أضاءات سوسيو نفسية ------- في أوهام البطولة الداعشية


أنّ ألذي يعتقد بهِ الأرهاب ليست آيديولوجية ممنهجة ، لأنها تفتقد الثوابت العقليّة المنطقية ، وتفتقر إلي الشرعنة الوضعيّة والقوانين السماوية ، بل تغرد خارج الفكر الأسلاموي ، أنما هي مجرد أحلام اللاوعي من اللا شعورللوصول إلى فلسفة الوجود – دون أستعمال العقل - من خلال معطيات اللذّة الدنيوية بنرجسية مفرطة في حب الذات ، وهذهِ النزوات والتطلعات الطوباويّة الخيالية أوقعتهم شرائك ييت العنكبوت – الذى هو أوهن البيوت- وسقطوا في قعر ( الأنحراف الديني) المرتبط بالأحلام حين يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ، وتكتيكهُ السياسي تدمير كل محسوس من حرث ونسل بديماغوجيّة راديكالية متشددة للوصول للهدف الأستراتيجي (الفردوس المنشود ) - بميكافيلية متطرفة مفرطة بأرتكابهِ المجازر البشريّة وتدمير حضارتهِ – أي الجنة التي وُعِدَ بها الصالحون وتمكن القادة من غسل أدمغة وعقول المريدين وأسر أراداتهم مغناطيسياً ، وأعتبرت هذهِ الآيات جوائز مغرية لنتيجة الأختبار ألذى هو "الأنتحار" بتفجير نفسهِ وسط أبرياء من البشر{ مثل الجنة التي وُعِدَ المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمهُ وأنهارٍ من خمرٍ لذّةٍ للشاربين وأنهارٌ من عسلٍ مصفى لهم فيها من كل الثمرات(محمد/15) ، وفي العقيدة الأسلامية الحور العين هنّ نساء أعددن لأصحاب الجنة من الرجال يفوق جمالهن الوصف ، وثبت في السنة النبوية الشريفة أنّ "للشهيد 72 من الحور العين" ، وذكرت جملة الحور العين في مواضع عديدة منها (وحورعين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة/ 22) ، ْوحرّمتْ الشريعة الزنى بالآية (لا تقربوا الزنى أنهُ كان فاحشة وساء سبيلا(الأسراء /32 ).
عند قراءة ال(سوسيو نفسية) أي الفسلجة النفسيّة للأنتحاريين عموماً يقول :رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى ( أتيل ديو ) لبنان الدكتور سامي ريشا أنّ مشكلة العنف السائد في مجتمعاتنا العربية في تزايد وتفاقم ، والعمليات الأنتحارية ترجمة للواقع المتأزّمْ وسط صراعات طبقية وفكرية وأرهاصات تصادم تلاقح الحضارات ، ويؤكد هذا الطبيب النفساني : أنّ أغلب الأنتحاريين لا يعاني من أمراض نفسيّة ، بعد مراجعة وفحص عوائلهم من الناحية الأجتماعية ، ودراسة شخصياتهم بعد أنتحارهم ، وتحليل كتاباتهم الأخيرة ، وجدتُ أنّ اللجنة المشرفة على أعداد الأنتحاريين يبعدون من هذه العمليات كل من يعاني مشكلات نفسيّة ، لأنّهمْ يخشون تراجعهم من تنفيذ العملية أو من خوف الأبلاغ لأي جهة عن هذه العملية . 
وأنا شخصياً أخالف هذا الرأي بأنّ مثل هذا الشخص الذي يقدم على مثل هذه العملية الشنيعة ليس شخصاً سوياً أطلاقاً ، بل يعاني من أنحرافات نفسية ، وخلل في تركيبته الجينية والجسدية ، وأنّ أغلب علماء الجريمة يؤكدون : أنّ المجرم شخص غير عادي ، قد يعاني من أنفصام الشخصىة وعدوانية مفرطة ، وقد يحمل عقدة الكراهية ( وها هم يقطعون الرؤوس ، ويتلذذون بالذبح ، فتكون الغاية المنشودة بلهفة الوصول السريع بهوس جنسي فرويدي إلى الحسناوات اللواتي ينتظرن هذا الغبي الملوّثْ عقلياً، وقد تكون نهاية الملهاة التراجيدية مهزوزة في مخيلته،لأني شاهدتُ فديو لمعركة في الرقه السورية { أرهابي يناشد رفيقه المجروح وهو يحتضر أخي في الجهاد هل ترى الحوريات الآن حولك ؟؟ !!} .
