عن دورة خليجي ٢٢ ... اعلاميا


ليس المنتخب الكروي الوطني وحده الذي لم يوفق في بطولة خليجي 22 الكروية المقامة حاليا في الرياض ، بل المنتخب الإعلامي العراقي أيضا ، رغم أن الوفد الذاهب هناك كان أكبر وفد رياضي وإعلامي عراقي مشارك على صعيد الدورات الخليجية ،على حد علمنا ، لحد الآن ..
الحضور الإعلامي في الساحة الخليجية ،رغم الكم ، كان شبه غائب وغير فعال ، إن لم نقل كان سلبيا ،نوعا ما ، في هذه الدورة ، بحيث لم نكن نشعر أن العراق كان حاضرا هناك إعلاميا ، أو لم يكن موفقا في توضيح صورة الإعلام العراقي وتأثيره ، بل لم يكن قريبا ومقنعا للجمهور العراقي والخليجي على حد سواء .. يضاف له غياب واضح للإعلام العراقي الرسمي الذي تعامل مع الدورة وكأنها غير موجودة ، بدليل أن القناة الرياضية العراقية الرسمية التي لم تنقل حتى مباريات منتخبنا الوطني في الدورة واكتفت ببعض البرامج التحليلية التي بدت باهتة مع ضيوف يبدو أن لديهم مشاكل مع المدرب والإتحاد ، أو مع ضيوف (مجاملين) لم يضيفوا شيئا سوى ملء وقت البرامج لا أكثر !! مقارنة ببرامج القنوات الخليجية التي استقطبت اهتمام الجمهور العراقي قبل الخليجي ، كونها تجيد لعبة الإعلام في هكذا مناسبات ، بينما لازلنا نتصرف وكأننا مبتدئين في أول السلّم .
أين المشكلة ؟

المشكلة البارزة في الموضوع _ بتقديري المتواضع _ أن الفساد قد تغلغل في الأوساط الإعلامية أيضا وبدأ ينخر ، شأنه شأن الفساد السياسي والإداري والمالي الضارب أطنابه في البلد ، وأولى مظاهر الفساد أن الكثير من هؤلاء الإعلاميين المشاركين في خليجي 22قد ذهبوا للنزهة لا أكثر ، وفق علاقات شخصية أو محسوبية مرتبة سلفا ، دونما استحقاق وتأهيل وإعداد ، ليضيف هذا الإعلام خيبة أخرى مضافة لخيبتنا الكروية.

وإذا كانت بعض الأوساط الإعلامية قد شنّت حملة على المستوى الفني لمنتخبنا الوطني قبل البطولة وبعدها ، فحري بنا أن ننتقد هذا الإعلام أيضا على أدائه البائس فيها ، وكان عليه أن يقدم أفضل مما كان ، وقد يكون سببا مضافا للأسباب التي أدت إلى خروجنا من الدورة بهذا الشكل الغريب المؤسف، ومن المعيب أن يتهرب الآخرون من تحمل النتائج حين نفشل ، ويكونوا حاضرين في موسم النجاح فقط .. نعم لا يتحمل الطاقم الفني وحده نتائج الفشل ، بل الطاقم الإعلامي العراقي المشارك أيضا يتحمل جزءا من هذا الإخفاق ، لأنه لم يعرف كيف يتعامل مع هكذا منافسات ولم يتقن أداءه بشكل سليم .


أخيرا نقول .. هذه الدورة ليست نهاية المطاف ، ولدينا استحقاقات آسيوية مهمة قريبة ، وعلينا التهيؤ ليس _كرويا _ فحسب ، بل إعلاميا أيضا ، فالإعلام أصبح علما وليس عشوائيات تحكمها المصالح والعلاقات والنزهات خارج البلاد !
ونحن نأمل الكثير من هذا المنتخب البطل الذي حقق الكثير من الإنجازات السابقة التي ألهبت مشاعر الجماهير وأطعمته فرحة الإنتصار.