هل ان الحكم على العلواني استهدافا للعبادي ؟

المتابع للقرارات التي اصدرها القضاء العراقي يلحظ فيها شيئاً من الغموص وعدم الوضوح وقد تبدو في احيان كثيرة مشوشة ، فالقضاء اصدر حكما بالافراج عن النائب مشعان الجبوري واطلق سراحه في محاكمة صورية لم يتجاوز زمنها احدى عشر دقيقة بحسب ماذكره نائب رئيس الوزراء حين كان رئيساً للجنة النزاهة ، على الرغم من ان القاصي والداني يعرف النوعية التي ينتمي لها مثل هذا النوع من البشر ، فسيرة حياة الجبوري تؤكد انه لم يترك فرصة إلا واستثمرها لاسهام في تمزيق وحدة الشعب العراقي ، واتخذ من قناته الارهابية " الزوراء " حقلا لتعليم صناعة العبوات ، وليس الجبوري هو الوحيد الذي شمله التسامح من قبل القضاء العراقي ، بل هناك شخصيات سارقة ومختلسة حظيت بدعم المؤسسة القضائية ، ويأتي هذا التساهل مع شخصيات معينة والتشدد مع اخرى جزء من صدى الحكومة في تسييس القضاء .
بعض المراقبين يشيرون الى ان حكم الاعدام بحق العلواني جاء ليس لان لائحة الاتهام الموجه له متكاملة ، بل لان القضاء مازال يخضع لسطوة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، وانه اي هذا الحكم جاء لاضعاف تأثير رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في اداء مهامه والتشكيك في قدرته على خلق جوا من التفاهم مع العشائر التي تقاتل الارهابين .
فلماذا لم يرجئ القضاء العراقي النطق بالحكم الى وقت ربما يكون افضل من اليوم لاسيما وان الشكوك مازالت تحيط بالمؤسسة القضائية التي فقدت هيبتها وسموها بين الناس فلم يعد القاضي كما كان في السابق يحظى بثقة الناس ، وليس الجبوري والعلواني هما الوحيدين الذين شملا احدهم بالتسامح والاخر بالغضب ، بل ان القائمة تطول وتطول والزمن يسير ايضا بالوتيرة نفسها والمظاليم يقبعون في سجون المالكي الذي نتظر محاكمته قريبا جدا .
وكوني استاذا جامعياً وانتمي للطائفة نفسها التي ينتمي لها العلواني لكني لا اعتقد بأنه كان موفقا في خطابه السياسي ، وكثيرا ما اسجل عليه اعتراضات على خطابه الاعلامي ، وانه وقع في اخطاء تصريحاته ، لكن كل ماقاله لايساوي مثقال ذرة مما قاله وصرح به الجبوري ، لكن القضاء اشعرنا انه مسيس وان قبضة رئيس الوزراء السابق مستمرة.
ويؤكد بعض المضطلعين ان نوري المالكي يمتلك مذكرة قبض اصدرتها المحكمة الجنائية ضده المحمود بتهم اعدام عراقيين في زمن النظام السابق وان القاضي الذي اصدر تلك المذكرة هو ( علي الربيعي ) لذا فأن المحمود سيبقى وفيا لولي نعمته وعلى العبادي الاسراع في تحجيم مثل هولاء الولاة الذين باعوا ضمائرهم لاجل رضا الحجي ابو اسراء .