خلال دراسة تمتد 12 سنة، من دون رسوب طبعاً، تتشكل لدى الطلبة، ذكوراً وإناثاً، طموحات نحو التخصص، ولاسيما عند وصولهم الى سنة الفصل، وعام الحسم الدراسي للإنتقال الى الحياة الجامعية، بكل مايعنيه هذا الوصف من معنى، لذا دائماً يشعرالطالب بحلاوة هذه المحطة من حياته، ويستذكرها حتى بعد أن يغادرها على مدى سنين، كواحدة من لحظات سعادته ومتعته، وسط كم هائل من المعاناة والمنغصاة التي مرت عليه.
لكن، وكما هو الواقع، فإنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حيث تواجه الطالب والطالبة، معوقات تحول دون تحقيق الحلم، المعدل الذي لم يعد يعتمد على الإجتهاد والمثابرة وحدهما، في ظل الظروف المحيطة بكل طالب، المادية منها بشكل خاص، والتي تمنح خيارات هنا، وتحرمها هناك، في الجانب التعليمي طبعاً، ناهيك عن البيئة المجتمعية التي تتأثرهي الأخرى في تحديد مستوى الطالب الدراسي، مع إستثناءات لاتذكر، إضافة الى الأوضاع العامة التي تعيشها البلاد، عموماً، ومناطق منها بشكل خاص، وكلها تنعكس على التحصيل الدراسي والمعدل العام، حيث لايأخذ الإمتحان الوزاري ( البكالوريا) بهذه التناقضات، وبالتالي تأتي النتائج متوافقة مع هذه التباينات، من دون إعطاء فرصة للإعتراض، سوى في منح المكملين فرصة ثالثة لاداء الإمتحان، وهي بالتأكيد لاتغير كثيراً عن المعدل، لكنها تمثل جسراً آخر لإنهاء المرحلة الإعدادية، وهنا يبرز المستوى المادي كخيار متاح للطلبة الميسورين للدخول في كليات أهلية، وفي الإختصاصات التي يرغبون بها، فيما لايجد أصحاب الدخول المحدودة، والمعدومة، سوى المناشدات لإيجاد فرص قريبة لطموحاتهم التي أجهضتها دائرة القبول المركزي.
وصلتني عدد من الرسائل، الموجهة الى معالي وزير التعليم العالي، الدكتور حسين الشهرستاني، من طلبة وطالبات، يجدون ضالتهم في صاحبة الجلالة لإيصال صوتهم وصوتهن لمعاليه، لحل مشكلاتهم ومشكلاتهن، الدراسية، وكلهم أمل بأن يجدوا إستجابة لطلباتهم من معاليه، ولايسعنا الا أن نكون واسطة خير، لإيصال مناشداتهم بين يديه.
الرسالة الأولى من الطالبة،علا إحسان خالد، وهي خريجة المرحلة الاعدادية/ الفرع الأدبي، للعام الدراسي 2013/2014، وحاصلة على معدل 74% ، تقول : تم قبولي في كلية التربية للبنات/ قسم اللغة العربية، للعام الدراسي 2014/2015 ، وأتمنى من معالي وزير التعليم أن يوافق على تحويل دراستي الى كلية الإعلام التي تقبل معدل 66،6% .
فيما تضمنت رسالة الطالبة، زينب سمين غريب محمد، من سكنة محافظة كركوك، طلباً بنقل دراستها من جامعة تكريت الى إحدى جامعات بغداد.
تقول : إني في المرحلة الثالثة في كلية طب الأسنان / جامعة تكريت، وطلبي من معاليه، قبول نقل دراستي او استضافتي في الدراسة المناظرة في إحدى جامعات محافظة بغداد بسبب الوضع الأمني المضطرب في محافظة صلاح الدين، ما ادى الى ايقاف الدراسة في جامعتي الأصلية (جامعة تكريت)، ولعدم وجود دراسة مناظرة في جامعة كركوك، ارجو النظر بطلبي لضمان عدم ضياع مستقبلي.
