كغيري من العـراقيين أصابني الإحباط وأنتابني الحزن وأنا أرى المستوى الهابط للفريق العـراقي في خليجي 22 في الرياض والذي كان ممـراً لكل من فرق الكويت وعُمان والإمـارات نحو الصعود للدور الثاني وخاصة فريقا عٌمان والإمـارات اللذان كانا في سابق الزمن ممـراً لنا نحو البطولة وأضحى الأسود بدون مخالب و لا أنياب !

الحق يُقال إن تطـور الفريق العـماني حاز على إعجابي كما هو الفريق اليمني الشاب , أقول هذا بعد أن تابعت المباريات وتمعنت في سرعة تناقل الكرة والتكتيك والتكنيك الذين إمتازا بها الفريقان مما جعل الأنظار تتجه إليهما , أمـا الفريق العراقي " العريق" فكان أداءه مخيباً للآمـال بل أستطيع أن أقول مخزياً وكإن الفريق لم يمارس كرة القدم في النوادي بل في الحارات والأزقة ! لم يكن للتكنيك أو التكتيك صلة بلعبه ولم يكن للمدرب حكيم شاكر الذي خاض من قبل بطولات عالمية مع الفرق العراقية التي تناوب على تدريبها أثراً يُذكر على الفريق , بل كما يبدو إنه درّب الفريق على البركة – كما يقول السوريون- حتى اللاعبون المحترفون , أحمد ياسين وجستين وياسر قاسم والذين تدربوا في مدارس كروية مختلفة ويقدمون في فرقهم السويدية والأمريكية والإنكليزية مستويات جيدة وفنيات رائعة مما جعل الأنظار تتجه لجلبهم وإشراكهم في الفريق العراقي ولكن مع الأسف لم يستطيعوا أن يندمجوا بالفريق نظراً للطرق التدريبية والتي تضعهم فوق مستوى التدريب " الحكيمي" فيضيعوا وسط فوضى " الخطط" التدريبية المرتبكة والتي لا تعتمد أي نمط أو مستوى لياقي أو فني , لقد خرج الفريق العراقي رغم التوقعات في أن يكون طرفاً في المباراة النهائية خالي الوفاض بل إنه خيّب الآمال وأصبح أول الخارجين وبنقطة يتيمة من تعادل غير عادل كان الفريق العُماني أحق بالفوز لأنه كان الفريق الأفضل والأرقى فناً ولعباً وتكتيكاً ومثابرة , و بدون تردد أقول إن الفريق العُماني ورغم خروجه اليوم بخسارة غير متوقعة إنه الفريق الأحق بالبطولة و لا يمكن أن أنسى الفريق اليمني الذي فاجأ الجميع بمستوى جديد ووقف نداً للفرق " العتيدة" , الخسارة ليس عيباً , ففي الرياضة كل شئ ممكن ولكن ضحالة في المستوى الفني واللياقي والخططي والتكتيكي هي كل ما شهده المواطن الرياضي العراقي من فريقه , الأمـر الذي جعل كل المواطنين الى المطالبة بتغيير المدرب حكيم شاكر وبأسرع وقت ممكن و الإستعانة بمدرب على مستوى عالي من الخبرة لكي ينقذ الفريق ويرفعه من قعر المستوى الفني ليصعد به الى ما يستوجب أن يكون عليه في بطولة أمـم آسيا في إستراليا والتي لم يتبق على أحداثها أقل من شهرين خاصة وإن الفريق سيلاقي فرق متطورة كاليابان وحتى لا ندخل بكارثة كروية تجعلنا نبكي على الأطلال ! و من المضحك أن يبرر المدرب حكيم بأن غياب اللاعب الكبير يونس محمود أثّر في مستوى الفريق ولكن الفريق يضم 11 لاعباً و لا يعتمد على إمكانيات لاعب واحد لا ينتمي الى أي نادي حالياً مع الأخذ بنظر الإعتبار تقدمه بالسن و لا يمكن أن نغمط حق اللاعب الكبير بالإشادة والتقدير لتاريخه الكبير و ما قدّمه للكرة العراقية مثلما نتذكر اللاعبين الكبار من أمثال حسين سعيد وأحمد راضي وراضي شنيشل وهادي و علاء أحمد وعدنان درجال ومن قبلهم عمو بابا وهشام عطا عجاج وعلي كاظم وعبد كاظم وغيرهم والذين سيبقون نجوماً لامعة في سماء رياضة كرة القدم العراقية , على الإتحاد العراقي أن يسارع وبدون تردد بتغيير المدرب وإصلاح ما يمكن إصلاحه من تصدع وتشرذم وضياع والإستعانة بأفضل اللاعبين لكي نستطيع أن نواجه فرقاً تبزنا بمستوياتها الفنية والتكتيكية , الوقت ليس في صالحنا ووضع الفريق على الطريق الصحيح يتطلب الحسم .



كما لا أنسى أن أعرّج على أعضاء الإتحاد الذين لا يمتون بصلة الى رياضة كرة القدم و لا يلمّون إلماماً ولو بسيطاً بفنونها , علينا أن نضع الرجل الرياضي المناسب في المكان المناسب بعد أن فشلنا في أن نضع الرجال السياسيين المناسبين في الأماكن المناسبة وكذلك الكفوئين وأصحاب الخبرة والمعرفة في ميادين الإقتصاد و الأدب والثقافة لبناء العراق الجديد ورفع مستوى الشعب الحياتية ووضع حد لهموم الناس , على الأقل نفرحه في ميدان الرياضة ولكن خاب ظنه بعد السقوط المخيب للفريق العراقي مما دفع الكثيرون للمطالبة بإقالة المدرب حكيم شاكر والإسراع بتعيين مدرب أفضل للمشاركة ببطولة آسيا وتحقيق نتائج تعكس سمعة الرياضة العراقية والمنافسة على البطولة . علينا أن نُسرع في بناء المنشئات الرياضية في كل محافظة عراقية وإكمال بناء المدينة الرياضية و تعبيد الطرق وإزالة كل أنواع النفايات وتنظيم مدينة البصرة حتى نفتخر بها كمدينة مهمة , وإلا لا نريد خليجي 23 في مدينة يعمها الإهمال والتخلف وتُثير الإشمئزاز من قذارة شوارعها وفوضى طرقها .