لله دركم ايها النازحون |
الملايين .. الملايين من ابناء شعبنا الحبيب تهجروا من بيوتهم ونزحوا من مدنهم ومناطقهم وتقطعت بهم السبل في صحارى وجبال ووديان ذات متاهات وتعاريج خطرة مرعبة ليس فيها لا آن ولا ودان فجاعوا وعطشوا , بردوا واحتروا , خافوا وارتعبوا , عانوا , وفجعوا , تضعضعوا من الويلات , لماذا ؟؟ وما هي الاسباب ؟؟ انهم لم يفعلوا شيئا وبصراحة لم يكن لهم ذنب في كل ما حدث ,لكنهم ذاقوا الامرين وتغربوا في وطنهم !!! بكوا دموعا شقت عنان السماء وتبعثرت ارواحهم قبل اجسادهم ,نساء ورجالا ,شيوخا واطفالا ,عاشوا وما زالوا يعيشون في رعب لم يشهده احد واصبحوا يدورون حول انفسهم ويتساءلون ما الذي فعلناه حتى يحدث لنا كل هذا ؟ اشلاء اصبحنا بعد ان تمزقت عوائلنا, تبخرت سبل معيشتنا وتاه رزقنا فتشتت مساراتنا وبحت اصواتنا .. نحن بشر , نحن بشر .
حر ولهيب شمس وعقارب تطارد طفلا صغيرا يستجدي لقمة يسكت بها جوعه .. لوحة حزينة يتفرج عليها العالم كله من دون ان يحرك ساكنا !!! .
طفل يتحسر واخر يموت وامرأة سكنها الوجوم من الالم والخذلان ورجل يتبارى مع نفسه كي يغلب انكسار كرامته والايام تمضي من دون ان تكون هناك بارقة امل قريبة تعزز ما تبقى عندهم من رغبة في الحياة .
اسمال خيم تتكدس في داخلها عوائل تتصبب عرقا وترتجف زمهريرا ,ليلها طويل لا يعرف مستقرا تلتحفه جيوش من الهموم والقهر, يدللها العوز والآلآم , يداعبها بلؤم الخطر .
لا استطيع ان اكتب اكثر لاني ومهما كتبت فلن اقدر ان اعبر عما يجيش في صدورهم من الم ومرارة ونحن نعرف جيدا ان كل ما نقدمه لهم لا يساوي لحظة دفء في بيت صغير يجمع انفاسهم شهيقا وزفيرا ويدعم احساسهم بانهم ما زالوا على قيد الحياة في وطن لهم فيه حقوق وهوية انتماء مواطن من ابسط حقوقه ,الامن والامان اللذين تبخرا في ليلة وضحاها بعد ان اختلط الحابل بالنابل وساد الهرج والمرج في كل مكان فضجت الدنيا وحدث ما حدث لتتقافز اعداد المهجرين والنازحين حتى وصلت الملايين الذين لا حول لهم ولا قوة .
صرخة اطلقها لكل العالم , مدوا اياديكم لنا كي نتعاون وننتشلهم مما هم فيه ,لنتحد ونكن يدا واحدة للم الشمل ومساعدتهم ,كل حسب قدرته والله لايكلف نفسا الا وسعها , ونحن بتآزرنا ووقوفنا صفا واحدا سنقدر ان نمد يد العون لهم ونعينهم على ما هم فيه حتى تستقر الامور ويعودوا الى ديارهم ولسان حالهم يقول.....
بلادي وان جارت عليٌ عزيزة واهلي وان شحوا عليٌ كرام |