وقال الطالب، وليد خالد عبد الكريم كاظم، من سكنة محافظة صلاح الدين، أنه خريج الدراسة الإعدادية بفرعها العلمي للعام الدراسي 2012/2013 ، وقبل في كلية هندسة الخوارزمي / جامعة بغداد، للعام الدراسي 2013/2014، لكنه طلب اعادة ترشيحه لهذا العام الدراسي 2014/2015 الى كلية الهندسة جامعة كركوك، لعدم قدرته على الدوام في بغداد، مشيراً الى أن الأوضاع الأمنية المضطربة التي تشهدها محافظة صلاح الدين إضطرته وعائلته الى النزوح الى محافظة كركوك، الا ان النتيجة ظهرت بأنه غير مشمول بضوابط الإنتقال، لأنه من سكنة المحافظات الساخنة.لذا ويلتمس صاحب الرسالة، من وزير التعليم النظر لحالته وانقاذ مستقبله من الضياع، من خلال موافقة معاليه على قبوله في الدراسة المناظرة في جامعة كركوك أو جامعة تكريت للسنة الدراسية 2014/2015 .
طالب الدكتوراه، عبد الله حميد صالح حسن، كلية التربية الرياضية/ جامعة الأنبار، يدرس على النفقة الخاصة ومن سكنة محافظة الأنبار، اضطر وعائلته الى النزوح الى محافظة أربيل بسبب سوء الأوضاع التي تشهدها المحافظة. يقول في رسالته : "سيدي الوزير لقد تمكنت من انهاء المرحلة التحضيرية، وانا الآن في طور الإنتهاء من كتابة الاطروحة، ولم يتبق لي سوى دفع قسطين من اجوري الدراسية، لكن ظروفي المادية الصعبة لا تمكنني من دفع اقساط دراستي، ما يضع مستقبلي على المحك، ولم يبق لي سوى معاليكم لاستنجد به، لذا اناشدكم النظر لي بعين العطف ومساعدتي لما عهدناه من معاليكم".
وفي شأن الأجور أيضاً، يقول الطالب، محمد ايدن حسين، أنه في المرحلة الرابعة في كلية دجلة/ الجامعة الأهلية - قسم الإعلام للسنة الدراسية 2014/2015، ويرجو من معالي الوزير الموافقة على تخفيض أجور دراسته في الكلية لهذا العام، كونه الإبن المعيل لوالديه لعدم قدره على تغطية مصاريف دراسته ونفقات اسرته، وبخلافه سيقف عاجزاً إزاء إكمال دراسته الجامعية.
في رسالته، يقول الطالب حسين صبري حمادي، من سكنة محافظة كربلاء، وهو خريج الدراسة الاعدادية بفرعها العلمي للعام الدراسي 2012/2013 وبمعدل 64% ، أنه اضطر الى ترك دراسته لعام كامل، ومن ثم قبل بعدها في معهد الادارة الرصافة للعام الدراسي 2014/2015، يتمنى من معالي الوزير قبوله بالدراسة المسائية في المعهد الطبي التقني للعام الدراسي 2014/2015 تقديراً للظروف الصحية التي يمر بها.
الطالب، محمد اسماعيل حسن عبد الله، من مواليد 1988 ، وهو موظف على ملاك وزارة الصحة، ويحمل شهادة الدبلوم من المعهد الطبي/ قسم الصيدلة ، وكان من العشرة الأوائل للعام الدراسي 2008/2009 بمعدل 74،658% وكنت من العشرة الاوائل، يرجو من معالي الوزير الموافقة على اكمال دراسته، لنيل شهادة البكالوريوس في الصيدلة في كلية اليرموك الاهلية الجامعة، علماً بأنه حاصل على كتاب عدم ممانعة من دائرته لاكمال الدراسة.
الطالبة، الاء بشير جاسم مكطوف، من سكنة محافظة البصرة، وهي خريجة الدراسة الاعدادية بفرعها العلمي وبمجموع (672) بمعدل (96%) للسنة الدراسية 2013/2014، قبلت في كلية الصيدلة/ جامعة ميسان، لكنها تتمنى من معالي الوزيرالموافقة على نقل دراستها الجامعية من ميسان الى الدراسة المناظرة في جامعة البصرة للسنة الدراسية 2014/2015 ، مراعاة لظروفها الخاصة، والظروف العامة التي تعيشها البلاد، والتي تؤكد أنها لا تسمح لها بالدوام والتنقل من محافظة الى اخرى يومياً ولا البقاء في الاقسام الداخلية في جامعة ميسان.