها و أطلالها الآيلة الى السقوط ، تشكو في الوقت الحاضر من شحة و غياب قناني الغاز ، حتى باتت العوائل الفقيرة على وجه الخصوص ، تستطعم الأكل من ( لفات أو سندويش الفلافل ) ، بعدما غاب الغاز عن مطابخها بفعل فاعل ، و كأن الفاسدين يتحدون رئيس الحكومة حيدر العبادي ، بمزيد من الفساد ، معلنين بفعلتهم هذه أن هنالك الكثير من الفساد القادم ! 0
أسوق هذه المقدمة ، بعدما بلغ سعر قنينة الغاز 25 ألف دينار و على رؤوس الأشهاد ، بينما سعرها الحقيقي في محطات بيع الغاز لا يتجاوز الأربعة آلاف و خمسمائة دينار ، و بالتالي فإن مسؤولية هذا الفساد يقع على عاتق المجالس البلدية في بغداد ، كونها مسؤولة عن موزعي الغاز في مناطق بغداد ، و الذين لا يبيعون هذا الغاز الى مناطقهم ، و إذا ما أرادوا ذلك فإنهم لا يلتزمون بالسعر المحدد إليهم ، و هو (ستة آلاف دينار ) ، بل يبيعونه بأضعاف مضاعفة ، و بالمناسبة فإن هذه المجالس البلدية ، هي أيضا" مسؤولة عن مولدات الكهرباء الرسمية و غير الرسمية ( الأهلية ) ، و اصحاب هذه المولدات لا يلتزمون قطعا" بالسعر الرسمي و المحدد للأمبير الواحد ، و إنما يحددون سعر الأمبير على هواهم ! 0
و عليه فإن السؤال الراهن ، لماذا إختفى الغاز من مناطق بغداد ، و لماذا إختفت مركبات بيع الغاز ؟ ! ، و الجواب مثلما هو بات شائعا" ، هو أن هذا الغاز و حسبما سربت مصادر أمنية خاصة لوسائل الإعلام العراقية ، أصبح يُهرب الى ( داعش ) ، و تحديدا" من بغداد و بمعدل ( 1400 ) قنينة في اليوم الواحد ! 0
و بالتالي لا أدري كيف أن هؤلاء المهربين للغاز من بغداد الى ( داعش ) ، يمتلكون كل هذه الوسائل اللوجستية و التغطية الأمنية و الحكومية في عملهم هذا ؟ ! ، الأمر الذي يدفعني الى القول أن ( مافيات ) حزب الدعوة الحاكم ، ما تزال تتحكم في وسائل الفساد المستشرية في العراق ، لا سيما و أن رئيس الوزراء ( الجديد ) حيدر العبادي ، هو من الطينة نفسها ، أي هو من قياديي هذا الحزب ، كما يدفعني هذا الأمر أيضا" الى القول ، كيف يريد العبادي القضاء على ( داعش ) ، و في الوقت عينه ، يقوم ( أزلام ) الفساد المعروفين من لدنه ، بتغذية مصادر الطعام لهذا التنظيم الإرهابي ؟ 0
المهم أن الكثرة الكاثرة من سكان بغداد ، أخذت تعتاش على ( لفات و سندويشات ) الفلافل كما ذكرنا سلفا" ، بعدما غاب الغاز عن مطابخها ، بينما عناصر ( داعش ) راحوا يستذوقون الطعام الساخن و الطازج .. و بالتالي مفارقة عجيبة و غريبة ، نضعها على طاولة رئيس الحكومة حيدر العبادي ، و هو في أول عهده !