حينما نقرأ ، على عجَلٍ أو برويّة ، ما يكتبه أو " يخمطه " أصدقاؤنا في فيسبوك من أماكن أخرى ، نرى الدنيا على حقيقتها : " كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون " ! نحن جميعاً فرحون بما نعتقد أنه يستحق أن نفرح به و ننقله إلى الآخرين ، بغض النظر عن مدى استيعاب أو فهم الآخر له . أي ، أننا لانحاول " تقمُّص " فهم و إدراك الآخر لما كتبنا أو " خمطنا " لكي نحسّن من كتابتنا المستقبلية أو " نخمط " مايستحق الوقت و الجهد اللذين تستهلكهما عملية " الخمط " المباركة ! نعيش ، تقريباً ، في عالم واسع من سوء الفهم و التفاهم ، لكننا لا نهتم و لا نكترث أو نعبأ . تذكّرنا هذه الحال بسوء فهم وتفاهم ناشىء عن اختلاف حرف أحياناً ، فكيف بكلمة و عبارة و مفاهيم كبيرة ، طويلة و عريضة . تفتقر اللغة العربية إلى حرف " پ " ( P ) فيضطر المتحدثون بها إلى استبدال حرف " ب " ( B ) العادي به . ولكن هذا الإستبدال يوقعنا في حيص بيص ، عند تحدّثنا بالإنگليزية مثلاً . فعندما نريد أن نقول " أصلّي " يلزم أن نقول " pray " . فإذا عجزنا عن تلفُّظ حرف " P " كما ينبغي قلنا " bray " التي تعني للأسف أننا في صدد النهيق ! وذات يوم ، أراد عراقي أو عربي إيقاف سيارته في شارعٍ بلندن ، ولما لم تكن هناك أية علامة مرورية تبيح أو تمنع التوقف هناك ، أراد أن يسأل أحد المارّة : - هل يمكن لي إيقاف سيارتي هنا ؟ أجابه الرجل بكل بساطة : - يمكنك طبعاً النّباح حتى الصباح ! كيف حصل ذلك ؟ لقد وقع الرجل الإنگليزي في سوء فهم و تفاهم رهيب ، لم يتسبّب هو فيه : سأله صاحبنا : - Can I BARK here ؟ فأجابه الرجل : - Of course you can BARK until morning ! و كان سبب سوء الفهم و التفاهم تغيير حرف واحد فقط . فكلمة PARK تعني التوقّف ( إيقاف السيارة ) . بينما تعني كلمة BARK النّباح !
|