دوافع الأنتماء// 1 – دافع ديني" أيماني آخروي" للخلود ضمن الهوس الجنسي الموهوم المرتبط بدوافع دنيوية كالمغامرة والأثارة والرفقة ،2- الأنحراف الديني الأسلاموي المرتط بالأسلام ، يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ولكن خلف هذا الخطاب - المصحوب بالتشدد والتزمت والكراهية بعيدا ًعن الثوابت الأسلامية بسبب فتاوى الظلالة - يؤكد علماء النفس أنّ المتجهين للقتال في سوريا والعراق يخفون في عالم اللاوعي اللاشعورالباطني دوافع أكثر دنيوية ( كقسوة العيش والمطالب السياسية والرغبة في المغامرة وعدم القدرة على الأندماج في المجتمع، والأنجذاب للحرب في السير على خطى الأصحاب والحصول على لقب بطل في نظرهم . 3- الأنترنيت والتواصل الأجتماعي ألذي يبث في مواقع مخصصة في بث سموم الخطاب الأسلاموي المتطرف ألذي يزيد من نسبة التكفيروالحقد والكراهية في أعماق الشباب المتديّنْ حينها يستخدمها في تعويض نواقصهم وضعفهم وبعدها ينقلب الشاب من {التكوين العقائدي الأفتراضي إلى التجنيد الميداني } ، فيصبحون سجناء هذا الوهم .4- المنحى الأيماني في مفهوم الجنة والخلود لديهم أنّ الحياة الدنيوية ألتي نعيشها في الأرض رتيبة ومملة لذا أعتزلوها وتقوقعوا ضمن نظام فكري ضيّق ومنغلق ومتشدد ، وهذا الأحباط وتلازم مع هذا الشعورالمكتئب والحزين دوماً ما يُمكنْ مجموعة من الأحلام ألتي لم تتحقق وبالتالي تؤدي بهم إلى الشعور بالضعف تجاه الأقوى فيقودهُ شعور اللاوعي إلى الأنتحار.5- تتجلى المهمة الرئيسية لمنهجية التحليل النفسي عند فرويد {نتاجات اللاوعي بما فيها الأحلام وأزدحام الأفكار والوسواس ألتي سماها " الكوامن النفسية" ترتبط بالعوارض البايلوجية فتخرجهُ عن المألوف ( مثلاً/ الهستيريا بنظر فرويد :عبارة عن خلل عضوي + أرضية نفسية).
أخيراً/ أننا ندين بشدّة هذه الظاهرة الشنيعة الغريبة والتي أدتْ ولا تزال تحصد المئات والآلاف من الأبرياء وهدم شواهد الحضارة الأنسانية على أيدي مجموعة شاذّة منحرفة نفسياً ومختلة عقلياً مجردة من الدين الأسلامي وفاقدة الوازع النفسي والأخلاقي ، فالأرهاب أصبح نمطاً من أنماط أستخدام القوّة في الصراع السياسي ، وتحولت إلى أنماط عنيفة من السلوك الأجرامي على الأرواح والحريات والممتلكات ، وحين تكون عقيدتها ( تكفير الجميع دينيا وسياسيا وأباحة الدم وهتك الأعراض بسبي النساء وأستباحة الحرمات ) وأستفحل خطرهم حين تحولوا من الأعتقاد والتصوّرْ النظري إلى طور الممارسة والتطرف السلوكي الذي تُرجمَ إلى سياسة الأرض المحروقة في النسف والأبادة ، بأعادة ( الهلكوست النازي) على جميع البشر والديانات السماوية مقابل ألأيمان القسري بعقيدتهم . 
فإلى جانب أعلان الحرب الشاملة ضدهم يجب توحيد الخطاب الديني المعتدل ، وتسخير الأقلام الحرة في كشف زيف معتقداتهم الظلامية وتسفيه فتاواهم الظالّة ، وتجفيف حواضنهم .