(نقل فؤادك حيث شأت من الهوى ...ما لحب الا للحبيب الاول كم منزل في الارض يألفه...وحنينه ابدا لأول منزل) قد تصدق تلك الابيات على فيما نفسي ،فقد تشغلنا الاهتمامات السياسية والشأن السياسي عن معشوقتنا وصاحبة الفضل الشخصي علًي الرياضة ،فقد نشأت في بيئة فقيرة ،وكما هو معروف فالفقر بيئة حاضنة ومهيأة توفر السلوكيات السلبية بجميع انواعها. وسط تلك المعطيات يصبح من الصعب التكهن بمستقبل الشباب، و عندما ولجت عمر الشباب كنت ارقب ذلك المجتمع ،تأثرت بالمجتمع الرياضي وتحديدا الساحرة المستديرة ،وربما تقصر المفردات عن وصف مجتمع الرياضيين آنذاك، بيد ان اقل ما يوصف به انه مجتمع خلوق. مضت السنون والفقر مرافق شخصي منعني من تحقيق احلامي في اللعب لأحد فرق العاصمة الكبيرة او تمثيل احدى المنتخبات، حتى دعيت الى خدمة العلم عام (1987 )، ليتم دعوتي للعب في صفوف فريق (قوات المدينة المنورة الحرس الجمهوري ) ،وكان يشرف على الفريق الكابتن الخلوق (ضرغام الحيدري ). سنة( 1989) عرفت الكابتن (حكيم شاكر ) في بطولة الحرس الجمهوري ، وهو يدرب فريق (قوات عدنان )، استطاع حينها خطف كأس البطولة. كان حكيم شاكر لا يهدأ على طول وقت المباراة وفي تقديري يبذل جهد اكثر من في داخل الملعب يصرخ ويتابع ونادرا ما يجلس طيلة وقت المباراة. مرت بنا عقب الايام ودخلنا معترك الصحافة الرياضية، وكانت المفاجئة الشخصية لي هي تولي الكابتن حكيم شاكر مهمة تدريب المنتخب الرياضي ،حبست انفاسي لخوفي على مستقبل المنتخب وبالتالي الكرة العراقية. بيد ان الرجل حقق انجازات، الجمت السن الخبراء والمختصين، كون الانجازات افرحت الرأي العام والشارع الرياضي، واصبح النقد لمسيرة المنتخبات التي ادراها حكيم شاكر اشبه بـ (صيحة في واد او نفخ في رماد)!. ما حصل في بطولة خليجي ( 22) مثل المختبر الحقيقي للإمكانية الفنية للكابتن شاكر، ويصح القول اننا قدمنا منتخب فاقد للون والطعم والرائحة ، ولن يكفي الكابتن شاكر ومن خلفه الاتحاد جميع الحجج والذرائع التي نعترف لهم بأنهم اصبحوا بارعين فيها بأقناع الشارع الرياضي والمختصين. نحن نقول ان ملف المنتخب العراقي لا يمكن الخداع فيه الى ما لانهاية لأن هناك منافسات تمثل السونار الحقيقي لقيمة المنتخب العراقي، وما حصل في بطولة الخليج يثبت صحة ادعائنا. ان ترنح المنتخب لا يعني نهاية المطاف، وعلينا ان نوقف سقوط الكرة العراقية قبل فوات الاوان ، ونشرع بتشكيل لجنة مختصة مهمتها رسم خارطة(عشرية ) للمنتخبات العراقية بجميع فئاتها، ويتم اختيار شخصيات نزيهة وكفوءة من المدربين العراقيين يُطعمون بخبرات تدريبية اجنبية من مختلف المدارس الكروية في اسرع وقت ممكن لحفظ هيبة الكرة العراقية التي تعرضت الى انتكاسات بفعل سوء الادارة وغياب التخطيط الاستراتيجي، والسير بمنهج الترقيع واعطاء الجرعات المهدأة للجمهور الرياضي .
|