إرادة الخالق أرتأت أن يكون لدى المخلوق عقلاً يستنير به طرق المعرفة وغير المعرفه،لم يكن الخالق ينظر لمخلوقاتهِ وكأنها منتهية الدوروالصلاحية،بل كانت نظرة إستباقية لكل معالم شخصية ذاك المخلوق أو تلك،وتبعاً لتطور الحالة الأنسانية وزيادة الأحساس النفسي بأن من يدير تصرفاتنا وأفعالنا هو ذاك الشي الخفي (العقل) وسرعان ماضهرت الكثير من الدراسات والأبحاث لتبين الدور الكلي لذلك الجزء الحيوي في تركيبة الأنسان،وهنا يُفترض بنا أن نكون مدركين لتلك الادوار بنفس الأهمية بعيداً عن تفسيرات رجل الدين الذي يحاول توظيف صغريات الأمور وكبيراتها لصالح مفهوم معين او مفردة يريد الأستفادة منها لأستمرار مشروعهُ الديني الذي يروج لهُ ،وبهذه الحالة ومن وجهة نظر الكثيرين لابد لنا ان نسلم بأن عقولنا التي وهبها لنا الخالق أكبر بكثير من توضيفات الساسة ورجال الدين لواقعنا الحالي،ربما الصدفة هي من جمعت رجل الدين وسياسي الصدفة في نفس المكان لأستغلال قبح الأخرين من قبلوا بسجن عقولهم في زنزانة المجهول،وأستمر العمل بين الاثنين في حالة نادرة من التناغم والتفاهم في رحلة البحث عن سجن عقول الأخرين تحت مسميات خدمة الدين أحياناً وخدمة السياسة وحب الوطن مرة أخرى،الغريب في الأمر أن مثل هكذا مشروع تشوبه الكثير من الحيل والتضليل نجح ولو بنسبة مقبولة في إستمالة الكثير من متناسي الدور الحقيقي لعقولهم وسلموا مفاتيح أفكارهم لصالح دعاة التطرف الديني والسياسي،لم يكن الخالق راضياً عن ذلك بالتأكيد لأن العقل أساس كل شي حسب المفهوم الشائع،لكن سوء التوظيف للمفردة وسرعة إستغلالها جعل من العقل البشري آلة حجرية تُسجن برغبة المفتي وسياسي الصدفة،فوصلت الحالة الى نوع من الهستريا الدينية المتطرفة بتفجير الأجساد طمعاً في وجبات غذائية وحور عين يمكن الأستدلال عليها دون الحاجة للتفجير والتفخيخ!! ربما يتسائل أحدنا ليجيب نفسه بأن أصحاب الفكر المزيف اليوم لايملكون عقلاً او نتداول مصطلح شائع اليوم وهو (غسل العقول) وشخصياً لاأعلم بأي طريقة يتم ذلك ،نتردد كثيراً بالحديث عن خفايا هذا المصطلح لأنه على علاقة وثيقة بالمفهوم الديني وسوء إستخدام المعرفة العقلية ،وخوفاً أن تثار حفيظة الأخرين عند التطرق لهكذا مفهوم،لكن الحقيقة إن لاصحة لمفهوم غسل العقول بل هناك سوء توظيف للأفكار تعمل عليها الكثير من الجهات الدينية والسياسة من أجل إستمرارية بقاءها،لأن شرط بقائهم هو الأستمرار بسجن عقول الأخرين،فلنحرر عقولنا برغبة الخالق لنزيل غبار خيبة الأمل التي ضلت تلازمنا لسنواتٍ طوال أملاً باللحاق في ركب العالم المتقدم....
|