بغداد – خوفا من كشف المستور عن الدور البريطاني في إحتلال وتدمير العراق، رفض النائب العام البريطاني دومنيك جريف الكشف عن ملفات حرب العراق مقررا بذلك مد الحظر على الكشف عن هذه الملفات والذي تم فرضه عام 2009 خلال حكومة حزب العمال السابقة.
وقال مكتب النائب العام في بيان رسمي إن القرار جاء بعد مناقشات مع عدد من وزراء الحكومة حينذاك ووزراء الحكومة البريطانية الحالية من حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار بالإضافة إلى زعيم المعارضة من حزب العمال إد ميليباند. وأشار إلى أن هذه الحالة الاستثنائية تم اتخاذها لحماية طريقة عمل الحكومة في بريطانيا.
وفي المقابل قال مفوض المعلومات في البرلمان البريطاني كريستوفر جراهام إن مثل هذا القرار يعد الثالث الذي يتم اتخاذه لرفض الكشف عن ملفات حرب العراق وأن هذا يزيد من الشعور بوجود معلومات تخشى الحكومة الكشف عنها في عملية اتخاذ قرار الحرب.
وقال بيان صادر عن مكتبه "يعرب مفوض المعلومات عن خيبة أمله بسبب الفيتو الوزاري الذي استخدم لإلغاء قراره السابق بالكشف عن ملفات الحرب على العراق في تفاصيل اجتماعين من اجتماعات الوزارة قبل بدء العمليات العسكرية في العراق عام 2003".
وأضاف "يرى مفوض المعلومات أن الاهتمام بهذا الأمر بين العامة يبرر الاستثناء للقاعدة العامة الخاصة بعدم الكشف عن المعلومات قبل مرور عدد معين من السنوات للكشف عن هذه الملفات الوزارية".
وتعد بريطانيا المحرض والمخطط الرئيسي لإحتلال العراق، قبل الإحتلال بنحو العام، فالوثائق البريطانية تثبت بما لا يقبل الشك أنها خططت لإحتلال العراق والسيطرة على الثروات العراقية وعلى رأسها الثروة النفطية، وفي الوقت الذي أكتفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية برمزية النصر في العراق من خلال الصورة الهوليودية في ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية بغداد والسيطرة الكاملة على المنظومة النفطية من الوزارة الى البحر مرورا بأنابيب النفط المترامية الأطراف فضلت بريطانية أن تكون المستفيد الرئيسي من الثروات النفطية العراقية، وجاءت عملية تقسيم الوجود الإحتلالي بين الأمريكان والبريطانيين، لصالح الأخير، حيث دفعت بريطانيا بأمريكا لأن يكون وجودها في المناطق التي تعيش أضطرابا مقاوميا - روبوتيا - ونقصا واضحا في الموارد النفطية، بينما حظيت هي - بريطانيا - بالسيطرة على المناطق الجنوبية الغنية بالنفط والثروات الطبيعية الأخرى.
وكان الكاتب إسماعيل مصبح الوائلي كشف في رسالته الثانية من سلسلة مقالاته (أنا والسيستاني كتاب مفتوح) ومقالاته الأخرى عن الدور البريطاني الصهيوني في التخطيط لإحتلال العراق وتدميره، وأكد أن "بريطانيا في العراق كانت ولا تزال تأكل الثوم بفم غيرها، ففي الوقت الذي تظهر رائحة الثوم بفم أمريكا وإيران ذراعي بريطانيا القويين في المنطقة، نرى أن منافع الثوم الحقيقية والفعالة تظهر على جسم الأمبراطورية العظمى التي اصابها وهن الكبر، والتي طالما تعودت العيش على دماء الشعوب المستضعفة. حيث تبين الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها مؤخرا أن النفط العراقي يشكل مسألة حيوية لأمن الطاقة في المملكة المتحدة على المدى الطويل".