الثيَشمةرطة... لمن لا يعرفة

 

كل مجتمع من المجتمعات البشرية و على مر التاريخ يفتخر بما قدمه ابناءه‘ من خدمة جليلة للإنسانية و يعلو به هامته و يشعر بأنه قدم شيئاً ولو قليلا الى الحضارة الانسانية , وأن ما افتخرنا به ولازال نفتخر هي تلك الشجاعة الفائقة التي يبديها أبناء شعبنا الكردي الذين ناضلوا بكل بسالة شتى المظالم وأنواع الأضطهاد من أجل حقوقه ، إنهم (الثيَشمةرطة) الذين يفدون بأغلى مالديهم و يضحون بدمائهم الزكية في سبيل وطنهم و شعبهم , تلك الكلمة التي تنهار بمجرد نطقها كل الحصون و القلاع و يهزم أقوى الجيوش و تدمر أحلامهم الواهية بتدنيس أرض كوردستان الطاهرة , هذا الثيَشمةرطة الذي لايعرف الكلل أو الملل ولا الصعاب و لا الخجل , خلق ليقاتل و يدافع و ينتصر و يضحي و ينير درب شعبه نحو العلا و الافاق الرحيبة , فاالليل عنده نهار و يعشق السلاح كعشق العذراء لحبيبها ويتمتع بشم البارود ويجد فيها اللذة ، فهو القلعة الحصينة بصدره و الجبل الشامخ بقامته و سيد الغابة بضربته عنيد مثابر صبور بشجاعته , كبير بعطفه و حنانه , بكل قطرة من عرقه يهتز قوى الشر و الظلام و تصبح كالفئران في جنح ظلام الليل و بقطرة أخرى يصنع الحياة على المحبة و التفاؤل و الحنان .

فانهم الابتسامة على وجوه الابرياء من الاطفال و الامهات , و الأمل كل الأمل معقود بهم و على أكتافهم تحمل أمنيات شعب صامد أبي , فأنه صبور كصبر أيوب , لا وجود للتراجع و الهزيمة في قاموس حياته , يرى في عيونه أقامة الدولة الكوردية التي هي أمل و هدف كل كوردي و على جبينه مكتوب أما الموت أو كوردستان بحروف من الذهب و الماس , و بخطاه ترسم بالنور مستقبل هذه الأمة ، و في ظله تجد الأمن و الأمان وأمامه ليس بمستحيل و صوته لشعبه ترسم سمفونية غنائية و لأعداءه كزئير الأسد لايعرف الشفقة تضرب بيد من حديد و يزلزل الارض من تحت أقدامه و يمطر من السماء بالنار عليه , يجعل حياته في أخر أيامه و لحظاته , يندم لمقاتلته لكن هيهات هيهات فالندم لاينفع ... فمهما كتبنا فان الكلمات تعجز و القلم لايقدر أن يعبر عن مايملكه هذا الرجل (الثيَشمةرطة) من معاني سامية و قيم أخلاقية خالدة و صفات انسانية فأنها لاتساوي قطرة عرقه الذي ينسال ليرتقى بشعبه نحو العلا و يكفينا ذلك ان ننحني بطول قامتنا أجلالاً و إكراماً لهذا الرجل العظيم الذي يضحي و له منا كل الاحترام و التقدير .

 

و(الثيَشمةرطايةتى) مؤسسة تربوية جعل هدفها خدمة الوطن و فداءً له و شعارها ( الاخلاص – الفداء – التضحية حتى النصر) فانها مدرسة بل جامعة في أرقى مستويات العلم و المعرفة و بناء الانسانية التي لاتعرف الظلم و الاضطهاد , و تخرج منها العديد من الاسماء الذين كانوا و لايزال نجوماً لامعة في سماء كوردستان و يفتخرون بإنتمائهم لهذه المدرسة العريقة بأصالتها و منهجها أما كوردستان دولة علمها يرفرف بين الاعلام بألوانه الزاهية او الموت و يبقى القلعة الحصينة و السور القوي كلما مر عليه الزمن اصبح اكثر صلابة وعزاً وأكثر بهاءً كالأثار, و قدموا الألاف من الشهداء الذين نقف أمام ثراهم بكل إجلال و إكرام , و نعاهدهم اننا على دربهم سائرون و لانخاف لومة لائم , و مهما نقدمها لهم لاتساوي قطرة من عرقهم . اليوم أصبحت هذه الكلمة نبراساً في العالم الديمقراطي يثنون عليها و عند الأعداء يخافون منها لأنه بات يقاتل نيابة عن المجتمع الدولي هذه الجماعات الارهابية التي لاتعرف للأنسان قيمة أو للدين و الاعراف مكانة و أثبت التاريخ و الاحداث على أنه قوة نظامية تحارب وفق المعايير الدولية و الشرعية وخلق لمساعدة الملهوفين المظلومين أينما كانوا