لقاء المالكي ــ غول في القاهره النسخه الثانيه لاتفاقية الجزائرالمشؤومه...

قلناه مرار اياكم وثعالب السياسه.. وحذرنا مرات ومرات ان توخو الحذر من وعود انقره. لكن لم يستمع احد . والانكى ان الذين استمعوا شنوا علينا هجمه عدوانيه بتوجيه اتهامات ظالمه و مجحفه بحقنا. وكل ما قلناه بدا يتجلى وللأسف دون ان نتلقى كلمة اعتذار من المجحفين, وربما لأنهم مازالوا غارقين في غفوتهم و يستمتعون باحلامهم الورديه.

منذ مدة و البعض فاجئونا بمواقف شاذه عن الرأي العام السائد لدى الشارع الكردي المتمسك بمبدأ عدم الانخداع بالوعود المعسوله لاعداء الكرد . وقد تولدت هذه القناعه الصائبه لدى الكرد اثر خيانة شاه ايران للثوره الكرديه عام 1975 .وكما اشار اليها سكرتير المجلس المركزي السيد عادل مراد حين حذر من الانخداع بوعود انقره مذكرا بني جلدته بان وعود اردوغان للكرد تفوح منها رائحه نتننه تزكم انوف الواعين من الاكراد. فكان عادل مراد صريحا حين اعاد الى الاذهان شريط الاحداث التي سبقت اتفاقية الجزائر قائلا حثنا الشاه على عدم التوصل لاتفاق مع صدام مبديا استعداده لتمويل القياده الكرديه باسلحة متطوره ومن بينها طائرات!!!!. واقتنع من اقتنع باقوال الشاه.

فما مرت الا اشهر واذا بالشاه يعانق صدام في الجزائر ويعود الينا (بعد ان حصل من صدام ما كان يريده) ليصدر فرمانه الشاهنشاهي الجائر والداعي لأخلاء جبال كوردستان من البيشمه ركه. وخيرنا الشاه بين التوجه صوب جحيم صدام الذي كان بانتظارنا او اللجوء لمعسكرات الذل للاجئين في ايران. فتبين متأخرا للقياده الكرديه انذاك بان الشاه قد استخدم الثوره الكرديه كورقة ضغط على الحكومه العراقيه للوصول الى مآربها الخبيثه.

كان من المفترض ان تستوعب قيادات الكرد دروسا من تلك الخديعه الاجراميه لشاه ايران. وكان من الواجب للقيادات الكرديه ان يعلقوا في مقراتهم لوحه كتبت عليها المقوله الحكيمه للمرحوم الملا مصطفى البارزاني القائله (ليس للأكراد من اصدقاء عدا جبال كوردستان).

لكن الامور في السنوات الاخيره و للأسف بدأت تأخذ نفس المنحى الخطير السابق. فتوطدت العلاقات بين حكومه انقره و القياده الكرديه. وفتحت ابواب كردستان على مصراعيها امام الزحف السياسي والاقتصادي والثقافي التركي .حتى بدت كردستان و كانها ولايه تركيه تجول فيها و تصول الشركات و المسؤولين الاترك دون ان يكلفوا انفسهم عناء الحصول على تأشيره الدخول من الحكومه الاتحاديه. كالزيارة الاستفزازيه التي قام بها اوغلو الى كركوك. فبلغ حجم صادرات التركيه في كوردستان والعراق الى اكثر 10 مليار دولار واغلبها متمركزة في الأقليم. فاصبح العراق ثاني اكبر اكبر سوق للبضائع التركيه. بالاضافة الى غزو ثقافي تركي منظم اجتاح اقليم كردستان, كضخ المسلسلات التركيه ونشرالموسيقى والاغاني التركيه و فتح مدارس تركيه باللغه التركيه حصرا. و هذا الزخم من الفوائد التي كسبتها وما زالت تكسبها تركيا يوميا من علاقاتها الغير متوازنه مع الاقليم استندت على موافقه حكومة الاقليم بعد ان اقتنعت بوعود تركيا بالسماح لمد انابيب النفط و الغاز الكردستاني و ايصالها الى اسواق اوروبا من خلال الجسر التركي.

وفي المقابل كان المالكي يتربص الاحداث مكرها ويعد العده بدوره لتوجيه ضربه الى تحركات الاقليم والتي كا يعتبرها تحديات لعرشه ولسيادة العراق. فكان اول ما قام به ان اعاد ضباط بعثيين واناطهم مراكز هامه, موجها بهذا اشاره الى القياده الكرديه مفادها (تتعاون مع اعدائي اتعاون مع اعدائك. وامر المالكي بتحريك قوات دجله الى المناطق المتنازعه عليها. كما وشنت الحكومه العراقيه حمله اعلاميه شرسه على رئاسة الاقليم لم تستثني منها الشعب الكردي برمته و اضطلع المالكي و الشهرستاني بدور راس الحربه في هذه الحمله المسعوره يتبعهما اخرون من دولة القانون من اصحاب الألسنه اللاذعه .

ولم يكتف المالكي بهذا فحسب بل كان يخطط لجولة اخرى. فقد شد رحاله الى القاهره للمشاركه في مؤتمر القمه الاسلاميه . وكان للمالكي هدف لم يعلن عنه لكنه ادرجه في اولويات جدول زيارته . وهو لقاء لطالما انتظره المالكي لقاء يجمعه بالرئيس التركي غول. وجرى اللقاء بينهما فوصفته وكالات الانباء بالوديه و الصريحه. وما مرت سوى اسابيع حتى بدأت بوادر تغيير في الموقف التركي تطفو الى السطح. فقد نقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير النفط في الحكومة الاتحادية العراقية عبد الكريم لعيبي قوله يوم الاثنين 25-2، إن تركيا أبلغت العراق أنها سترفض مد أي خطوط أنابيب للنفط والغاز من كوردستان بدون موافقة حكومة بغداد.!!!

فحذارى يا ساده فالآتي قد يكون اتعس. فلا يغرنكم اردوغان بلباسه الاروبي المتحضر فالشوفينيه التركيه لم ولن تنمحي بمجرد تخلي اردوغان عن الطربوش العثماني. فها هو اردوغان يعلن رفضه منح مقاتلى حزب العمال الكردستاني عفواًَ عاما في الوقت الذييتفاوض مع اوجلان قائد اولئك المقاتلين الذن لا يشملهم العفو الاردوغاني . اي بمعني ان السجون التركيه المرعبه في انتظارهم لدى تخليهم عن اسلحتهم ومعقلهم في قنديل. الاترون ان في هذا اللبن شعره؟؟*

واخيرا, واليوم عندما يتكاثر الحديث عن الاستقلال الاقتصادي لكردستان ادعوا من الله تعالى ان لا تكون وعود انقره الحجر الاساس في هذه المعادله. ارجوكم سادتي الافاضل ان لا تعولوا على وعود انقره تريثوا و واستذكروا وعود الشاه قبل ان تضعوا كل بيضنا في سلة اردوغان . انها مقامره خطره لا تحمد عقباها , مقامرة بحاضر اخير من الماضي بالف مره مقابل مستقبل مجهول .


اللهم اني بلغت فاشهد

* مثل كوردي يقول( ئه م ماسته موويكي تيايه) اي ان في هذا اللبن شعره . بمعنى ان في الامر شيء مشكوك فيه.